السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته أمّا بعد: سيدتي نور؛ أعاني من ضغط وقلق نفسي، فأنا أم لثلاثة أطفال وموظفة، بصدد قضاء عطلة الأمومة، ولكن القلق الذي أعيشه سببه ما بعد العطلة، التي ستنتهي بعد شهر رمضان، فعندها عليّ أن أضع أطفالي عند مربية تأتيني إلى المنزل لأنّ زوجي موظف أيضا، ولا يستطيع أخذهم إلى بيت المربية لأنّ ذلك يسبب له التأخير عن موعد عمله. في الحقيقة يا سيدتي نور، أنا لا أرتاح لوجود أطفالي مع أشخاص غرباء، ولكنني في نفس الوقت لا أستطيع ترك العمل، كونه أحد مواردنا الشهرية إضافة لراتب زوجي، ووالدتي امرأة مسنة ومريضة، ولا تستطيع مساعدتي بشيء، وليس لدي من المقربات من يمكن الاعتماد عليها في هذا الموضوع، لذا أنا دائمة القلق والحيرة والخوف ولا أعلم الحل المناسب لأطفالي. كثيرا ما ألوم نفسي بسبب عملي، لأنّني أضع تربيتهم والاهتمام بهم في الدرجة الأولى قبل كل شيء حتى نفسي، لكني في نفس الوقت وكما أسلفت الذكر لا يمكنني ترك العمل. صوريا/ بودواد الرد: عزيزتي لك منّي فائق التقدير على شعورك بالمسؤولية لتربية الأبناء وهي مسؤولية عظيمة حقا. ممّا لا شك فيه أيتها العزيزة أنّ الأبناء إذا تربوا تربية حسنة وصل عائد خيرهم على الوالدين في الدنيا والآخرة، ومن ثم فإنّ أكبر مشروع وأهمه ينبغي للإنسان العاقل أن يعتني به في الحياة الدنيا، هو الاعتناء بتربية أبنائه تربية صحيحة سليمة، وتنشئتهم تنشئة ملتزمة، فإذا نجح في هذا فقد حاز الخير كله، فإن الإنسان يبقى ذكره وحسناته ما بقي أبناؤه من بعده، ومن ثم ينبغي أن تسترخصي كل غال أيتها الكريمة في سبيل الاعتناء بأبنائك وحسن تربيتهم وأداء هذه المسؤولية العظيمة في حقهم، فإذا كان الدخل الشهري الذي يحصل عليه الزوج، يكفيكم ولو مع تقليل في الكماليات، فإن من الخير لك ولأبنائك ولزوجك أن تبقي في البيت لتقومي برعاية الأبناء والإحسان في تربيتهم، وسيخلف الله عز وجل عليكم بالخير إن شاء الله. أمّا إذا كان الدخل الشهري للزوج لا يكفيكم وكنتم بحاجة إلى أن تعملي وكان العمل ملائما لك، فلا مانع في أن تتركي الأبناء خلال مدة العمل لدى مربية، أوصيك فقط بأن تحسني اختيار المربية، فاختاري امرأة تؤمن على تربيتهم، فإنهم أمانة والله عز وجل سائلكم عنهم، فأحسني اختيار المربية ولو كانت بكلفة أكثر من غيرها، فإذا أحسنت هذا الاختيار، فإنك بإذن الله تعالى بعد عودتك من العمل ستكملين ما نقص وستحاولين سد الخلل الذي وقع بسبب خروجك، وهكذا إلى أن تتيسر الأمور ويكفيكم الله بحلاله، ثم بعد ذلك تتفرغين لتربية الأبناء. ردت نور