يشتكي مرضى العيون من غياب أجهزة تصوير العيون، أو تعطلها إن هي وجدت بأغلب المستشفيات مما دفعهم إلى القيام بذلك الإجراء اللازم الذي يسبق القيام بعملية جراحية على مستوى العين بالقطاع الخاص، وكان سبيلهم الوحيد على الرغم من المبلغ الباهظ الذي يفرضه على المرضى إلا أن لا شيء يقف عائقا أمام أمل استرجاع نور أيصارهم. م ب اقتربنا من بعض المرضى بمستشفى بارني بحسي داي بالعاصمة فوجدناهم في حسرة من أمرهم خاصة وان أجهزة تصوير العيون غير متوفرة هناك، ويدفعون دفعا إلى إجرائها خارج المستشفى وما زاد من اكتراث الوضع أن تلك الخدمة لا يوفرها إلا القليلون حتى في القطاع الخاص مما جعل المرضى يصولون ويجولون في عدة أماكن بعيدة وقريبة بحثا عن أجهزة تصوير العين أو الايكوغرافي. مع العلم انه إجراء ضروري وهو من بين الشروط اللازمة التي تسبق إجراء العمليات الجراحية على مستوى العين، فهو يعتمد على تصويرها كلية وتبيين مكمن الخلل الذي اثر على الرؤية بطريقة سلبية، إلا أن عدم توفر ذلك الجهاز أو التذرع بتعطله أعاق المرضى في الكثير من المرات. عن هذا قالت إحدى السيدات أن أمها التي تجاوزت العقد الثامن تعاني من داء الماء الأزرق في عينيها والذي أعاق الرؤية بكلتي عينيها، وبعد الظفر بموعد من اجل إجراء عملية جراحية التي تطلبت العديد من الإجراءات والتحاليل من بينها تصوير العيون أو الايكوغرافي ،إلا أنها لم تظفر على بالخدمة إلا عند احد الخواص وتعبت كثيرا وضاقت بها السبل قبل العثور عليه وكلفها الكشف مبلغ 4000 دينار وخضعت إلى الأمر الواقع عليها. إضافة إلى الأموال الباهظة التي تتطلبها التحاليل وما يجلب الخجل والحيرة في آن واحد هو عدم توفرها على مستوى مستشفى بأكمله، وعادة ما يتم ارسال المرضى إلى خارج المستشفيات من اجل استيفاء تلك الإجراءات سواء تعلق الأمر بالعين أو بأي عارض آخر، ولولا فطنة أهل المريض وحنكتهم لاستنزف القطاع الخاص جل أموالهم بحيث عادة ما يتم البحث عن مراكز صحية تابعة للدولة تتوفر فيها اغلب التحاليل المطلوبة لحسن الحظ، ليبقى واحد أو اثنان من نصيب القطاع الخاص مثله مثل الايكوغرافي الخاص بالعيون الذي لا يتوفر إلا في القطاع الخاص بثمن باهظ لا يقدر عليه كل المرضى. هو الحال نفسه الذي كان عليه إحدى المرضى بذات المشفى وهو الذي ينتظر منذ عام من اجل إجراء عملية جراحية على مستوى العين، وفي الوقت الذي حان إجرائها له وجد نفسه عاجزا أمام الإجراءات والتحاليل التي تسبق العملية خاصة وان بعض الكشوفات لا توفرها اغلب المستشفيات سيما فيما يخص كشف العيون عن طريق التصوير أو الايكوغرافي الذي حام لأجله بأغلب المستشفيات إلا انه لم يعثر عليه مما ألزمه أجرائه لدى طبيب خاص ذلك الذي لم يجده إلا بعد عناء كبير وبعد توسط معارفه كون أن التقنية لا تتوفر لدى جميع الخواص. وأعرب جل من تحدثنا إليهم من المرضى عن تذمرهم من الحال الذي آلوا إليه ودفعهم كرها إلى المشافي الخاصة، في الوقت الذي تسعى فيه الدولة سعيا حثيثا من اجل عصرنة طب العيون وإدخال آخر التقنيات المستحدثة، لتبقى الآلات الخاصة بالتقنيات المعهودة في طب العيون رهينة أرشيف المستشفيات وديكورا من غير معنى فإما تصليحها وإما إتلافها والمواطن سيستريح في كلتا الحالتين، ويتذمر أكثر لو بقيت قبالته من دون فائدة تذكر.