ضابط سابق في جيش التحرير الوطني: مظاهرات ديسمبر 1960 أحدثت قطيعة بين المجتمعات الأوروبية والمسلمة أكد الضابط السابق في جيش التحرير الوطني بالولاية التاريخية الثالثة جودي أتومي يوم الثلاثاء بتيزي وزو أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 كرست جبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كناطقين وحيدين ضد المناورات الاستعمارية. وفي مداخلة له خلال لقاء نظم تحت شعار الكتابة من أجل التاريخ والذاكرة بالمكتبة العمومية للمطالعة في إطار الطبعة 11 لصالون جرجرة للكتاب أوضح الضابط السابق في صفوف جيش التحرير الوطني أن هذه المظاهرات لعبت دورا مهما في مفاوضات تقرير مصير الجزائر من خلال تكريس جبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كناطقين وحيدين . وأضاف ذات المتدخل أن إخفاق محاولات تقسيم التراب الوطني وإصلاحات مخطط قسنطينة التي سرعان ما أبانت عن محدوديتها وكذلك عدم نجاح مخططي شال وموريس دفع بديغول إلى البحث عن أشخاص لكسر تمثيلية جبهة التحرير الوطني وإبقاء الجزائر تحت الهيمنة الفرنسية . حسب السيد أتومي فإن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 قد أحدثت قطيعة بين المجتمعات الأوروبية والمسلمة إذ كانت إجابة قاطعة على المناورات الاستعمارية بتكريسها لجبهة التحرير الوطني والحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية كناطقين وحيدين باسم الشعب الجزائري ضد السلطات الاستعمارية مؤثرة بذلك على مفاوضات تقرير المصير. من جهة أخرى أشار الضابط السابق إلى أن هذه المظاهرات تسببت في انقسامات داخل الجيش الفرنسي وهو ما استغلته جبهة التحرير في حربها مضيفا ان جيش التحرير الوطني قد استغل 22 مركز قيادة تابع للجيش الاستعماري على مستوى الولاية التاريخية الثالثة سنة 1961 . أما على المستوى الديبلوماسي فأبرز السيد أتومي ان الصدى الذي أحدثته هذه المظاهرات وكذا العمل الجبار الذي قامت به الديبلوماسية الجزائرية وعلى رأسها الراحل محمد يزيد وجدت فرنسا نفسها معزولة على المستوى الدولي . وبعد أن أكد أن هذه المظاهرات لم تأت محض الصدفة لأنه تم التحضير لها أوضح الضابط السابق بجيش التحرير الوطني أن مظاهرات 11 ديسمبر 1960 جاءت في سياق سياسي تميز بوصول الجنرال شارل ديغول إلى الحكم عام 1958 بخطابة المتناقض .