ق. حنان لا تفصلنا إلا أيام قليلة عن مواعيد امتحانات نهاية السنة، خاصة الامتحانات المصيرية، كامتحانات شهادة البكالوريا، وشهادتي التعليم المتوسط والأساسي، وطلبة الجامعات، وهي الفترة التي تشهد ازدياد التوتر وارتفاعه لمستويات غير مسبوقة، بين الطلبة، نظرا لأن هاتين المرحلتين تشكلان علامة فارقة في مستقبلهم، فتجعلهم بالتالي يعيشون في حالة دائمة من الضغط العصبي والتوتر على مدار اليوم والليلة لتذكر كل ما درسوِه طوال الأشهر الماضية وتكثيف جلسات المذاكرة التي تمتد لساعات طويلة قد تنسيهم تناول وجباتهم أو أخذ قسط من الراحة مما يزيد من إرهاقهم وتوترهم. ويلفت الخبراء انتباه التلاميذ والطلبة إلى جملة من العوامل أثناء استعدادهم لامتحانات نهاية العام الدراسي حتى يقل توترهم ويزداد تركيزهم ويضمنون النجاح والتفوق بإذن الله، ومن ذلك على سبيل المثال السهر طوال الليل، في محاولة لتحصيل أكبر كم ممكن من المعلومات، دون أن يدركوا أن هذا خطأ كبير، وانه يقلل من تركيزهم وقدرتهم على المذاكرة والتحصيل، وسيسبب لهم الإرهاق ويتعب أجسامهم وأذهانهم، أي أن الساعات الإضافية التي سهروها للإنجاز في أقل وقت، ليست في الواقع إلا مضيعة للوقت والجهد والصحة، فهل الأمر يستحق؟ الأبحاث الحديثة تجيب عن هذا السؤال بالنفي القاطع، فقد وجدت إحدى الدراسات أن الطلبة الذين يسهرون بشكل متكرر للمذاكرة طوال الليل، تكون قدرتهم على الاستيعاب والتحصيل أقل من أقرانهم، وبالتالي تكون نتائجهم النهائية في الامتحانات كذلك مخيبة للآمال عكس أقرانهم الذين يأخذون كفايتهم من الراحة والنوم. ووجدت الدراسة أيضا أن معظم الطلبة والطالبات الذين قضوا الليل في المذاكرة لم يكونوا بالضرورة مضطرين لذلك، فمنهم من أهمل مذاكرته طوال العام ويرغب الآن في تحصيل أكبر قدر ممكن من المعلومات في الوقت القليل المتبقي، وتعويض ما ضاع منه، ومنهم من يحب السهر ويستمتع به. والخلاصة هي عدم النوم وقضاء ساعات الليل في الاستذكار لا يؤدي أبدا لنتائج أفضل، هذا إضافة إلى أن معظم الطلبة والطالبات يكثرون في الأيام الأخيرة قبل الامتحانات من تناول المشروبات الغنية بالكافيين - كالشاي والقهوة والنسكافي وغيرها- بالإضافة لمشروبات الطاقة التي انتشرت في الأسواق في السنوات الأخيرة، وقد يتمادى البعض ويذهب لتناول بعض العقاقير الطبية المنبهة للمساعدة على السهر ومواصلة الليل بالنهار في المذاكرة في نشاط. ويفضل لذلك أن يبحث الطالب عن مصادر طبيعية وآمنة لرفع مستوى طاقته ونشاطه، كإتباع نظام غذائي صحي والانتظام في أداء التدريبات الرياضية وتجنب تناول الوجبات الدسمة قبل البدء في المذاكرة لتفادي الخمول والرغبة في النوم، ومهما كان التزامه بالمذاكرة لفترات طويلة، لا ينسى الحصول على ساعات كافية من النوم يوميا ليتمكن من مواصلة الاستذكار في اليوم التالي بنشاط وتركيز، وأن يثق في نفسه وقدراته ويحاول الهدوء والتركيز قدر الإمكان لأن التوتر والقلق سيضرانه ولن يفيداه في شيء.