تعتبر الراحة النفسية و الهدوء من أهم العوامل المساعدة للتحضير الجيد للامتحانات ،الأمر الذي يدفع بالعديد من العائلات إلى توفير هذه الأجواء لأبنائهم خلال فترة المراجعة ،غيرأن ذلك لا يكون كافيا في بعض الأحيان نظرا لحدة التوتر و القلق اللذان يصيبان المقبل على مثل هذه الامتحانات المصيرية حيث تلجأ تلك الأسر إلى البحث عن مختلف السبل التي تخفف من حدة ذلك الأمر الذي وجدته في جلسات العلاج النفسي التي تقوم بتنظيمها جمعيات مختلفة تسعى من خلالها إلى الوقوف بجانب المترشح الذي يكون أكثرمن أي وقت آخر بحاجة إلى الدعم والمساندة. نظرا للتأثير النفسي الذي يتعرض له الطلبة و التلاميذ خلال فترة الامتحانات ينتابهم القلق و التوتر الذي يؤثر سلبا على استعدادهم لهذا اليوم المصيري الذي يتحدد من خلاله مستقبلهم ، وما زاد من حدة التوتر خلال هذه السنة الدراسية تلك الأحداث التي طبعتها والتي كانت لها عواقب عليهم و شتت تركيزهم، والمتمثلة على وجه الخصوص في مشاركة الفريق الوطني في نهائيات كأس العالم الذي دفع الوزارة الوصية إلى اتخاذ إجراءات بشأنه و ذلك بتقديم الامتحانات قبل هذا الموعد الذي، إضافة إلى الإضرابات المتتالية التي شكلت نوعا من التوتر لدى الأولياء والتلاميذ على حد سواء خوفا من إمكانية زعزعة ثقتهم بأنفسهم ، فهذه السنة الدراسية تعتبر من أقصر المواسم الدراسية الأمر الذي بات يزرع الرعب في قلوب المقبلين على الامتحانات المصيرية . وفي هذا الإطار يدعوا المختصين النفسانيين الأولياء إلى الاهتمام بالجانب النفسي لأبنائهم بهدف مساعدتهم على التركيز واكتسابهم الثقة التي تمكنهم من إجراء الامتحان بدون خوف و إبعادهم عن كل ما يمكن أن يشتت تفكيرهم بداية بالتلفزيون و مرورا بالضغط العائلي الذي تمارسه العائلة على المترشح ،حيث يؤكد هؤلاء على ضرورة توفير الجو الهادئ الذي يسمح باستيعاب الدروس دون ضغط مفرط الذي يعطي غالبا نتائج عكسية. و مع اقتراب موعد الامتحانات تعمل العديد من الجمعيات على تنظيم جلسات للعلاج النفسي الذي يخفف من حدة التوترالذي قد يصيب التلاميذ و هو الأمر الذي استحسنه الأولياء الذين رافقوا أبنائهم لمثل هذه الجلسات ، و كانت منظمة جمعيات رعاية الشباب السباقة و المتعودة على تنظيم مثل هذه المبادرات حيث سجلت حضورها إلى جانب الممتحنين في شهادة البكالوريا عن طريق تنظيم جلسات جماعية للعلاج النفسي كل يوم سبت حيث بلغ عدد المستفيدين من هذه المبادرة خلال اليوم الأول 1795 طالب . الهدوء و الراحة أهم عوامل النجاح و تشكل حديقة التجارب بالحامة خلال هذه الفترة قبلة للعديد من الطلبة المرشحين لنيل شهادة البكالوريا 2010 من أجل الاستفادة من هذه الجلسات الجماعية للتخلص من القلق والتوتر النفسي الذي ينتابهم قبل الامتحانات وخلالها وتقوم ذات المنظمة بتنظيم هذه الجلسات للسنة الثانية على التوالي ، حيث تتدفق حشود بشرية على الحديقة للاستفادة من العملية التي تلاقي في كل مرة إقبالا كبيرا حتى من الولايات الداخلية للوطن كورقلة و عنابة و قسنطينة ، ومن المنتظرأن يكون السبت المقبل آخر الجلسات . وشهدت الحصة الأولى من الجلسات العلاجية الجماعية إقبالا كبيرا واهتماما ملحوظا من طرف الطلبة الذين لم يترددوا لحظة في المشاركة التي يشرف عليها طاقم متكون من 13 أستاذ منهم أخصائيون نفسانيون يضمنون تمارين وحركات رياضية استرخائية مع تقديم النصائح اللازمة تفيدهم في تحضيرهم للامتحانات وكذا مربين و أطباء عامون تجنبا لأي طارئ قد يتعرض له الطلبة،ولم يخف هؤلاء إعجابهم بالتجربة التي يعيشها البعض منهم لأول مرة بينما سبق للبعض الآخر أن استفاد منها في السنة الماضية ،كما سجل آخرون يزاولون حاليا دراستهم الجامعية حضورهم إلى جانب الآخرين تأكيدا لهم على نجاعة هذه التجربة في تخليص المترشح من مختلف الضغوط النفسية التي يتعرض لها . وكانت الطبعتين السابقتين قد سجلت نسبة نجاح جيدة - فتلك التي نظمت سنة 2008 في غابة بوشاوي بلغت نسبة نجاحها 50 بالمائة ،أما سنة2009 فقدرت ب60 بالمائة و كانت قد احتضنتها بحيرة الرغاية ولم يكن من المتوقع أن تصل نسبة النجاح بين المشاركين فيها إلى59 بالمائة وهو ما شجع على إكمال المبادرة والتطلع هذه المرة إلى تحقيق نسبة نجاح تفوق تلك المحققة في السنوات الماضية. وكثيرا ما تنتاب أغلب المقبلين على الشهادات النهائية، وبشكل أخص، شهادة البكالوريا حالة شديدة من الخوف والتشنج والتوتروفقدان الثقة بالنفس أيّاما قبل الامتحان وحتى أثناءه، مما قد يؤثر سلبا على مستوى أدائهم وبالتالي على نتائجهم ، و يساهم بشكل أكبرالأولياء في زيادة هذا التوتربتذكيرهم في كل مرة بأنهم مقبلين على شهادة هامة وهي البكالوريا وعليه فإن التكفل النفسي بهم يصبح حاجة ملحة وعلى جميع المستويات الأسرية والمدرسية . وقد وقع الاختيار هذه السنة على حديقة التجارب الحامة بالعاصمة وهو الاختيارالذي يرجع إلى ما تتميز به الحديقة من مناظرطبيعية تبعت في النفس الراحة و الهدوء وهما عاملان أساسيان في العلاج النفسي ، ناهيك عن شساعتها و هو الأمر الذي يسمح باستقبال أكبرعدد ممكن من الطلبة مع أوليائهم الذين فضلوا مرافقتهم خلال هذه التجربة التي يعلقون عليها أمالا كبيرة في تهدئة الأعصاب و بعث الاطمئنان في نفوس أبنائهم سيعرف إخضاع الأولياء ذاتهم للعلاج في مبادرة تهدف إلى توعيتهم بظروف أبنائهم للتخفيف منها. الأولياء أكثر أسباب التشويش على الممتحنين وتكون طريقة التكفل بالطلبة المقبلين على الامتحانات بتلقين الطالب كيفية تسيير الضغط النفسي والقلق والسلوك الواجب اعتماده لتفادي الخوف بالإضافة إلى تزويدهم بالنصائح البيداغوجية التي تسمح بتحقيق مراجعة جيدة. ووضعت تحت تصرف الطلبة خلال هذه الحصص العلاجية الجماعية من أجهزة استرخاء حديثة تضمن لهم حركات رياضية استرخائية بالإضافة إلى حصص لتدليك العضلات والأنسجة العصبية وتمارين تنفسية وحصص موسيقية علاجية التي تساعد على التخلص من القلق والرفع من قدرة التركيز حيث يقسّم الطلبة إلى مجموعات تضم كل واحدة ما بين 10 إلى 20 طالبا يؤطرهم مختصون نفسانيون ويخضعونهم لتمارين وحركات في جلسات تدوم 45 دقيقة على أن لا تقل عن ال30 دقيقة تساعدهم على الاسترخاء والتركيز وتعلمهم الثقة في النفس ومكافحة الضغط النفسي. مبادرة أخرى من نفس النوع قامت بتنظيمها دار الشباب 2 لبوروبة تعمل من خلالها على تهدئة الطلبة و ذلك بوضع برنامج يصب في هذا الإطار و الذي أطلق عليه "بكالوريا بدون قلق"و المتمثل في برنامج يهدف إلى مساعدة طلبة الأقسام النهائية على تخطي قلق امتحان البكالوريا من خلال جلسات للاسترخاء التي يلقن فيها الطلبة أساليب المراجعة الصحيحة ، وعبر العديد من المقبلين على الامتحانات الذين استفادوا من هذه المبادرة عن استحسانهم لها خاصة و أنها تعمل على توجيههم و التخفيف من حدة الضغط الذي يتعرضون له ،و لم تقتصر تلك الجلسات على المترشحين لشهادة البكالوريا فقط و إنما لتلاميذ التعليم المتوسط و الابتدائي بعد الصدى الذي وجدته المبادرة لدى التلاميذ و الأولياء. و أعرب بعض الطلبة الذين وجدناهم بدار الشباب أنهم يرغبون من خلال هذه المبادرة إلى التخلص من القلق الذي يصيبهم بعد الحفظ و المذاكرة بالإضافة إلى الضغط الممارس عليهم من طرف الأهل خاصة أولئك المقبلين عل شهادة البكالوريا التي تكتسي أهمية كبيرة في مجتمعنا ،و يعتبرالقلق الذي ينتاب التلميذ أو الطالب حالة نفسية و انفعالية يمربها أي تلميذ و تصاحبها ردود فعل جسمية و نفسية غير معتادة نتيجة توقع الفشل في الامتحان أو سوء الأداء فيه أو تخوفه من الرسوب . مثل هذه المبادرات التي تهتم بشريحة الممتحنين ينادي القائمين عليها الجهات المعنية بضرورة تعميمها حتى يتسنى لجميع الطلبة عبر مختلف ولايات الوطن الاستفادة منها ، خاصة و أن السنة الدراسية الحالية تميزت بمجموعة من الأحداث التي أثرت على تركيز الممتحنين بما في ذلك تأهل الفريق الوطني لكأس العالم و كذا الإضرابات التي شلت الدراسة لعدة أسابيع .