أعلن وزير التجارة السيّد مصطفى بن بادة أمس السبت أنه من الممكن تنظيم جلسات وطنية "متخصّصة" في مجال التجارة "قد تستهلّ حول التجارة الخارجية"· قال السيّد بن بادة في ندوة صحفية عقدها على هامش الجلسة الجهوية للتجارة بين الجهات التي ضمّت المديريات الجهوية لولايات باتنة، سطيف وعنابة على "جدوى تعميق هذه المنهجية التي تعتمد على التشاور في إطار محاور أخرى من أجل إرساء قواعد استراتيجية حقيقية تهدف إلى تحسين الأداء الاقتصادي الوطني بشكل عام وتطوير الممارسة التجارية ببلادنا". واعتبر الوزير الجلسات الجهوية للتجارة أنها "تجربة رائعة" في مجال العمل ما بين القطاعات، موضّحا أنه "إذا أردنا النّجاعة والمردودية فيجب أن تتضافر الجهود لأن مهام كلّ القطاعات متكاملة". وحسب السيّد بن بادة، فإن هذه الجلسات "هي محطّات هامّة لأنها تقيم أداء القطاع في الفترات السابقة وتستشرف مستقبله انطلاقا من الواقع المعاش وباستشارة كلّ الفاعلين فيه وشركائه الاقتصاديين والاجتماعيين"· وفي تقييم أوّلي للجلسات الجهوية الأولى التي احتضنتها الخميس المنصرم مدينة وهران والثانية التي جرت اليوم بباتنة قال الوزير: "أنا مرتاح جدّا ومطمئن للكمّ الهائل من الاقتراحات والأفكار التي طرحت بعمق في هذا المجال إلى حدّ الآن وبدايات هذه الجلسات جيّدة جدّا"· أمّا عن الأسواق الموازية فأوضح السيّد بن بادة بأنها "إشكالية معقّدة" لارتباطاتها الاجتماعية وحلّها البديل حاليا هو "الإسراع في تهيئة الفضاءات ووضع مخطّط تنظيم تجاري في الأحياء التي أنجزت أصلا بدون أسواق"، موضّحا ضرورة مساهمة السلطات المحلّية في العملية، سيما وأن الدولة خصّصت مبالغ هامة في هذا السياق، منها 6 ملايير دج ضمن المخطّط الخماسي الماضي لإعادة تأهيل حوالي 40 سوقا للجملة و250 سوق جواري للخضر والفواكه على المستوى الوطني، في حين رصدت للعملية في المخطط الحالي 4 ملايير دج يقول الوزير· حضر الجلسات التي احتضنتها قاعة المحاضرات الكبرى بكلّية العلوم الإسلامية لجامعة الحاج لخضر بباتنة إطارات قطاع التجارة من 17 ولاية من شرق البلاد، بالإضافة إلى متعاملين اقتصاديين وممثّلي أرباب العمل ومؤسسات اقتصادية عمومية وخاصة وكذا باحثين وأساتذة جامعيين· وقد تمّ تقديم محاضرتين الأولى حول "التنظيم التجاري" نشّطها الدكتور رجال السعدي من أمّ البواقي والثانية من طرف الدكتور بن تركي عز الدين من جامعة قسنطينة حول "الصادرات الجزائرية خارج المحروقات بين القيود المحلّية وتحدّيات الأسواق الدولية"· واختتمت هذه التظاهرة التي تعدّ سابقة في تاريخ قطاع التجارة الجزائري بقراءة التوصيات والمصادقة عليها التي خرجت بها الجلسات المحلّية للولايات ال 17 المشاركة في لقاء باتنة حول الورشات الأربع المتمثّلة في التنظيم التجاري وتأطير التجارة الخارجية والرقابة الاقتصادية والموارد البشرية· وستشكّل هذه توصيات الورشات لولايات شرق البلاد مع توصيات الجلسات الجهوية لوهران وتلك التي يتمّ الخروج بها في الجلسات الثالثة التي ستنظّم يوم 23 ماي الجاري بوسط البلاد كأرضية مناقشة للجلسات الوطنية التي ستنظم في نهاية جوان المقبل بالجزائر العاصمة· وينتظر حسب وزير التجارة أن تتوّج الجلسات الوطنية بصياغة مدونة إصلاحات وحلول لقطاع التجارة عبر كامل التراب الوطني مع مراعاة الخصوصية الطبيعية والاقتصادية التي تتميّز بها كل منطقة·