أكد جمال ولد عباس وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن »ترقية المستوى العلمي للأطباء يقع ضمن أولويات الوزارة«، وأضاف الوزير أن تحسين المستوى العلمي وتطوير الأداء الطبي يأتي في الدرجة الأولى قبل جانب التجهيز، حاثا الأطباء على تقديم كل الدعم للدولة من أجل الارتقاء بالمنظومة الصحية في الجزائر. وأشار ولد عباس أول أمس على هامش الأيام الطبية المنظمة من طرف ناحية الوسط للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية إلى أن الجزائر قد شهدت نقلة نوعية في مجال التكفل الطبي بالمواطن، حيث انتقلت من عدد محدود جدا من الأطباء غداة الاستقلال إلى مستوى وتغطية طبية نوعيين، خاصة وأن - يضيف الوزير- الطبيب الجزائري لا تنقصه الكفاءة وقد أثبت جدارته وتحكمه في التكنولوجيا. من جهته، أكد الياس مرابط رئيس النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية على أن ما يهم نقابته هو السير بقطاع الصحة قدما، ولن يتأتى ذلك حسبه إلا بإزالة كل العقبات التي تأتي في طريق الممارسين وحل جميع مشاكلهم التي يطرحها واقع الممارسة الطبية. أما ميساوي محمد رئيس ناحية الوسط للنقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، فقد أكد على أن الهدف من تنظيم هذه الأيام الدراسية في طبعتها الثالثة، هو تدعيم التكوين المتواصل للأطباء وإعطائهم الفرصة للالتقاء وتبادل الخبرات والتجارب في الميدان، مؤكدا على أن نقابة الممارسين ليست نقابة احتجاجات واعتصامات فقط، بل يهمها التكوين العلمي للأطباء. وفي هذا الصدد، أشار ميساوي إلى أن عدد المشاركين قد فاق ال 600 من 11 ولاية من الوسط ووهران وقسنطينة، فضلا عن المعرض المنظم على هامش التظاهرة والذي ضم عدة مخابر وطنية وأجنبية منتجة للأدوية. واغتنم جمال ولد عباس فرصة حضوره هذه التظاهرة العلمية ليزور عددا من الهياكل التابعة للمركز الاستشفائي الجامعي »فرانتز فانون« كمركز مكافحة السرطان حيث طاف بمختلف مصالحه واطلع على التجهيزات المتوفرة به، وكذا مستشفى النهار حيث وصف هذه المؤسسة الأخيرة بالنموذجية والتي ينبغي تعميمها على مستوى كافة مناطق الوطن. كما استفسر الوزير من جهة أخرى عن مدى تقدم أشغال إنجاز معهد للكلى والتزم بالتكفل بتزويد المركز الاستشفائي بالتجهيزات الضرورية لاسيما تلك الموجهة للتكفل ببعض العمليات الجراحية الحساسة خاصة جراحة الأعصاب. وقد ضم هذا اللقاء الذي يحمل شعار »الإعاقة الذهنية من الطب المجاني إلى التعاقدي« عددا هاما من الخبراء الجزائريين والأجانب من فرنسا والمغرب وتونس، والذين عكفوا على مدار يومين على مناقشة هذا الموضوع والتفكير في وضع إستراتيجية لتحسين التكفل بالمعاق ذهنيا في إطار التعاقدية. كما استعرض المشاركون في هذا اللقاء المهدى لروح الفقيد ورائد الطب النفسي الجزائري خالد بن ميلود مختلف المراحل المتعلقة بالمرور من الطب المجاني إلى التعاقدية، وكذا العلاقات الموجودة بين المؤسسات الصحية وهيئات الضمان الاجتماعي.