باحثون ومهتمون بالتاريخ ومجاهدون: معركة فوغالة مثال عن وحدة الجزائريين إبان الثورة
إعتبر باحثون ومهتمون بالتاريخ وكذا مجاهدون من ولايتي باتنة وتيزي وزو أمس السبت في اللقاء الدراسي الوطني الذي احتضنته ملحقة متحف المجاهد بعاصمة الأوراس إحياء للذكرى ال61 لمعركة فوغالة بجبل وستيلي أن تلك المعركة تعد مثالا حيا عن وحدة الجزائريين إبان الثورة التحريرية وتآزرهم ضد العدو من أجل استقلال الجزائر . فتلك المعركة التي وقعت حسب ما ورد خلال نفس اللقاء بجبل وستيلي (الناحية الثانية المنطقة الأولى بالولاية الأولى التاريخية الأوراس) كان قائدها الشهيد أحمد إمرزوقن المدعو أحمد الجدارمي من تيزي وزو فيما كان مساعداه الشهيدان مصطفى عيساوي المدعو تباني والطيب برتلة من باتنة. وتستحق معركة فوغالة وفق المتدخلين التوثيق باعتبارها -حسبهم- من أكبر المعارك التي شهدها جبل وستيلي بالولاية الأولى التاريخية حيث استشهد فيها 25 عنصرا من جيش التحرير الوطني يتقدمهم القائد أحمد إمرزوقن فيما أصيب 15 آخرون بجروح متفاوتة بينما تكبد العدو خسارة فادحة تمثلت في فقدانه ل350 جنديا وإصابة 100 آخر بجروح. ودامت المعركة حسب شهادة الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين المجاهد العابد رحماني يوما كاملا من الساعة السادسة صباحا إلى غاية ساعة متأخرة من الليل بعد أن اكتشف العدو إثر وشاية عن جود دورية محملة بالأسلحة والعتاد قادمة من تونس بقيادة الشهيد الطيب برتلة فقامت بمحاصرة المكان ووقع الاشتباك الذي استعانت فيه قوات الاحتلال بالطائرات الاستكشافية ومدافع الميدان. وأضاف المصدر أن تعداد المجاهدين الإجمالي كان يقدر ب 180 مجاهدا مدعما بأسلحة خفيفة وقاذفات (بازوكة) فيما قارب عدد جنود العدو ال 4 آلاف عسكري بقيادة ضابط سامي. وتخلل هذا الدراسي الذي حضره عديد المجاهدين من المنطقتين التاريخيتين الأولى والثالثة تقديم شهادات حية عن تلك المعركة إلى جانب مداخلة توثيقية لابن أخ الشهيد أحمد امرزوقن الباحث في تاريخ الثورة التحريرية فريد إمرزوقن من تيزي وزو الذي قدم فيها للحضور ولأول مرة وثائق من الأرشيف الفرنسي حول المعركة. وقد اختتم هذا اليوم الدراسي بتكريم عائلتي الشهيدين أحمد امرزوقن والطيب برتلة.