يلعب تحت راية نادي برشلونة ثلاثة أبطال تربعوا على قمة العالم عندما حصدوا المراكز الثلاثة الأولى في حفل تسليم الكرة الذهبية لعام 2010، هم ليونيل ميسي وتشابي وأندريس إنييستا· لكن هؤلاء الثلاثة - على هيبتهم وعلو مقامهم بين اللاعبين - ما كانوا ليبدعوا في الهجوم بدون القوة المحركة الرئيسية التي يبثها في الفريق الظهير الأيمن فائق السرعة داني الفيس· عن موقع "الفيفا" لقد وطد نجم الدفاع مكانته في الفريق الأسباني العريق، الذي ينتظر المشاركة معه بعد أيام قليلة في نهائي دوري أبطال أوروبا ضد مانشستر يونايتد على أرض ملعب ويمبلي الأسطوري· وقد أجرى موقع "الفيفا" معه حواراً تطرق فيه لهذه المرحلة الرائعة التي يعيشها والنزال الذي سيواجه فيه رايان جيجز واستمراره مع المنتخب البرازيلي· ** كان من الواضح هذا الموسم أن فريق برشلونة - رغم أنه يعج بالنجوم - يعتمد عليك كثيراً في الهجوم، فهل أصبحت تشعر الآن بأنك جزء لا غنى عنه من هذا الفريق الكبير؟ - (يضحك) حسناً، أعتقد أن اعتباري جزءاً لا غنى عنه فيه شيء من المبالغة، لكن أعتقد أني بالفعل قطعة مهمة في طريقة اللعب· بطبيعة الحال يكون من الصعب أن يبرز المرء وسط مجموعة تضم نجوماً كهؤلاء، ولذلك أشعر بسعادة بالغة لحصولي على تلك الفرصة· أعتقد أن أهم شيء للاعب هو أن يشعر بأهميته، فذلك يكون له تأثير عظيم· ** عندما وصلت إلى فريق يمتلئ بالفعل بكل هذه المواهب في جويلية 2008، هل كان من الصعب أن تتكيف وتحجز لنفسك هذا المكان؟ - لكي أكون صريحاً، كان الأمر سهلاً جداً، ومريحاً جداً· وقد جازفت لأني عرفت أن أحوال الفريق في ذلك الوقت لم تكن على ما يرام· كان فريقاً وصل إلى القمة، لكنه لم يتمكن من الإحتفاظ بمكانته· وهكذا كان من الضروري إدخال بعض التعديلات، وقد حفزتني الرغبة في أن أكون جزءاً من تلك العملية· كانت فرصة ممتازة في نظري أن أصل إلى فريق يمر بمرحلة إعادة بناء، لأني كنت أعرف أني قد أستطيع دخول التاريخ النادي عن طريق المشاركة في عملية تغيير كبرى كهذه· ** كيف ساعدك غوارديولا لتتكيف بهذه السرعة؟ - إن غوارديولا يتمتع بحضور طاغٍ· لقد كان مدرباً داخل الملعب؛ فعندما كان يلعب كان يقود الفريق بالفعل· رؤيته للأمور فريدة حقاً· وهو يتمتع بحس عالٍ جداً، ويعرف اللاعبين جيداً ويعرف تماماً ما يحتاجون إليه· نحن نعرف أنه إلى جانبنا دائماً· وقد تأثرت كثيراً بحديثي معه ذات مرة، في البداية، عندما ناداني وقال لي: "لا أريدك أن تغير طريقة لعبك·" وقد كان يحدثني بالطبع عن شيء أو آخر ينبغي أن أعمل على تحسينه، لكنه كان يقول لي: "احتفظ بهدوئك· واصل اللعب كما كنت تلعب دائماً، فذلك هو ما تعاقدنا معك من أجله·" إن تأثير ذلك يكون عظيماً على اللاعب· واليوم، يعود إليه كثير من الفضل في أني أتحسن باستمرار· ** يظهر الطابع الهجومي واضحاً في طريقة لعبك هذه، أليس كذلك؟ فخلال جزء كبير من الموسم لم تكن تلعب كظهير أيمن تقليدي، بل كنت أقرب للاعب جناح مهاجم· كيف يتناقش معك جوارديولا بشأن حرية التقدم إلى الأمام بهذه الطريقة؟ - يتحدد الأمر دائماً طبقاً لمتطلبات كل مباراة· فعلى سبيل المثال في مبارياتنا ضد ريال مدريد، الذي كان يعمد إلى الهجمات المرتدة التي يعتمد فيها على الجبهة اليسرى، كان من الواضح أن الوضع لا يسمح بالتقدم كثيراً إلى الأمام· إن ما جعلنا نحقق كل هذا النجاح هو قدرة الفريق على تكييف أوضاعه حسب الخصم الذي يواجهه· فمن أهم ما يميز عمل جوارديولا على رأس برشلونة أنه يستطيع جعل الأشياء بسيطة· إن تبسيط اللعب شيء نعمل من أجل تحقيقه كل يوم في التدريبات· ** بالنسبة لفريق لا يخسر إلا فيما ندر مثل فريقكم، أي أنواع الخصوم يزعجكم أكثر؟ - أعتقد أن أكثر ما يزعجنا هو التقوقع في الدفاع· فنحن نحتاج دائماً لدراسة الخصم جيداً عندما نعرف أنه سيلجأ لإحكام تحصيناته الدفاعية لكي نجد سبيلاً آخر للعب· لكن أصعب شيء دائماً هو اللعب ضد خصم يسعى لتضييق المساحات فقط· ** كيف تتوقع أن تكون المباراة ضد مانشستر يونايتد هذا السبت؟ - أتصور أنها ستكون مباراة مفتوحة جداً من كلا الجانبين، لأن الفريقين يحبان اللعب، وينزلان أرض الملعب لكي يبدعا ويهاجما· إني متأكد من أنه سيكون عرضاً رائعاً، وهذا شيء متوقع عندما يلتقي أفضل فريقين في أوروبا وجهاً لوجه· ** هل تستعد للمباريات بطريقة مختلفة عندما تعرف أن الفريق المنافس لديه سلاح خطير في الجانب الذي تشغله من الملعب، مثل ريان جيجز في مانشستر يونايتد؟ - يدرس طاقمنا الفني جيداً المنافسين الذين سنواجههم، ولذلك فإنني عندما أنزل أرض الملعب أكون بالطبع على دراية بخصائص اللاعب الذي سيكون بيني وبينه صدام مباشر· ومن الطبيعي أيضاً عندما يكون هذا اللاعب نجماً مثل جيجز أن يتضاعف التركيز والانتباه· لكن فلسفتي على العموم، التي أعتقد أنكم تعرفونها بالفعل، هي أن الهجوم خير وسيلة للدفاع· (يضحك) ** بلغ برشلونة مرحلة أصبح الناس فيها لا يتابعون مبارياته لرؤية فريقهم يفوز، بل للإستمتاع بعرض جميل، وصارت الهزيمة مجرد احتمال بعيد غير وارد، ألا يتحول ذلك في النهاية إلى ضغط يثقل كاهلكم؟ - الخسارة تؤلم دائماً، وتكون أشد وطأة بالنسبة لأي فريق اعتاد تحقيق نتائج طيبة· لكننا ناضجون بما يكفي لنعرف أننا ننافس خصوماً رفيعي المستوى، هم أفضل فرق العالم· وما يهم هو ألا نغير أسلوبنا في المنافسة: لدينا فلسفة اللعب الخاصة بنا وسنتمسك بها مهما كانت الظروف· ** من بين تلك الهزائم القليلة التي منيتم بها في الآونة الأخيرة، أيها كانت أكثر إيلاماً؟ - أعتقد أن الأسوأ كانت تلك التي تعرضنا لها أمام إنتر ميلان العام الماضي في نصف نهائي دوري الأبطال· لكننا نعرف أن الخسارة تكون بسبب تقصيرنا، تماماً كما نعرف أن الفوز عندما يتحقق يكون بسبب حسن بلائنا· شيء جيد أن نكون واعين لذلك· وكرة القدم دائماً تعطي فرصاً جديدة، فها نحن حصلنا على فرصة اللعب في النهائي مرة أخرى، بل ونتفوق في ذلك أيضاً على نفس المدرب الذي كان السبب في إقصائنا في الموسم الماضي· ** أنت واحد من القلائل الذين كانوا يتمتعون بأهمية كبيرة في منتخب البرازيل الذي كان يدربه دونجا واحتفظوا بهذه الأهمية مع وصول مانو مينيزيس على رأس الفريق· لابد أن ذلك منحك دفعة معنوية كبيرة··· - بلا شك· كان شرفاً عظيماً لي أن أجد هذا التقدير لأدائي من دونجا ومانو على حد سواء· أنا الآن لحسن الحظ أحظى بالإستمرارية كلاعب أساسي· وقد كنت سعيداً جداً في عهد دونجا، لكني كنت أفتقد تلك الإستمرارية· أعرف أنه عندما يتعلق الأمر بالمنتخب لا يهم نوع المهمة التي يكلف بها كل لاعب: أريد المساعدة والمشاركة وأن تكون لي أهمية في نجاح المنتخب· ** بعد أن شاركت بالفعل في كأس العالم، هل لا زلت تتطلع بحماس لبطولة البرازيل 2014؟ - بالتأكيد· إن كأس العالم تختلف تماماً عن كل ما عداها في كرة القدم، وأنا لا أستطيع حتى تصور كيف سيكون اللعب فيها وسط جماهيرنا وعلى أرضنا· أرجو أن أتمكن من المشاركة فيها، وأعتقد أننا يجب أن ندرك حقاً حجم الإمتياز الذي يعنيه اللعب في كأس العالم على أرض الوطن· من جانب سيفرض ذلك ضغطاً هائلاً، لكن من جانب آخر، ستكون الفرحة بلا حدود·