خ. نسيمة انتشرت في السنوات الأخيرة جرائم انتهاك عرض الأطفال بشكل كبير في كامل ولايات القطر الوطني حتى المناطق الريفية التي كان يشاع أنها محافظة فلم تعد تفرق بين منطقة وأخرى بحيث لحقها الداء وسجلت بها حالات اعتداء على البراءة وانتهاك حقوقها. تقول سيدة جزائرية من ولاية داخلية أن ابنها "صار معقدا نفسيا ولا يملك الجرأة حتى على تجاوز عتبة البيت من شدة خجله مما حدث له"، وتضيف السيدة: "حدثت فاجعة لابني أمين، البالغ من العمر ثمانية سنوات، فقد كنت أنا خارج البيت، وابني عند جدته، وحينما تنقلت في المساء لجلبه كالعادة، لم أجده في بيت جدته، وقمت بالتبليغ عنه عند مصالح الشرطة، وتمت عملية البحث بشكل سريع." وتابعت الأم: "بعدها بساعات دلني أحد الجيران عن آخر مرة رأى ابني فيها، لأنتقل وأجده، لكن فرحتي بعثوري عليه كانت مختلطة بتأثر شديد وتحسر على ما رأيته على ابني.. فقد وجدته في حالة يرثى لها، ولا يمكنني أن أضيف أكثر من هذا.. بكل صراحة كيف سيعيش هذا الطفل وسط وحوش بشرية لا يقدرون براءة الطفل، ولا يفكرون في نتائج أفعالهم الشنيعة أمام المجتمع وأمام الله". قضية أخرى شهدتها مدينة الناطور ببومرداس وهي قضية انتهاك حرمة الطفل «ع» البالغ من العمر 13 عاما، الذي اعتدى عليه وحش ادمي في الأربعينيات من عمره، تحت التهديد بالسلاح الأبيض، حسب ما جاء في رواية أب الضحية، وكان الطفل الذي يتابع دراسته في مرحلة المتوسط قد خرج ليلة الاعتداء عليه من منزله فصادف المتهم واقفا بجانب سيارته، فطلب منه الركوب إلى جانبه ثم شرع يتجول معه في أنحاء المدينة الصغيرة قبل أن يتوجه إلى مرأب منزله، حيث أجبره على مشاهدة أفلام جنسية قبل اغتصابه تحت تهديده بالقتل، أب الضحية أكد أنه سارع للبحث عن ابنه وصعق عندما علم أنه برفقة المتهم الذي له سمعة سيئة ويروج أنه يعتدي جنسيا على الأطفال يوضح الأب، مضيفا «اقتحمت المرأب فوجدت المتهم يلبس سرواله وابني في حالة يرثى لها فسارعت للاتصال برجال الأمن الذين حضروا إلى عين المكان». وتشير المعطيات إلى أنه تم اعتقال المتهم لمدة يومين قبل أن يتم إطلاق سراحه برغم ثبوت حالة التلبس، وهو ما أثار غضب أسرة الضحية التي تسلمت شهادتين طبيتين من طرف طبيب بمدينة العروي وآخر اختصاصي بمدينة بركان تؤكدان تعرض الطفل «ع» للاغتصاب من دبره الأمر الذي ألحق به ضررا جسديا بالغا، وذكر الأب أن ابنه عاد إلى صفوف الدراسة بعد جهد جهيد لكن «بنفس منكسرة محبطة وهو على كل حال ما يزال يتلقى حصصا في العلاج النفسي عند اختصاصي». في هذا الصدد اقتربنا من الأخصائية النفسية ن. نورة التي أكدت أن ظاهرة الاعتداء على البراءة استفحلت في الأعوام الأخيرة وأصبحت تحدث داخل البيوت أيضا حيث زادت رقعة التحرش الجنسي ضد الأطفال وضد الفتيات الصغيرات من قبل أقرب الناس أحيانا (الخال أو العم) وهو ما يشكل خطرا اجتماعيا ونفسيا كبيرا يعاني منه المجتمع، ومن بين الحالات الكثيرة التي استقبلتها في عيادتها كانت آخرها باستقبال أم من العاصمة تعرضت إلى صدمة نفسية بعد تعرض ابنتها البالغة من العمر خمس سنوات إلى اعتداء جنسي جعلها طريحة الفراش بمصلحة الإنعاش التي ترقد بها إلى غاية كتابة هذه السطور، وحالة أخرى لفتاة تعرضت إلى تمزق حاد على مستوى الشفاه بعد اغتصابها من طرف احد الوحوش ولحسن حظها أنها انفلتت من بين يديه بعد أن تفطن سكان العمارة لأمره، وأضافت المختصة انه وجب ضمان الرعاية الكاملة واليقظة من طرف الأولياء، وعدم ترك الأطفال لمن هب ودب ووجب تركهم لدى أيادي أمينة وقالت أن هناك من الأمهات من صرن ينتقين الحاضنات بكل تحفظ خوفا من تعرض أبنائهم إلى تلك المصائر المؤثرة على مستقبلهم، ورغم الرعاية النفسية التي يحظى بها هؤلاء الضحايا وحتى ولو استطعنا السيطرة على الجانب النفسي فان الآثار والأضرار الجسدية سوف تبقى ملازمة للطفل طوال حياته.