سجلت مصالح الشرطة القضائية في محاضرها العديد من قضايا العنف ضد الأطفال، وماهي إلا عينة بسيطة لوضع مأساوي تعيشه البراءة في الجزائر، حيث وصل عدد هؤلاء في ظرف شهرين فقط من السنة الجارية الى 878 ضحية ، من بينهم 275 طفل تعرضوا لاعتداءات جنسية ، و38 حالة اختطاف فيما وصل عدد الأطفال ضحايا مختلف أشكال العنف ابتداء من سوء المعاملة إلى القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد خلال السنة الماضية إلى 5565 طفل . لاتزال قضايا العنف ضد الأطفال تلقي بظلالها على المحاكم ، وقد دوّنت محاضر شرطة الأحداث العديد منها ، وهي وإن ارتفع عددها فهي لاتعكس العدد الحقيقي المسجل في الواقع ، بسبب مشكل عدم التبليغ ، خاصة في حالات العنف الأسري انطلاقا من سوء المعاملة ، الضرب والجرح العمدي ، وصولا إلى الاعتداءات الجنسية و زنا المحارم . 275 طفل ضحية اعتداء جنسي في ظرف شهرين وفي هذا الإطار كشفت عميدة الشرطة خيرة مسعودان رئيسة مكتب الأمومة والطفولة بالشرطة القضائية عن تعرض ما لا يقل عن 878 طفل لمختلف أشكال العنف خلال شهري جانفي وفيفري من السنة الجارية على المستوى الوطني ، من بينهم 372 فتاة ويأتي العنف الجسدي في المقدمة ب453 ضحية ، ثم الاعتداءات الجنسية ب275 طفل ، و 110 ضحية سوء معاملة ، فيما سجل38 حالة إختطاف ضحاياها أطفال ، وراح طفلان من جنس ذكر ضحية للضرب والجرح المفضي الى الوفاة . وحسب ذات المصدر دائما فقد وصل عدد الأطفال ضحايا العنف خلال سنة 2009 الى 5565 طفل ضحية من بينهم 1968 أنثى ، ويأتي العنف الجسدي في المقدمة ب3258 متبوع بحالات العنف الجنسي ب1660 طفل ثم سوء المعاملة ب493 ضحية ، و136 حالة تحويل قصر أي إختطاف ، فيما وصل بعض أشكال هذا العنف حسب محدثتنا إلى حد القتل العمدي والذي راح 18 طفلا ضحية له . وفيما يتعلق بأعمار الضحايا فقد أشارت عميدة الشرطة إلى أن القصر الذين تتراوح أعمارهم مابين 16-18 سنة أكثر الفئات الأطفال تسجيلا، 13-16 سنة ب1986 ضحية، ثم الأطفال أقل من 10سنوات ب815 ضحية، وبعدها الفئة التي تتراوح عمرها مابين 10 و13سنة ب 769 طفل. وحسب ذات المتحدثة فقد لوحظ تسجيل انخفاض في عدد الأطفال ضحايا العنف خلال سنة 2009 مقارنة بسنة 2008 وذلك بنسبة 3 بالمائة. وفيما يتعلق بحالات القتل العمدي التي راح ضحيتها قصر فأشارت محدثتنا إلى أنه غالبا مايكون الجاني قاصرا أيضا ، كأن تحدث مناوشات بين الضحية والجاني بسبب اختلافهما على إقتسام بعد أن قاموا بعملية سرقة هاتف محمول مثلا وهي كثيرا ماتتكرر بين القصر . تحويل الأطفال يكون غالبا لأغراض جنسية من خلال قراءة الإحصائيات التي قدمتها الشرطة، هل نستطيع القول أن الجزائر تعيش فعلا ظاهرة اختطاف الأطفال ؟ سؤال أجابت عنه عميدة الشرطة بقولها أنه حقيقة هناك حالات لتحويل بعض الأطفال وأنا أفضل هذه التسمية لأن الاختطاف له قواعد معينة يرتكز عليها، والتحويل هو أن يوجد أي شخص في مكان ما، بعيدا عن الأعين رفقة قاصر هو بالنسبة له شخصا مجهولا، حتى وإن لم يقع ضررعلى الطفل، أما كون الجزائر تعيش مايسمى بظاهرة اختطاف الأطفال، فأن أظن تقول محدثتنا أن وسائل الإعلام هي التي جعلت منها كذلك بتضخيمها للأحداث التي تنشر وبطريقة معالجتها لأخبار الاختطاف التي غالبا ماتكون غير حقيقية ولا وجود لها من الأساس، أي تكون مجرد إشاعات أو سيناريوهات مفبركة من طرف أطفال ادعوا أنهم اختطفوا لسبب أو لآخر . مايجب أن يعلمه الجميع - تقول - هو أن هناك حالات تحويل فعلية وهي محدودة جدا، وغالبا ماتكون بغرض الاعتداء الجنسي، وفي كل مرة يتم توقيف مرتكبيها وتقديمهم للعدالة، كما أن هناك حالات الاختطاف المفتعل ناتج عن هروب الأطفال من المنزل وهذا مايحدث في الغالب عند نهاية المواسم الدراسية، أي عندما تكون نتائج الامتحانات سيئة فلا يجد بعض التلاميذ أمامهم سوى الهروب من المنزل العائلي حتى يفلتوا من العقاب، وهذه حقيقة تؤكدها في كل سنة محاضرشرطة الأحداث وعندما يتم العثور عليهم من طرف ذويهم ، يفتعلون سيناريوهات الاختطاف من طرف مجهولين ، ويصل الأمر بهؤلاء إلى حد وصف ماركات السيارات التي استعملت في عملية الاختطاف ، ولوحات ترقيم مزعومة وغيرها من الأوصاف، وهذا هو الجانب السلبي للمبالغة في نشر قضايا الاختطاف دون التأكد من صحة المعلومة ، حيث يعمد البعض إلى طريقة التقليد عما قرؤوه أو سمعوا عنه . ولكل الأولياء أقول -تضيف السيدة مسعودان - لم يحدث إلى اليوم أن سمعنا عن طفل تم إختطافه من داخل مسكنه العائلي ، كل الأطفال الذين كانوا ضحايا تم أخذهم إما من طريق المدرسة في غياب أحد الأولياء، أو من الشارع في وقت كانت تقل فيه الحركة وتحديدا فترة القيلولة ، أو كان الطفل يلعب بعيدا عن بيته، فالجاني يختار فريسته بدقة شديدة ،كما يختار الوقت والمكان، وهنا يكمن دور الأولياء الذين يجب عيهم التحلي باليقظة ، لأننا نعيش في زمن يعرف فيه المجتمع أزمة أخلاقية، مع التطور التكنولوجي الذي يشهده العالم وانتشار الأفلام المخلة بالحياء عبر القنوات الفضائية والانترنيت، وتداول الصور الفضيحة عبر الهواتف النقالة وغيرها ، وهنا أؤكد على دور الأولياء في مراقبة أطفالهم بهدف تجنب وتفادي الخطر المحدق بهم . تقتل ابنها حرقا ويدفنه صديقها قضايا وقضايا سجلتها محاضر الشرطة وعالجتها فيما بعد مصالح العدالة يتعلق بعضها بحالات العنف الأسري بمختلف أشكاله والذي يتعرض له الأطفال ، والبعض الآخر بحالات الإعتداء الجنسي ولا يتوقف الأمر عند الإهانة والإساءة اللفظية وسوء المعاملة بل يتعداه إلى الضرب المبرح واستعمال كل أساليب التعذيب قصد التأديب من حروق وكسور ورضوض ، والذي يصل بعضه الى حد القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد . وفي هذا الصدد ندرج قضية غير عادية تقشعر لها الأبدان حدثت خلال شهر أوت الماضي أي من سنة 2009حيث تفننت أمّ في استعمال كل أساليب التعذيب قصد تأديب فلذة كبدها وإذا عرف السبب بطل العجب .. صدق من قال حقا ليس كل من تلد أمّا ، وهذا الكلام ينطبق تماما على بطلة هذه القضية التي تقشعر لها الأبدان التي تعود وقائعها إلى تاريخ 19 أوت 2009 ، حيث تقدمت إلى مصالح أمن المقاطعة الإدارية لحسين داي، المدعوة "م،ل" والبالغة من العمر 30 سنة بشكوى مفادها أن المدعو "س ،ب" قد أقدم على قتل ابنها البالغ من العمر 5سنوات ، ثم أقدم على دفنه في مكان مجهول لإخفاء الجثة ومعالم جريمته . وانطلقت تحريات الشرطة ، حيث تم توقيف المدعى عليه ويتعلق الأمرب"س،ب" الذي اعترف بأنه معتاد على قضاء أوقات معها ومعاشرتها لكنه نفى نفيا قاطعا كل التهم المنسوبة إليه ، مؤكدا أن المدعية إعتادت ضرب ابنها الضحية و البالغ من العمر 5 سنوات وهو ابن غير شرعي ، ضربا مبرحا كثيرا ماتترك آثارا لجروح تدوم لأيام . وقد أثبتت التحريات أيضا وجود شخص آخر تربطه هو الآخر علاقات ب"م،ل"، الذي صرح عند استدعاءه أنه على علاقة بها وهو متعود على المبيت معها في نفس المسكن الذي تلتقي فيه مع المدعو "س،ب "، والذي يكون صاحب الشقة وجاء أيضا في محضر أقواله أنه لاحظ وجود جروح وحروق على كافة أنحاء جسد الطفل خاصة على مستوى ظهره ، وعرض عليها نقله الى المستشفى أو أقرب مستوصف لكنها رفضت ذلك . كما أشار هو الآخر أنه اعتاد رؤية "م،ل" تعتدي بالضرب المبرح على ابنها، وتعامله دائما بعنف . وأفاد تقرير الطب الشرعي أن الطفل تعرض للضرب وحروق من الدرجة الثالثة على مستوى الصدر والظهر كانت السبب المباشر للوفاة . واعترف المدعى عليه "ب،س"عند مواجهته بأقوال المتهمة التي أكدت قيامه بحرق ابنها حتى الموت ثم دفنه ، أنه في ليلة 14 أوت بينما كان مع "م،ل" في الغرفة ، دخل عليهما ابنها الضحية ، فثارت ثائرتها لأنها كانت في وضعية مخلة بالحياء ، فأسرعت إليه وضربته ضربا مبرحا ، وأنبته تأنيبا شديدا، ثم جرته بقوة نحو الحمّام أين قامت بفتح حنفية الماء الساخن وصبّت على ظهره الماء الساخن ولم ينفع الطفل توسلاته، والذي لم تتوقف صرخاته من شدة الألم . وأكد المدعى عليه أنه غادر المنزل ولم يبت فيه . لم تتوقف الأم القاسية عن تعذيب ابنها قصد تأديبه إلا بعد أن أفرغت كل ّ شحنات غضبها على ظهره وصدره وأصبحت الحروق بادية وعميقة صنفها تقرير الطب الشرعي فيما بعد بالدرجة الثالثة . هكذا لم يرق قلب الأم ولم تشفق على ابنها ولم تستمع الى أنّاته وصرخاته من شدة الألم ورفضت نقله الى المستشفى، عقابا له على إزعاجها، وكانت النتيجة أن توفي الطفل متأثرا بجروحه البليغة ، ولما اكتشفت والدتها الأمر اتصلت بصديقها أي المدعى عليه مخبرة إياه بما حدث ، ولإخفاء معالم الجريمة أحضر حقيبة كبيرة وضع فيها جثة الضحية ثم نقلها الى مكان معزول بضواحي حي حسين داي أين قام بدفن الطفل لكن كما يقال "يا قاتل الروح وين تروح ". يعذب ابنه ليطهره من شرور زوجته قضية أخرى عالجتها مصالح الأمن، ووصلت الى قاعة المحكمة ، والتي تعود تفاصيلها الى بداية شهر جانفي من سنة 2009 ، بأحد أحياء ولاية بومرداس حيث أقدم أب على تعذيب ابنه بالفلقة باستعمال عصا خشبية حتى أغمي عليه ، وكاد يودي بحياته لولا لطف الله بالطفل الذي لايتجاوز عمره 6سنوات وحسب ماجاء في قرار الإحالة ، فإن الزوجة "ج " التي تبلغ من العمر 36 سنة وتعمل في قطاع التعليم عند عودتها من عملها ، وجدت ابنها في حالة يرثى لها ، مرمي على الأرض وهو غارق في بركة من الدماء فنقلته بسرعة الى المستشفى، وأثبت تقرير الطب الشرعي أن الطفل يكون قد تعرض للضرب المبرح لدرجة أن أصيب بالإغماء ، وفتحت مصالح الأمن تحقيقا في القضية ، حيث أثبتت التحريات أن وراء الاعتداء والد الطفل الذي تم إلقاء القبض عليه ، والذي اعترف مباشرة بما نسب إليه ، مؤكدا أنه قام بتعذيب ابنه باستعمال السوط وحزام جلدي ، وأنه ليس بمجنون وقد ارتكب فعلته تلك وهو في كامل قواه العقلية ، كل ماأراده هو تطهير ابنه من شرور والدته التي هي زوجته ، وأنه أراد أن يدخله الجنة وهو صغير ، ولا يتأثر بشر والدته . وأضاف المتهم "ق"وهو تاجر ناجح "50 سنة" أنه منذ أن ارتكب جريمته ضد ابنه، وهو في حالة يرثى لها، وأنه يحبّ كثيرا فلذة كبده لكن أراد له الجنة وليس النار. وجاء في تصريحات الزوجة أن زوجها أب مثالي ويحبّ ابنه كثيرا، وأنها تفاجأت بقيامه بتعذيبه ، وأن المشاكل التي كانت بينهما هي مجرد خلافات بسيطة كثيرا ماتتكرر بين الأزواج ، و لكنها أضافت أنه سمعته أكثر من مرة وهو يتوعد ابنه بالعقاب الشديد لأنه لاحظ أنه يحب والدته أكثر منه ، فيما أكد بقية الشهود من عائلتي الزوجين أن الزوج يعاني في الآونة الأخيرة من اضطرابات نفسية كانت بادية على تصرفاته .