بتهمة انتحال صفة والنّصب والاحتيال والسرقة، مثل المدعو "أ· فريد" البالغ من العمر 32 سنة، أمام محكمة الاستئناف بمجلس قضاء تيزي وزو بعدما طعن في الحكم الصادر ضده عن محكمة عزازفة والقاضي بإدانته بعامين حبسا نافذا، في حين اِلتمس أمس ممثّل النيابة العامّة لدى محكمة الاستئناف تشديد العقوبة ضد المتّهم نظرا لخطورة الوقائع المنسوبة إليه، حيث أقدم على انتحال صفة ابن جنزال معروف ويقطن بمنطقة الأربعاء ناث ايراثن وأوقع العديد من الضحايا في شباكه بعدما أوهمهم بقدرته على تقديم خدمات كثيرة، منها مساعدتهم على الحصول على تأشيرات السفر كون شقيقته تعمل في السفارة وعلى الحصول على بطاقات الإعفاء من الخدمة الوطنية والحصول على سكنات وغيرها من العروض المغرية التي جعلت الضحايا يصدّقونه، حاصّة وأنهم يعرفون الجنرال الوالد المزعوم للمتّهم ويعرفون أن أبناءه يقطنون في العاصمة ولا يزورون المنطقة إلاّ نادرا· في حين، صرّح لهم المتّهم بأنه على خلاف مع والده، وعن تعرّفه بالضحايا البالغ عددهم 5 صرّح هؤلاء بأنه تعرّف على سائق سيّارة أجرة في منطقة ياكوران وطلب منه إرشاده إلى مطعم فاخر بعزازفة مخبرا إيّاه بأنه ابن جنرال ويخاف من التنقّل بعشوائية، كما طلب منه أن يكون سائقه الشخصي بالمنطقة لمدّة 20 يوما· وفي هذه المدّة تعرّف المتّهم الذي أدخله الضحّية منزله وعرّفه على أصهاره وأقاربه الذين اختار منهم وبدقّة ضحاياه، حيث كان يبيت عندهم وقام بالاسيتيلاء على مبلغ 8 ملايين سنتيم و60 لترا من زيت الزيتون أخذها من أحدهم وهو مالك معصرة على أن يسدّد قيمتها لاحقا كونه صعب عليه التنقّل إلى العاصمة من أجل إحضار المال بسبب الظروف الأمنية المضطربة حينها، وشابّ آخر استغلّ الظروف المعيشية الصّعبة التي يحياها ووعده بمساعدته في الحصول على "الفيزا" في أقرب الآجال وسلّمه الضحّية مبلغ 10 ملايين سنتيم و300 أورو· وبهذه الرّواية تمكّن من سلب المواطنين مبالغ مالية كبيرة بدافع السلفة، على أن يردّها حين يتمكّن من العودة إلى العاصمة· ومن الضحايا التي أسالت لعابه ولم يسمح له الوقت للاحتيال عليهما وجدت عجوزتان إحداهما مجاهدة والأخرى أرملة شهيد أصيبت بمرض فاقترح عليها المتّهم أن يحضر لها مروحية عسكرية إلى غاية باب منزلها لينقلها على متنها إلى أكبر المستشفيات في الجزائر، إلاّ أن مخطّطه للاستيلاء على ثروتهما باء بالفشل ولم يكتمل، حيث اكتشف أمره من طرف أحد الضحايا وهو الذي اتّخذه كسائق شخصي، حيث توجّها إلى أزفون بهدف الاستجمام وفي الطريق شعر بالتعب فأنزله السائق من أجل أن يتقيأ، وهناك سقط من جيبه مسدس بلاستيكي كان يوهم الضحايا بأنه حقيقي بحمله المستمرّ معه تحت ألبسته بحجة أنه سلاح شخصي لحماية نفسه كونه ابن شخصية مسؤولة في الدولة ومستهدفة من طرف أعدائها، وكان وقع الصدمة قويا على الضحايا· المتّهم ولدى مواجهته بالحقائق المنسوبة إليه ذكر أنه كان محتقرا من طرف الجميع في القرية التي يقيم فيها، وقد لاحظ الاهتمام الذي يحظي به القادة العسكريون وإطارات هذه المؤسسة وأبناؤهم من طرف المواطنين فراودته فكرة انتحال هذه الصفة لفترة مؤقّتة من أجل جمع ثروة، إلاّ أن الأمر راق له ولم يستفق إلاّ وهو أمام الشرطة وقد سقط عنه القناع· دفاع المتّهم اعتبر سذاجة المواطنين الضحايا نوعا من الغباء، حيث صدّقوا رواية شخص دون التأكّد من هويته الحقيقية، حيث لم يرهم المتّهم أيّ وثيقة ولو مزّورة تثبت أقواله، ما جعلهم يسهّلون عملية النّصب والاحتيال التي مورست عليهم واِلتمس تبرئة موكّله من تهمة السرقة والنّصب والاحتيال كونه أخذ الأموال على أساس السلفة، وذهب بعيدا حين أكّد أن المتّهم يعاني من اضطرابات عقلية وانفصام في الشخصية استدعى علاجه منذ المراهقة، إلاّ أن عائلته لم تأخذ الأمر بجدّية وحالته تستدعى مراجعة طبيب مختصّ حاليا·