الشعبي "يموت ويذبل ينبغي إخرجه من العزلة" يصرح بلهجة شديدة عمار سماعيلي الذي يؤدي هذا الطابع الموسيقي الذي يلقى شعبية كبيرة في الجزائر العاصمة على غرار أولئك الذين اختاروا المسرح وكرة القدم أو السياسة إبان سنوات الآمال الكبيرة غداة استقلال الجزائر· تبدو اليوم علامات الحزن والأسى على وجه عمر سماعيلي الذي تعلم الشعبي بالمعهد البلدي للجزائر العاصمة تحت قيادة الحاج امحمد العنقى "عميد" هذا الطابع الموسيقي الذي اخترع آلة الماندول (مندولينة أضاف إليها ذراع قيطارة)· وصرح أن الطابع الشعبي همش وهو مهدد بالاندثار، بعد أن أصبح ضيفا ضمن ضيوف العالم الموسيقي اليوم· ويعتبر هذا "الشيخ" الذي تعلم هذا الطابع الموسيقي بمعهد الجزائر العاصمة إلى جانب أسماء بارزة آخرى في هذا الطابع الموسيقي على غرار كمال بورديب ومهدي طاماش ودرويش عبد السلام وكمال فرج الله وعلي معسكري وعبد القادر شرشام أنه "ينبغي حماية طابع الشعبي الذي يحتضر"· ويعم صدى شكواه بشأن التراجع الحالي للشعبي بغرابة في أزقة قصبة الجزائر العاصمة من حيث كانت تنطلق خلال الأربعينات والخمسينات طوال الليالي الشتوية الطويلة ضوضاء مقهى فنارجية (المقهى الذي كان يجتمع فيه مشعلو المصابيح بقداحاتهم الغازية الطويلة)· القصبة والشعبي كيانان يربطهما المصير والتاريخ· وصرح عمر سماعيلي قائلا "أنظر ما آل إليه الوضع: الشعبي لم يعد يبث على شاشة التلفزيون وإذا بث كان ذلك في أوقات غير ملائمة، إذ أضحى منشط "دي جي" يحظى اليوم بأهمية أكبر مقارنة بالشيخ·