صرح الملياردير المصري نجيب ساويرس مؤسس حزب "المصريين الأحرار" الليبرالي أنه سيكون أول من يقول "يحيا الإسلام" في حال تطبيق جماعة الإخوان المسلمين النموذج التركي في مصر، مؤكدا في الوقت نفسه أن حزبه لا يسعى لمواجهة الإخوان في الانتخابات التشريعية القادمة؛ لأن المهمة ستكون صعبة. جاء ذلك خلال حوار مفتوح أجراه ساويرس مع أبناء الجالية المصرية في قاعة بروناي بجامعة لندن بكلية الدراسات الشرقية والإفريقية. وأوضح ساويرس خلال المؤتمر الذي دعا إليه "اتحاد المصريين في أوروبا" وحضره نحو 500 من المهاجرين المصريين في انجلترا أن "حزب المصريين الأحرار يسعى لتمثيل المصريين كافة ليس على أساس العرق أو الدين" في إشارة إلى أنه لن يكون حزباً للأقباط، مشيرا إلى أنه في حال تطبيق "الإخوان" المثال التركي في مصر "فأنا أول من سيقول يحيا الإسلام"، مؤكدا أنه يتمنى تطبيق "النموذج التركي في مصر وليس المثال الإيراني". ويتمثل النموذج التركي في حزب العدالة والتنمية ذي المرجعية الإسلامية الحاكم الذي يحرص على عدم استخدام الشعارات الدينية في خطاباته السياسية، ولا يحبذ التعبير عن نفسه بأنه حزبٌ إسلامي، ويؤكد عدم معارضته للعلمانية والمبادئ التي قامت عليها الجمهورية التركية وتحميها المؤسسة العسكرية. واعتبر ساويرس "أن الانتخابات التشريعية القادمة ستشهد صراعات بين الأحزاب الليبرالية وبعض القوى التقليدية والفئات الأصولية المتطرفة"، وإن كرر أن فترة الأربعة شهور المقبلة غير كافية لصناعة حزب شعبي ما يجعل مهمة «المصريين الأحرار» صعبة أمام التيار الديني الإسلامي، بحسب تقديره. وأضاف أن حزبه يضم جميع الأطياف في مصر، حيث يضم حتى الآن 35 ألف عضو، 70 في المائة منهم مسلمون، مشيرا إلى أن من بين أعضاء الحزب الوليد كلا من الدكتور فاروق الباز والمخرج خالد يوسف الذي شاركه في مؤتمر باريس حول تأسيس الحزب قبل أيام. وردا على سؤال حول نية حزب «المصريين الأحرار» تسمية مرشح لانتخابات الرئاسة القادمة، قال ساويرس "إن هذا الترشيح ليس متوقعا، على الأقل في انتخابات الرئاسة القادمة"، ولكنه أشار إلى أن الحزب سيدرس جميع المتقدمين لانتخابات الرئاسة لتحديد المرشح الذي سيؤيده. النظام السابق وتحدث ساويرس عن موقفه من النظام السابق وقال إنه لم يكن على وفاق معهم على الإطلاق وإنه رجل الأعمال المصري الوحيد الذي ساند الثورة منذ اندلاعها. ونفى من خلال كلمته سعي «المصريين الأحرار» لتكريس احتكار الحياة السياسية في مصر، مشيرا إلى حرصه على التعايش والحوار مع الأحزاب الليبرالية. وتعرض الحوار للمقاطعة عدة مرات من جانب الحاضرين وتعالت الأصوات، ولكن غلب العقلانيون من الحضور على القاعة بترديد هتافات وطنية مثل "مسلم.. مسيحي يد واحدة". وفي ظل تدهور الحريات وأوضاع حقوق الإنسان أكد مؤسس حزب المصريين الأحرار على ضرورة إجراء الانتخابات التشريعية القادمة بالقائمة النسبية من أجل ضمان تمثيل أفضل للمرأة والأقباط وكل الأقليات ومختلف الفئات، وأن يكون المصريون في الخارج ممثلين في الانتخابات وأن يكون لهم حق التصويت والترشح في الانتخابات التشريعية والرئاسية من دون أي شرط أو قيد. وعن الحالة الاقتصادية في مصر بعد الثورة وابتعاد الكثير من المستثمرين العرب والأجانب عن الاستثمار في مصر، أبدى نجيب ساويرس مخاوفه من طريقة التعامل مع المستثمرين وقال إن الاقتصاد المصري يتعثر. وأعلن ساويرس عن برنامجه الحزبي لحل الأزمة الاقتصادية ورؤيته للخروج من الركود الاقتصادي. وأكد على ضرورة تحرير الاقتصاد، منبِّها إلى أنه لن يقدم حلولا مؤقتة ولكن الحزب سيهيئ الظروف نحو النمو المستدام وخلق فرص عمل مستدامة.