طالبوا برحيل بن صالح وبقايا النظام السابق الجزائريون يُصّرون على التغيير الحراك يتمسك بسلميته ويجدد التحامه بالجيش المتظاهرون يرفضون أي تدخل أجنبي في الشأن الجزائري س. إبراهيم نجح الشعب الجزائري ممثلا بملايين المواطنين الذين واصلوا حراكهم السلمي المنادي بتغيير جذري في إحباط مخططات التخلاط التي دبّرتها جهات مشبوهة سعت إلى الوقيعة بين الجزائريين وجيشهم الوطني من خلال محاولة الدفع نحو ترديد ورفع شعارات مناوئة للمؤسسة العسكرية وكذا تبني خيارات عدائية وصدامية في الجمعة الثامنة من الحراك المستمر منذ 22 فيفري الماضي وهو ما رد عليه ملايين المتظاهرين بالتمسك بالسلمية من جهة وتأكيد الالتحام مع مؤسسة الجيش وتجديد الثقة في قدرتها على مرافقة الانتقال الديمقراطي.. وتواصلت المسيرات الشعبية السلمية عبر أرجاء الوطن أمس في ثامن جمعة على التوالي بنفس الكثافة مع ثبات في الشعارات المرفوعة وفي مقدمتها المطالبة ب التغيير الجذري ورحيل عبد القادر بن صالح بقايا رموز النظام السابق مع تجديد الالتحام بالمؤسسة العسكرية حيث كانت عبارات الجيش والشعب.. خاوة خاوة حاضرة بقوة مرة أخرى وهو ما اعتبره متتبعون صفعة حقيقية ل الخلاطين الذين قاموا بالتهجم على الجيش الوطني وقيادته وحاولوا كسر الثقة المتبادلة بين الشعب والمؤسسة العسكرية. المسيرات الشعبية تتواصل لثامن جمعة على التوالي بالجزائر العاصمة ووسط تعزيزات أمنية مكثفة بدأت التجمعات الشعبية تتشكل منذ الساعات الاولى من صبيحة الجمعة لا سيما بالنسبة للمواطنين الذين قدموا من مختلف الولايات قبل ان تلتحق جموع المتظاهرين مباشرة بعد صلاة الجمعة رافعين شعارات تطالب برحيل الباءات الثلاث: بن صالح بلعيز بدوي وب التغيير الجذري والولوج إلى مرحلة جديدة بشخصيات تتمتع بالكفاءة والنزاهة. ومثلما جرت عليه العادة شهدت أحياء العاصمة وشوارعها الرئيسية على غرار ساحة البريد المركزي شارع حسيبة بن بوعلي ساحة موريس أودان ديدوش مراد وغيرها حضورا حاشدا للمتظاهرين من كل الفئات والأعمار رافعين الأعلام الوطني ولافتات تعكس تطورات المشهد السياسي الذي تعرفه البلاد منذ استقالة الرئيس بوتفليقة وتولي السيد عبد القادر بن صالح رئاسة الدولة طبقا لأحكام المادة 102 من الدستور. أبواق تتطاول على المؤسسة العسكرية وتؤلب الحراك ضدها لم تتردد أبواق إعلامية وسياسية معروفة بتنفيذها لأجندات مشبوهة في التطاول على المؤسسة العسكرية ومحاولة تأليب الحراك ضدها من خلال الادعاء بأن قيادة الجيش تقف موقفا مناوئا للحراك الشعبي وهو الأمر الذي يراه متتبعون غير منطقي حيث ساندت قيادة مؤسسة الجيش الحراك والتزمت بمرافقة المسار الدستوري ولا يمكنها التجاوب مع نداءات القيام بانقلاب مباشر أو غير مباشر.. لن نسمح لفرنسا بحشر أنفها في الشأن الجزائري وعبّر المتظاهرون الجزائريون المطالبون بالتغيير الجذري عن رفضهم المطلق لأي محاولة تدخل أجنبي في الشأن الجزائري. وخص نشطاء جزائريون فرنسا بالتحذير من مغبة حشر أنفها في شؤون بلادنا بل وذهب بعض أبعد من ذلك حين ناشدوا الجالية الجزائرية الكبيرة في فرنسا للضغط على النظام الفرنسي وتذكيره بأنهم يبقون جنودا للجزائر ولن يسكتوا على أي محالة فرنسية لزعزعة استقرار الجزائر.. تحذيرات فايد صالح كشفت المستور وجاء الوعي الجزائري المتزايد بمخاطر محاولات التدخل الأجنبي بشكل أو آخر بالتزامن مع تحذيرات الفريق قايد صالح نائب وزارة الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الشعبي الوطني الذي نبّه إلى محاولات أطراف أجنبية لضرب استقرار الجزائر داعيا الشعب الجزائري إلى التحلي بالصبر والوعي والفطنة. ونبّه قايد صالح لخطورة محاولات بعض الأطراف الأجنبية لضرب استقرار البلاد وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد.. ومع انطلاق هذه المرحلة الجديدة واستمرار المسيرات سجلنا للأسف ظهور محاولات لبعض الأطراف الأجنبية انطلاقا من خلفياتها التاريخية مع بلادنا لدفع بعض الأشخاص إلى واجهة المشهد الحالي وفرضهم كممثلين عن الشعب تحسبا لقيادة المرحلة الانتقالية وتنفيذ مخططاتهم الرامية إلى ضرب استقرار البلاد وزرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد من خلال رفع شعارات تعجيزية ترمي إلى الدفع بالبلاد إلى الفراغ الدستوري وهدم مؤسسات الدولة بل كان هدفهم الوصول إلى إعلان الحالة الاستثنائية وهو ما رفضناه بشدة منذ بداية الأحداث فمن غير المعقول تسيير المرحلة الانتقالية دون وجود مؤسسات تنظم وتشرف على هذه العملية لما يترتب عن هذا الوضع من عواقب وخيمة من شأنها هدم ما تحقق منذ الاستقلال إلى يومنا هذا من إنجازات ومكاسب تبقى مفخرة للأجيال. ولإحباط محاولات تسلل هذه الأطراف المشبوهة بذلنا في الجيش الوطني الشعبي كل ما بوسعنا من أجل حماية هذه الهبة الشعبية الكبرى من استغلالها من قبل المتربصين بها في الداخل والخارج مثل بعض العناصر التابعة لبعض المنظمات غير الحكومية التي تم ضبطها متلبسة وهي مكلفة بمهام اختراق المسيرات السلمية وتوجيهها بالتواطؤ والتنسيق مع عملائها في الداخل هذه الأطراف التي تعمل بشتى الوسائل لانحراف هذه المسيرات عن أهدافها الأساسية وركوب موجتها لتحقيق مخططاتها الخبيثة التي ترمي إلى المساس بمناخ الأمن والسكينة الذي تنعم به بلادنا .