باتت ضرورة ترك مفاتيح السيارة عادة يفرضها أغلب حراس المواقف العشوائية التي كثرت على مستوى العاصمة، والتي اختلقها بعض الشبان للخروج من قوقعة البطالة، إلا أن تلك العادة أضحت تخلق العديد من المشاكل بين الزبائن وهؤلاء الحراس، ويكون غرضها الأساسي حسبهم هو تنظيم المواقف على الرغم من عشوائيتها ومنح الفرصة لزبائن آخرين من أجل ركن سياراتهم، ولا يجد معظم الزبائن حرجا في ذلك كونهم لا يتوانون عن منح مفاتيح السيارة لحراس المواقف غير مكترثين بما يمكن أن ينجرَّ عن ذلك من مخاطر قد تلحق إلى حدِّ الإفلات بسيارتهم. ناهيك عن الخسائر التي تلحق بها أثناء نقلها هنا وهناك من أجل ترك المكان لآخرين لركْن سياراتهم، وذلك ما أدى إلى حدوث نزاعات ومناوشات حادة بين أصحاب السيارات وحراس تلك المواقف التي باتت تنتشر في كل مكان، فما إن يركن الشخص سيارته حتى يفاجئ بأحدهم يطالبه بدفع فاتورة الركن، كون أن المساحة محتلة من طرف حراس المواقف، ولا يجد الزبون بدا إلا بدفع ثمن الركن وإلا تطور الأمر إلى ما لا يحمد عقباه. ويعد مشكل انعدام أماكن الركن من بين المشاكل التي جعلت الكثير من مالكي السيارات يفضلون قضاء حوائجهم والتسوق والقيام بمشاغل أخرى وهم مترجلون، كي لا يدخلون في تلك المتاهات مع بعض حراس المواقف كون أن أغلبهم يتميز بطباعه الحادة التي لا تقبل النقاش. وعادة ترك مفاتيح السيارة هناك من يؤيدها وهناك من يرفضها رفضا قاطعا لما لها من سلبيات قد تلحق إلى حد سرقة السيارة، يقول مصطفى: أصبحنا نصطدم حيثما حللنا بوجود شبان امتهنوا حرفة حراسة المواقف العشوائية التي اختلقوها هم فأي بقعة من العاصمة أصبحت »باركينغ« وقال إنه تفاجأ مؤخرا بطلب هؤلاء لمفاتيح السيارة من أجل تسهيل التعامل مع الزبائن وتنظيم ركن السيارات، إلا أنه يرفض في كل مرة ذلك لانعدام ثقته في البعض، فمن الممكن جدا أن ينتحل أحد اللصوص صفة حارس موقف ويكون غرضه غير ذلك، وربما يلحق به الأمر إلى غاية التخطيط من أجل سرقة السيارة، وقال إنه يحتار لأمر من يقبلون بكل سهولة طلبات هؤلاء ويتعاملون معهم وكأنهم على معرفة قديمة بهم. وأضاف أنه هو شخصيا ضد الفكرة ويفضل أن يجد سيارته في مكان ركنه لها، لتفادي كل المتاهات فكم من شخص أصيبت سيارته بأعطاب نتيجة تحريكها هنا وهناك فكانت النتيجة عراكات حادة بين الطرفين، ناهيك عن الحراس الذين يقطعون المشاوير في حال طول غياب مالكها ويمكثون بداخل السيارة من أجل سماع الموسيقى، لذلك يفضل أن يحمل مفاتيح سيارته معه حيثما حل لتفادي الدخول في أي مشاكل هو في غنى عنها. وشاطرته الرأي إحدى السيدات التي قالت إنها لم تكن ضد الفكرة إلا أن ما تعرضت إليه مؤخرا جعلها تتراجع عن الموقف وتمتنع عن تسليم مفاتيح سيارتها لمن هب ودب، كونها مؤخرا بينما ركنت سيارتها ودخلت إلى إحدى المؤسسات تفاجأت بتلك الخدوش التي لحقت بسيارتها في مؤخرتها بعدما وجدتها في مكان آخر غير المكان الذي ركنتها به، مما أدى إلى نرفزتها لاسيما وأن سيارتها جديدة. وما كان عليها إلا توبيخ ذلك الحارس الذي أنكر الأمر الحاصل، وقال إن سيارتها كانت بتلك الخدوش من الأول وإلى جانب تلك الأضرار المادية هناك عدة أمور من الممكن جدا أن تترتب على تلك العادة المبتدعة فهي لقمة سهلة في يد العصابات المتخصصة في سرقة السيارات، فماذا بعد أن يضع مالك السيارة مفتاح سرقتها في يد اللص فهو يسهل بذلك مهمته، لذلك يرفض الكثيرون تلك العادة التي ابتدعها بعض حراس المواقف بل أغلبهم بالنظر إلى سلبياتها المتعددة.