يرأس رئيس الجمهورية »عبد العزيز بوتفليقة« قريبا أوّل اجتماع لمجلس الوزراء للحكومة الجديدة، وثالث مجلس في ظرف أيّام قليلة، من باب »تقييم« حكومة أحمد أويحيى بعد قرابة عامين من تنصيبه رئيسا للجهاز التنفيذي. ويعتقد أن الرئيس »بوتفليقة غير راض« على بعض الجوانب في أداء الحكومة تتعلّق بمشاريع التنمية. يجتمع الرئيس »عبد العزيز بوتفليقة« بوزراء حكومته لثالث مرّة على التوالي، لكن مع الحكومة الجديدة بعد »صيام« مطوّل عن مجلس الوزراء. وقطع الرئيس أشهرا طويلة عن »الصيام« عن مجلس الوزراء، الذي خوّل له الدستور المعدّل في 2008 صلاحيات تصريف الشأن العام بدلا عن مجلس الحكومة الذي ألغي بموجب التعديل إثر تقليص صلاحيات الوزير الأوّل. وحام كلام كثير عن »عزوف« الرئيس »بوتفليقة« عن جمع وزرائه، وكان آخر اجتماع مع أعضاء حكومة أحمد أويحيى في 30 ديسمبر من العام الماضي، تاريخ المصادقة على قانون المالية 2010. ومنذ ذلك الوقت لم يعقد الرئيس »بوتفليقة« أيّ اجتماع مع أعضاء الجهاز التنفيذي إلاّ قبل أيّام، قبل أن يستدعي الحكومة لمجلس ثان. وقالت مصادر حكومة ل »أخبار اليوم« إن اجتماعا سيعقد قريبا لوضع عدّة أليات جديدة. وعلم بأن الرئيس »بوتفليقة« فتح في المجلس السابق العديد من الملفات الحسّاسة مع طاقم الجهاز التنفيذي، بخصوص ما سمّي ب »فضائح الفساد«، مثل قطاع الطاقة والمناجم وقطاع الأشغال العمومية والنّقل، وينتظر من الوزير الأوّل أحمد أويحيى أن يقدّم تقارير في شأنها، بالإضافة إلى تقييم للسداسي الأوّل من عام 2010 فيما يخصّ تطبيقات قوانين الاستثمار الجديدة وحجم حركة الواردات التي تحاول البلاد تقليصها ضمن سياسة »تقشّف« شرع فيها العام الماضي. وقريبا (23 جوان) تنقضي السنة الثانية من عمر حكومة أحمد أويحيى، ويتوقّع حزب جبهة التحرير الوطني أن يقوم الرئيس بتوصية بعض أصحاب الحقائب الجديدة بأن يتجاوزوا ما فشل فيه سابقوهم وأثبتوا محدوديتهم. وتولّى أويحيى الحكومة في ظرف سبق تعديل الدستور وأوكلت لحكومته مهمّة تنظيم الانتخابات الرئاسية التي جرت في أفريل 2009، ثمّ باشرت عملية »إصلاحات« اقتصادية واسعة في سياق منهج »حمائي« للثروة الوطنية. وبعدما ظلّ كثيرون ينتقدون تفضيل الرئيس الاستمرار بنفس الطقم الحكومي الذي ورثه عن العهدة الثانية، جاء التعديل على نحو تطبيق البرنامج الجديد والضخم، ويرتكز التعديل على »وتيرة التنمية« التي كانت لا تسير بالشّكل المطروح في برنامج الرئيس لولاية ثالثة، لذلك سيأتي التقييم في المجلس المقبل لطبيعة العثرات وإطلاق البرامج الجديدة. حيث ساهمت »الفضائح« التي يحقّق فيها القضاء في قطاعات الطاقة والأشغال العمومية في إكساب أصحاب مبدأ التغيير سندا لمطلبهم بتعديل حكومي، ومن أصحاب هذا الرّأي كثيرون داخل التحالف الرئاسي نفسه. وعلم بأنه في غضون الأسابيع المقبلة ستبلّغ الوزارة الأولى أعضاء الحكومة بالشروع في إعداد تقارير قطاعية مفصّلة، لبداية استدعائهم إلى قصر الرئاسة لجلسات »الاستماع«. ومعلوم أن »بوتفليقة« يفضّل تقييم وزراء الطاقم الحكومي، تباعا أمام مكتبه وتقديم عروض عن نشاط وزاراتهم من باب المراقبة عن قرب لأداء وزراء الطاقم الحكومي. وتعتبر »جلسات الاستماع« حسابا عسيرا بالنّسبة لغالبية أعضاء الطاقم الحكومي، ويحاول غالبية الوزراء عادة الإسراع في وتيرة الملفات الآنية التي يشرفون عليها، تفاديا لملاحظات قاسية من الرئيس »بوتفليقة«.