بلدان الجوار ترفض التدخل الأجنبي وتشدّد على حظر الأسلحة طوارئ في الجزائر لحقن دماء الليبيين هذا ما قاله تبون لوزراء خارجية دول الجوار الليبي.. س. إبراهيم دخلت الجزائر في ما يمكن تسميته بحالة طوارئ حقيقة هدفها الحرص على حقن دماء الليبيين وضمن هذا السياق استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أول أمس الخميس بمقر رئاسة الجمهورية وزراء خارجية وممثلي كل من تونس ومصر وتشادوالنيجر والسودان إضافة إلى مالي مباشرة عقب مشاركتهم في الاجتماع التشاوري لآلية دول جوار ليبيا الذي احتضنته الجزائر حسب ما أورده بيان لرئاسة الجمهورية. وأفاد المصدر ذاته أن رئيس الجمهورية شدد خلال اللقاء على عزمِ الجزائر بذل كل ما بوسعها لحقن الدماء في ليبيا الشقيقة ورفع المعاناة عن الشعب الليبي وذلك بتقريب وجهات النظر بين الأشقاء الليبيين وحثّهم على وقف الاقتتال والرجوع إلى طاولة حوار ليبي-ليبي يحفظ وحدة الشعب ويضمن سيادته على كافة ترابه مشيرا في هذا السياق إلى النتائج الايجابية التي خلص إليها مؤتمر برلين لاسيما ما يتعلق بتثبيت الهدنة وحظر توريد الاسلحة واستئناف العملية السياسية مؤكدا على أهمية دور دول الجوار الليبي التي تعاني هي الأخرى من هذا النزاع ومن انعكاساته الوخيمة على استقرار المنطقة وأمنها . وخلص الرئيس تبون إلى ضرورة تعزيز التنسيق وتكثيف التشاور بين هذه الدول ومع الفاعلين الدوليين لأجل مرافقة الليبيين في مسار التسوية السياسية للأزمة . من جانبهم عبر الوزراء المشاركون في اللقاء عن تشكراتهم للسيد الرئيس على المبادرة بهذا اللقاء وأبلغوه تحيات نظرائه وعبروا عن اهتمامهم بإيجاد حل سلمي للأزمة الليبية وقلقهم العميق بخصوص التدخلات الأجنبية والدعم العسكري للأطراف المتنازعة وكذا إيفاد مرتزقة وإرهابيين ومقاتلين أجانب إلى ليبيا الشيء الذي ينعكس سلبا على أمنهم واستقرارهم . كما كان هذا اللقاء سانحة لتباحث السيد الرئيس مع السادة الوزراء حول مسائل ذات طابع ثنائي وطلب منهم تبليغ رؤساء دولهم عبارات التقدير والمودة والاحترام ونيته الصادقة تعميق وتكثيف التعاون الثنائي مع دولهم يضيف بيان رئاسة الجمهورية. وشارك في أشغال هذا الاجتماع إلى جانب وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم كل من وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال التونسية صبري باش طبجي ووزير الشؤون الخارجية المصري سامح شكري ووزير خارجية تشاد محمد زين شريف إلى جانب ممثلي وزيري خارجية النيجر والسودان. كما حضر اللقاء كاتب الدولة الجزائري المكلف بالجالية الوطنية والكفاءات في الخارج رشيد بلادهان والوزير المالي للشؤون الخارجية والتعاون الدولي تيبيلي درامي بحكم تداعيات الأزمة الليبية على بلاده وكذا وزير الشؤون الخارجية الالماني هيكو ماس الذي احتضنت بلاده مؤخرا الندوة الدولية حول الأزمة في ليبيا. رفض التدخل الأجنبي وتأكيد على حظر الأسلحة تمخض عن اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي أول أمس الخميس بالجزائر عدد من القرارات لاحتواء الأزمة أهمها رفض التدخل الأجنبي وضرورة حظر الأسلحة ومنع تدفقها إلى التراب الليبي والتأكيد على أنه لا حل للأزمة إلا الحل السياسي الليبي-الليبي . وقال وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم في ندوة صحفية في اختتام الأشغال تم خلال الاجتماع التأكيد على ضرورة إحترام ليبيا كدولة واحدة موحدة واحترام سيادة السلطات الشرعية على كامل التراب الليبي . وأضاف السيد بوقدوم أن هذا الاجتماع لا يعد آلية وإنما اجتماعا تشاوريا للتنسيق واسماع كلمة دول الجوار في المحافل الدولية مؤكدا على التشاور والعمل وتقديم الدعم للاتحاد الإفريقي ومنظمة الأممالمتحدة في جهودهم لحل الأزمة الليبية . وقال إنه لابد أن نقدم رأينا للجميع كما تم في مؤتمر برلين حيث تم التأكيد على أهمية الإصغاء لدول الجوار وأكد ضرورة مشاركة الاتحاد الإفريقي في تسوية الأزمة الليبية ودعم الحل السياسي مشيرا إلى أن مشاركة وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في الإجتماع جاءت ل إطلاعنا على نتائج ندوة برلين حول الأزمة الليبية . دعوة إلى الانخراط في مسار الحوار السياسي دعا وزراء خارجية آلية جوار ليبيا الأطراف الليبية للإنخراط في مسار الحوار السياسي برعاية الاممالمتحدة وبمشاركة الاتحاد الإفريقي ودول الجوار الليبي للتوصل إلى حل شامل لهذه الأزمة بعيدا عن أية تدخلات خارجية. وأعرب وزراء خارجية دول جوار ليبيا - في بيان صحفي أصدروه في ختام أشغال اجتماعهم بالجزائر عن انشغالهم العميق إزاء التطورات الخطيرة التي تشهدها ليبيا وتداعياتها السلبية على أمن واستقرار دول الجوار وأكدوا على تضامنهم التام مع الشعب الليبي الشقيق . كما أكد المشاركون على ضرورة التزام الأطراف الليبية بوقف إطلاق النار معربين عن تطلعهم إلى أن يهتدي الأشقاء الليبيون إلى تسوية سلمية لأزمة بلادهم بعيدا عن أية حلول عسكرية أو تدخلات أجنبية بما فيها المرتزقة والميليشيات تمكن من تنظيم انتخابات شفافة تحقق تطلعات الشعب الليبي وتحفظ استقلال ليبيا ووحدتها وسيادتها على كامل أراضيها . وشدد وزراء الخارجية على رفضهم القاطع للارهاب وللعنف أيا كان شكله ومصدره ودعوا الأشقاء الليبيين للعودة إلى المسار السياسي برعاية الأممالمتحدة في إطار الاتفاق السياسي الليبي وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة . كما أكدوا دعمهم للجهود والمبادرات الرامية لإيجاد حل للأزمة الليبية.