مركز مكافحة السرطان بسطيف: آفاق علاجية واسعة للتكفل بالمرضى يستقبل المركز الجهوي لمكافحة السرطان بسطيف أعدادا متزايدة من المصابين بهذا الداء من داخل وخارج الولاية فاتحا بذلك آفاقا علاجية واسعة للتكفل ومعالجة لأكثر من 300 مريض يوميا بمختلف أنواع السرطانات على مستوى مصالح المركز. خ. نسيمة /ق.م أصبح المركز الجهوي لمكافحة السرطان بسطيف الذي فتح أبوابه سنة 2013 لا يقتصر على استقبال المرضى المصابين بهذا الداء الخبيث من 5 ولايات بشرق البلاد فحسب بل يقصدونه من عدة جهات البلاد على غرار البويرة وقسنطينة والجزائر العاصمة لاسيما على مستوى مصلحة العلاج الإشعاعي. وأكدت المديرة الفرعية للمصالح الصحية بهذا المركز الدكتورة غانية حبية أن مصلحة العلاج الإشعاعي تستقبل حدود 180 مريضا يوميا مشيرة إلى أن 1.701 مريض تم التكفل بهم خلال سنة 2019 من خلال 30.065 حصة علاج إشعاعي مقابل 26.076 حصة أجريت خلال سنة 2018. وتسجل زيادة معتبرة في أعداد المرضى الوافدين على هذه المصلحة من سنة إلى أخرى نتيجة الإقبال المتزايد على هذه المؤسسة المتخصصة من جهة ولارتفاع معدل الإصابة بحالات السرطان من سنة لأخرى كما ذكرته المديرة التي أشارت إلى أن 25 ألف مريض تم استقبالهم من طرف خلية الإصغاء للمرضى وتوجيههم خلال سنة 2019. وبالرغم من الإمكانات المسخرة للتكفل بهذه الفئة من المرضى من طرف المركز الذي يتوفر حاليا على ثلاثة (3) مسرعات خطية إلا أن هذه الزيادة قد أثرت على مدة تحديد مواعيد جلسات العلاج الإشعاعي والتي قد تتراوح ما بين شهرين اثنين وثلاثة (3) أشهر تضيف السيدة حبية. وفي حديثها عن كيفيات تحديد مواعيد العلاج ذكرت ذات المسؤولة أن ما بين 12 و24 ملفا يتم دراستها يوميا من طرف الفريق الطبي المكلف ليتم بعدها توجيه المريض لتلقي برنامج العلاج الذي تتطلبه حالته وتحديد المواعيد حسب كل حالة. ارتياح المرضى عن الخدمات من جهتهم عبر عديد المرضى بمدخل مركز مكافحة السرطان عن ارتياحهم لمستوى الخدمات المقدمة وهو ما كشفت عنه إحدى السيدات من دائرة بوقاعة (شمال سطيف) التي تعاني منذ مدة من ورم خبيث على مستوى الكبد جاءت للقيام بحصة للعلاج بالأشعة بعد خضوعها لجلسات عديدة ومنهكة من العلاج الكيميائي. وقالت هذه السيدة: بالرغم من المضاعفات العديدة التي تتسبب فيها جلسة العلاج الإشعاعي من شعور بالعجز والإحساس بآلام رهيبة بكامل الجسم فضلا عن التعب والإرهاق النفسي الذي لطالما تمنيت بسببه الموت بدل مواجهته إلا أن العلاج الإشعاعي أصبح أملي الوحيد في النجاة . وأضافت: كنت أظن بأنني سوف أموت عندما حدد موعد أول جلسة لي للعلاج بالأشعة بعد شهرين ولكن رؤيتي لجميع أولئك الذين انتظروا مواعيدهم جعلني أتشبث أكثر بالحياة وأيقنت أنني واحدة من بين آلاف المرضى الذين يعيشون نفس المعاناة . سيدة أخرى جاءت برفقة ابنتها المصابة بسرطان الثدي أن ما وجدته من تكفل على مستوى مركز سطيف لمكافحة السرطان أحسن بكثير من ذلك الذي كانت تتابعه بالجزائر العاصمة خاصة من ناحية مواعيد العلاج التي كانت تمتد إلى أزيد من 6 أشهر وكذا الدعم النفسي . وقالت: لقد أصبحت ابنتي تتعامل مع مرضها بشكل أفضل بفضل الدعم النفسي المقدم لها من طرف الفريق الطبي المؤطر الذي أقنعها بأن الإرادة في التعافي تعد نصف العلاج وهو ما قوى من عزيمتها وإصرارها على مقاومة المرض . وأكدت رئيسة مصلحة العلاج بالأشعة الأنكولوجية البروفيسور خديجة بوداود بأن نقص المسرعات الخطية على مستوى هذا المركز يعد سببا في الاختلال وبعد المواعيد مؤكدة أن احتياجات المؤسسة في هذا المجال تقدر ب8 مسرعات خطية بدل ثلاثة. كما تطرقت البروفيسور بوداود إلى مميزات العلاج الاشعاعي ذو الشدة المعدلة التي شرعت المصلحة في استخدامها سنة 2015 وهو نوع متطور من العلاج الإشعاعي تتطابق فيه جرعة الإشعاع مع الهدف وتجنب أو تقليل التعرض للأنسجة السليمة للحد من الآثار الجانية للعلاج. وحسب ذات الأخصائية فإن 36 مريضا يستفيدون يوميا من العلاج الإشعاعي عن طريق هذا النوع المتطور من العلاج بمعدل 20 دقيقة لكل مريض مشيرة إلى أن فرضية تدعيم المسرع الخطي المخصص له بتقنيات معينة سيسمح مستقبلا من رفع معدل التكفل إلى 70 مريضا في اليوم وذلك بمعدل 5 دقائق لكل مريض. ودعت رئيسة مصلحة العلاج الإشعاعي بالمركز الجهوي لمكافحة السرطان بسطيف بالمناسبة إلى تدعيم هذا الأخير والمراكز المماثلة بشرق البلاد بالمعالجة الإشعاعية الداخلية كونه أصبح أكثر من ضرورة في تحسين ظروف التكفل بمرضى السرطان .
1700 حالة إصابة جديدة بالسرطان وقد تم تسجيل 1700 حالة إصابة جديدة بداء السرطان باختلاف أنواعه خلال سنة 2019 على مستوى المركز الجهوي لمكافحة هذا الداء بولاية سطيف حسب ما أفاد به مسؤولو هذه المنشأة الاستشفائية المتخصصة. وتشكل شريحة الشباب الأقل من 30 سنة وبشكل خاص فئة الذكور نسبة 30 بالمائة من مجموع المصابين لاسيما ما تعلق بسرطانات القولون والمعدة إلى جانب فئة الأطفال وفق ما أوضحته المديرة الفرعية للمصالح الصحية بذات المركز. وتستقبل هذه المنشأة الطبية يوميا ما بين 300 و370 مريضا يتم التكفل بهم طبيا باختلاف أنواع السرطانات على مستوى مصالحها التسع (9) على غرار مصلحة طب الأورام ومصلحة العلاج بالأشعة ومصلحة الجراحة السرطانية ومصلحة أمراض الدم ومصلحة التشخيص الإشعاعي وغيرها وفق ما ذكرته السيدة غانية حبية. وتمكنت مصلحة طب الأورام خلال السنة الفارطة من إجراء 17.497 فحصا متخصصا و11.634حصة للعلاج الكيمياوي و4.990 علاجا تلطيفيا. كما أجريت على مستوى مصلحة الجراحة السرطانية التي تعتبر من بين أصعب الجراحات في الميدان الجراحي وأكثرها دقة أكثر من 1.000 عملية جراحية باختلاف أنواعها كما ذكرته المديرة الفرعية للمصالح الصحية بذات المركز. ويضاف ذلك إلى إجراء أزيد من 1.500 كشف متخصص عن طريق السكانير وما يفوق 643 كشفا آخر بواسطة التصوير عن طريق الرنين المغناطيسي كما تمت الإشارة إليه. ويتم التركيز على تعزيز هذه المؤسسة بالأطباء الأخصائيين البالغ عددهم حاليا54 بهدف ترقية الخدمات المقدمة للمرضى.