قمة مشتركة تحت شعار إسكات صوت البنادق قادة إفريقيا يتوحدون ضد الحروب يحتضن مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أعمال الدورة ال33 للقمة الإفريقية بمشاركة 45 دولة تحت شعار إسكات صوت البنادق وذلك في مسعى لتعزيز مشاركة الاتحاد في الوساطات في عدد من النزاعات المسلحة التي تمزق القارة ومن أبرزها النزاع الليبي. ق.د/وكالات ملفات هامة تناقشها هذه القمة الإفريقية التي تأتي في خضم تسارع الأحداث في القارة الإفريقية من خلال تزايد الحروب والصراعات وأيضا الأزمات الاقتصادية الخانقة التي تعصف بالكثير من بلدان القارة على مدى يومين مجموعة من القضايا الأمنية والاقتصادية ومن بينها الأزمة الليبية والإطلاق التشغيلي لمنطقة التجارة الحرة الإفريقية. وبدأت أعمال القمة بجلسة مغلقة لقادة الدول الأعضاء لإقرار جدول الأعمال والاستماع إلى تقارير عن حالة الاتحاد الإفريقي وانتخاب رئيس الدورة للعام المقبل. ويعقب الجلسة المغلقة جلسة أخرى افتتاحية يتحدث فيها عدد من القادة من بينهم رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا بوصفه رئيس دورة الاتحاد للعام 2020 كما يلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كلمة في الجلسة. وقالت المصادر الإعلامية في أديس أبابا إنه من المنتظر أن يتطرق رئيس جنوب إفريقيا لخطة بلاده على رأس الاتحاد الإفريقي كما سيتحدث في جلسة الافتتاح مندوب الحكومة الفلسطينية الذي سيحاول حشد الدعم الإفريقي ضد خطة السلام الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط. *ستون ملفا وتناقش القمة زهاء ستين ملفا أمنيا وسياسيا واقتصاديا ومؤسساتيا ففي اليوم الأول تطرق المجتمعون لستة ملفات تتعلق بحالة السلم والأمن في القارة الإفريقية وتعنى بدراسة حالات النزاعات في مناطق عدة مثل ليبيا وجنوب السودان ومنطقة الساحل وفي غرب إفريقيا. وكان الاتحاد قد أطلق في العام 2013 تعهدا بإنهاء جميع الحروب القائمة في القارة الإفريقية بحلول العام 2020 وهو ما لم يتحقق. وقد رسم رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي صورة قاتمة للوضع في القارة من الساحل إلى الصومال معتبرا أن الوقت الذي مر منذ 2013 سمح بكشف مدى تعقيد الإشكالية الأمنية في إفريقيا أكثر مما أتاح تسوية النزاعات . كما تناول القادة الأفارقة ملف الإصلاح المؤسساتي للاتحاد وملف إطلاق منطقة التجارة الحرة الإفريقية المرتقبة في جوان المقبل وما يواجه ذلك من عقبات ومنها عدم مصادقة برلمانات بعض الدول الأعضاء على اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية. كما بحث القادة مطلب تخصيص مقعد دائم لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. و اليوم الاثنين يناقش المشاركون في القمة الإفريقية ملفات التنمية والتعليم والتغير المناخي ومحاربة الفساد. وكان قادة الدول الأعضاء في مجلس السلم والأمن في إفريقيا قد طالبوا في وقت سابق المجتمع الدولي بإشراك القارة بفعالية في جهود تسوية الأزمة الليبية ودعا قادة المجلس في اجتماع أمس في أديس أبابا إلى وقف التدخلات الخارجية في هذه الأزمة. وقال رئيس جمهورية الكونغو دينيس ساسو نغيسو إن الاتحاد الإفريقي يبحث مقترحا لتشكيل قوات إفريقية في ليبيا مضيفا في تصريح للجزيرة أن الاتحاد يسعى لحل الأزمة الليبية عبر آليات إفريقية. *غوتيريش: وقف إطلاق النار في ليبيا ضرورة قصوى من جهته شدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس الأحد على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا قائلا إن الحل السياسي وحده ما سيجلب السلام للشعب الليبي . جاء ذلك في كلمة ألقى بها خلال مشاركته بالقمة الإفريقية العادية ال33 تحت شعار إسكات صوت البنادق وتهيئة الظروف للتنمية في إفريقيا في إثيوبيا. وقال غوتيريش إنه يتعين وضع حد للصراع في ليبيا مضيفا: علينا ألا ننسى أن الأزمة فيها مثل أزمة المناخ لديها تأثير مباشر على دول الساحل الإفريقي وما وراءها. وأوضح أن يشاطر الدول الإفريقية مشاعر الإحباط بشأن الوضع في ليبيا منذ 2011. وتابع: وضعنا إطار شراكة جديدة بين الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لتنسيق جهودنا المشتركة بشكل أفضل. ومضى الأمين العام بالقول إن اجتماع لجنة الاتحاد الإفريقي رفيعة المستوى حول ليبيا والذي انعقد مؤخرا في برازافيل (عاصمة الكونغو) خطوة ايجابية في المسار الصحيح. وتابع: أدعم بشكل كامل فكرة تنظيم اجتماع في إفريقيا لمصالحة الفصائل المتحاربة بليبيا وأريد أن أؤكد أن الحل السياسي وحده من قبل الليبيين كفيل بتحقيق السلام للشعب الليبي. واستطرد قائلا: إن وقف إطلاق النار في ليبيا هو ضرورة قصوى. وفيما يخص السودان قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الوقت قد حان لشطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.