أكد رؤساء الدول والحكومات الأعضاء بالاتحاد الإفريقي، في ختام أشغال الدورة العادية ال33 لقمة الاتحاد، التي انعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التزامهم بالعمل من أجل وضع حد للنزاعات في إفريقيا. وشكلت القمة التي التأمت على مدى يومين، تحت شعار اسكات البنادق بإفريقيا: خلق الظروف المواتية لتنمية إفريقيا ، مناسبة جدد فيها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون التأكيد على التزامات الجزائر و مواقفها الثابتة تجاه تسوية النزاعات في إفريقيا وفي العالم. وقد تميز حضور الرئيس تبون في هذا الموعد القاري بخطاب تابعه نظراؤه الأفارقة باهتمام, أكد من خلاله أن الجزائر الجديدة الجاري تشييدها ستظل وفية لمبادئها والتزاماتها وستضطلع من الآن فصاعدا بدورها كاملا في إفريقيا وفي العالم . وبخصوص إفريقيا، ذّكر رئيس الجمهورية بمقاربة الجزائر والتزامها بدعم المبادرات الرامية إلى فض النزاعات في القارة السمراء, مضيفا أن الجزائر ستساهم دوما وبلا هوادة في تعزيز الجهود الهادفة إلى تحقيق السلم والأمن في إفريقيا. وبعد أن ذكر بالمأساة التي عاشتها الجزائر خلال التسعينيات و تجاوزتها بنجاح، أوضح تبون في خطابه أن هذه التجربة الناجحة تعزز يقيننا بأن حل الأزمات في قارتنا يجب أن يقوم على الحل السلمي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية دون أي تدخل أجنبي . رامافوسا: تسوية المشاكل الإفريقية من قبل الأفارقة أنفسهم شدد سيريل رامافوسا، رئيس جنوب إفريقيا، الذي تسلم الأحد، رئاسة الاتحاد الإفريقي لمدة عام، على ضرورة تسوية النزاعات داخل القارة الافريقية من طرف الأفارقة أنفسهم، مشيرا إلى أن النزاعات مازالت تحد من تنمية افريقيا. و قال في كلمته أمام اشغال القمة الافريقية ال33 سنركز عملنا على حل النزاعات ، مضيفا أن الاتحاد الافريقي يجب أن يكون أكثر حيوية في تصديه للنزاعات بدلا من ترك هذه المهمة لأطراف خارجية و استطرد يجب أن نتحرك بسرعة . كما أكد رامافوسا على ضرورة تمثيل المرأة الافريقية بشكل أكبر بمنصات صنع القرار مذكر بأن أجندة 2063 تدعو إلى تخصيص 25٪ من الأعمال للنساء. وأضاف خلال كلمته: يتعين علينا أن نعمل على إدماج المرأة في الشعوب وأن نعالج آفة عدم المساواة بين المرأة والرجل وسنكرس جهودنا ليكون هناك مساواة بين الرجال والنساء، ونستجيب لنداء العديد من النساء الأفارقة الذين يريدون أن يتحرروا من العنف الاقتصادي . وقال سيريل رامافوسا، إن الملايين من الشباب الأفارقة ولدوا في إطار العولمة واكتسبوا كثير من المهارات لكي تتقدم افريقيا إلى المستقبل، لهذا يتعين علينا أن ننشئ منتدى حول الذكاء الاصطناعي، وأن نشرك فيه أفارقة المهجر. أهمية إشراك النساء والشباب في مبادرات السلام شدد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي محمد، في تدخله حول موضوع القمة ال33 للاتحاد الافريقي بأديس ابابا، على ضرورة التعاون بين الدول الافريقية من أجل تحقيق أهداف دول الاتحاد بالعيش في قارة يسودها السلم والامان. وقال فقي: علينا تعزيز التضامن الأفريقي والتعاون بين الدول الأعضاء ، مشيرا في هذا السياق الى الأزمة في ليبيا التي تتطلب، كما قال، تعاونا من جميع الأطراف بما فيها الأممالمتحدة، مؤكدا: نرغب في حل الازمة الليبية بدون تدخلات خارجية . واشار الى أن الإرهاب لا يزال يمثل تحديا كبيرا في عدد من الدول الافريقية مضيفا أن توفير فرص للشباب في افريقيا يسهم في عدم انضمامهم للجماعات المتطرفة . بدوره، أكد الممثل السامي للاتحاد الافريقي من أجل إسكات البنادق اليوم الاثنين في أديس أبابا أن الهدف المتمثل في وضع حد للنزاعات في افريقيا قابل للتحقيق شريطة وجود الارادة السياسية للدول الافريقية. و في مداخلة له خلال قمة الاتحاد الافريقي المنعقدة في اديس ابابا, أوضح السيد لعمامرة أن القارة الافريقية تحوز على خطة متينة من أجل ترقية السلم و الأمن و الاستقرار و كذا من أجل تحقيق تقدم في الحكامة الرشيدة و احترام حقوق الانسان و الشعوب و الدستور مضيفا يكمن العامل الحاسم هنا في توفر الارادة السياسية للدول الأعضاء حيث أن الوقاية من النزاعات وتسويتها تتم على مستوى الأقاليم الوطنية و بالتالي فان الارادة السياسية تعتبر أساسية . من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس على أهمية الشراكة بين المنظمة الأممية والاتحاد الإفريقي وأبرز دعم هيئته لمبادرة التكتل الإفريقي بشأن وقف النزاعات واسكات البنادق في دول القارة. وقال غوتيريس، في كلمة أمام قمة الاتحاد الإفريقي إن الشراكة بين الجانبين لها أهمية قصوى ، مشددا على دعم الأممالمتحدة الكامل لمبادرة الاتحاد الإفريقي الرائدة لإسكات البنادق، ووقف الحروب والنزاعات في مختلف مناطقها لما ألحقته من ضرر بالتنمية في القارة، ولما تسببت فيه من حركة نزوح كبيرة سواء داخليا أو خارجيا . كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى دمج الشباب الإفريقي ودعمه، قائلا في هذا السياق: إن لديهم أيضا مساهمة حيوية، ويتعين ألا يتم تهميشهم أو إقصاؤهم .