سنوات المراهقة مليئة بالتغيرات والتخبط وهذا طبيعي جداً وللتعامل مع هذه المرحلة بحكمة وبأقل الخسائر لا بد أن تفهمي جيداً خصوصية ابنك أو ابنتك وكيف تتعاملين معها؟ لنتفق على أن كل مراهق يحتاج لقدر من الخصوصية مع العلم أن الكثير منها ضار تماماً مثل القليل منها وليس هناك أم أو أب إلا ويكونان قلقيْن على أبنائهما خاصة في مرحلة المراهقة إذ تعتبر هذه المرحلة فترة حرجة وصعبة التجاوز لما فيها من كثرة المشادات والمشاكل وقد يظن البعض أنه من المستحيل تجاوزها لذلك يجب عليكِ التحلي بالصبر والإصغاء. وجهة نظر المراهق يظن أنه شخص كبير وناضج ومستقل بذاته ويستطيع أن يتخذ قراراته بنفسه وأنه يتحمل مسؤولية هذه القرارات وأفعاله ويحق له الخصوصية ولا شأن لوالديه بهذا الحق. وجهة نظر الوالدين أنه مازال صغيراً ولم يفهم الحياة بالشكل الصحيح وتفكيره محدود وخوفهما عليه من أي خطر وطالما أنه بمنزلهما فيحق لهما التدخل في شؤونه ولا يوجد شيء اسمه خصوصية بحياته. وجهة نظر المختصين من حق الوالدين الخوف على المراهق وأيضاً من حقه عليهما احترام خصوصيته. احترام خصوصية المراهق والثقة فيه عليكِ أن تتفهمي أن للمراهق خصوصية وعليكِ أن تثقي فيه وأن تتعاملي معه بوسطية من حيث المتابعة والثقة وذلك يكون منذ نعومة أظافره إذ إن نشأته في بيئة تبني الثقة بالنفس وتغرس القيم والمبادئ وحب الله والخوف منه وتعطيه الاحترام والتقدير والإنصات والتوجيه والإرشاد دون تعصب للرأي وفرضه وتحمله المسؤوليات البسيطة المناسبة لعمره فهنا ستنشأ بلا شك الثقة وسيحصل المراهق على خصوصيته أكثر دون خوف أو قلق أو مراقبة وتدخل في شؤونه. ماذا أفعل عندما يقع ابني بمشكلة؟ من أسلم وأفضل الطرق التي ينصح المختصون باتباعها هي سؤاله والنقاش معه بدلاً من التفتيش بأغراضه والبحث فيها ويجب أن تكون صيغة السؤال والنقاش الحب والخوف لا صيغة التحقيق والتحري ونبرة هادئة بدون استخدام الانفعال والتهديد والوعيد لأنه لن يجدي نفعاً بالذات إذا كان ما يُظهره مشاعر الغضب أو التوتر الحاد ويمكنكِ أن تخبريه بأنكِ على استعداد تام للإنصات له بعدما يهدأ.