إن المراهقة هي الفترة ما بين مرحلة الطفولة ومرحلة النضوج الجسماني والعقلي والنضوج الاجتماعي والنفسي، لذلك فإن هذه المرحلة تحتاج إلى عناية خاصة من الأهل لأنها تبني شخصية الفرد مستقبلا، وتختلف المراهقة من فرد لآخر ومن مجتمع لآخر، كما أنها تختلف من ذكر إلى أنثى، وهي من نتائج التربية في مرحلة الطفولة وتأثير المجتمع من الخارج، ولكن هناك تشابه بشكل عام من دون التفصيل بين المراهقين في بعض الأمور. إن أهم ما يميز مرحلة المراهقة هي محاولة الفرد الاستقلالية والاعتماد على النفس، ويصبح شديد الحساسية اتجاه أي نوع من الانتقاد أو أية محاولة لمساعدته في حل مسائله، كما تتميز هذه المرحلة بعصبية الفرد ووحدة التعامل، ويشعر المراهق بالصراع الداخلي بسبب التغيرات الجسدية والبيولوجية والنفسية التي تطرأ عليه، مما تسبب لهذه التغيرات حالة من الارتباك والتوتر، وجلّ ما يقلق الأهل في مرحلة المراهقة خوفهم الزائد على المراهق ومن أنه لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطأ، فهم ينظرون إليه أنه مازال ذلك الطفل الذي يعتمد عليهم، وفي الجهة المقابلة، يرى المراهق في نفسه النضوج والقدرة على الاعتماد على الذات، وهذا هو سبب المشاكل بينهم. على الأهل محاولة فهم مشاعر المراهق وما يمر به من تغيرات، بل يجب أن يشرحوا له ما يمر به لأنه يكون في حالة من الارتباك وأحيانا الخوف، لذلك نشاهد بعض المراهقين ينسحبون من مجتمعهم وينطوون على أنفسهم، وهذا يقودنا إلى أهمية العلم والثقافة، حيث أنه على الوالدين والبيئة المحيطة أن تكون لديهم المعرفة التامة بالمراهقة وكيفية التعامل مع المراهق، لتجنيب أنفسهم وأبنائهم المراهقين المعاناة، وعلى الأهل اتباع أسلوب المحادثة مع الأبناء، فهي أقصر طريق للوصول إلى ما في داخل المراهق وما يعانيه وما يواجهه، فالصداقة مهمة جدا في هذه المرحلة العمرية، لأن المراهق يحتاج إلى صديق يحاوره وليس من ينتقده ويوجه له اللوم. ويجب على الأهل إشعار المراهق بالحب والقبول وأنهم على استعداد دائما لفهمه ومعاونته في قراراته التي يأخذها بنفسه، وعدم إجباره على التحدث أو المشاركة، فإذا أراد الانفراد بنفسه وجب على الأهل احترام هذه الرغبة وعدم إجباره على الجلوس مع الآخرين، لأنه بعد فترة سوف يخرج لوحده من عزلته ويتوجه إلى أسرته بكل حب واحترام.