اهتزّ سكان حي بن سعيد الواقع على مسافة 3 كيلو مترات بأقصى الجهة الغربية لعاصمة الولاية، على وقع حادثة مأساوية راح ضحّيتها الطفل "ج.م" البالغ من العمر 13 سنة، والذي توفّي غرقا بسبب الوادي الذي يمرّ على الحي· الواقعة وقعت مساء يوم الأحد على الساعة الثانية ونصف زوالا عندما كان الضحّية بصدد السباحة فجرفه الوادي ليلقى حتفه قبل أن يتمّ نقله على جناح السرعة إلى مستشفى الجلفة أين لفظ أنفاسه الأخيرة متأثّرا بحالات الإغماء والغرق التي تعرّض لها. وقد أثّرت هذه الحادثة على مشاعر سكان الحي الذين خرجوا إلى الشارع وأغلقوا الطريق الوطني رقم 46 حتى ساعات متأخّرة من النّهار، أين أضرم الشباب النّار في العجلات وجذوع الأشجار وشلّوا حركة المرور، مطالبين بردع تصرّفات أحد المواطنين الذي اتّخذ من ضفاف وادي الحي مقرّا لبناء سكنات وبيعها، معرقلا بذلك تدفّق المجرى الطبيعي للمياه، خاصّة أثناء تساقط المياه بغزارة ما يؤدّي إلى فيضانه نظرا لاحتباس المياه التي تشكّل مستنقعات وبركا مائية، وهو ما تسبّب بذلك في وفاة الطفل. حيث أصبح غلق هذا الوادي حسب معاينتنا للمكان يهدّد سلامة أبناء سكان الحي الذين طالبوا السلطات المعنية بإيجاد حلّ سريع لهم بتخصيص جسر أو أنابيب تمرّ منها مياه الوادي العابرة إلى الحي قبل أن يقع ما لا يحمد عقباه· وذكر أحد المحتجّين في تصريح ل "أخبار اليوم" أن القطرة التي أفاضت الكأس ودفعت هؤلاء إلى الاحتجاج تعود بالأساس إلى وفاة الطفل، حيث أكّد لنا أن الوضع أصبح ينذر بكارثة حقيقية تهدّد سلامة أبنائهم، خاصّة الأطفال المتمدرسين بالابتدائية جرّاء الوادي المقابل لها. كما قال ممثّلون عن المحتجّين ل "أخبار اليوم" إنهم اضطرّوا للخروج إلى الطريق لإبلاغ أصواتهم ومعاناتهم اليومية بسبب الوضعية المزرية التي يعيشونها في الحي، إذ طالبوا السلطات بضرورة تحسين وتعبيد الطريق والاستفادة من الغاز والكهرباء بعدما ازدادت معاناتهم في فصل الشتاء، وتدهور الطرقات في كلّ الممرّات المؤدّية إلى سكناتهم. وهدّد المحتجّون بالتصعيد في حال عدم تلقّيهم ردّا كتابيا من طرف السلطات المحلّية يتعهّدون فيه بتحسين أحوال الحي من خلال توفير الغاز والكهرباء والماء وتعبيد الطرقات به، وهو ما جعل رئيس الدائرة -حسب سكان الحي- يتنقّل إلى عين المكان قصد تهدئة المحتجّين وإقناعهم بضرورة التخلّي عن لغة العنف. وأكّد أحد المحتجّين أن غلق الوادي المؤدّي إلى حي بربيح الذي قام به المواطن لبناء سكنات يعتبر مجالا خصبا تتكاثر فيه الحشرات الضارّة، إلى جانب الحيوانات الخطرة كالأفاعي والجرذان وما يسبّبه ذلك من مخاطر على الأطفال الذين يجهلون الخطر المحدق بحياتهم وصحّتهم بسبب انعدام أماكن خاصّة للترفيه· وتتفاقم الوضعية المتردّية بالحي في ظلّ غياب الماء الشروب، لتبصم على معاناة المواطنين الذين يجبرون في كلّ مرّة على التنقّل إلى الأحياء المجاورة للتزوّد بالماء. وإضافة على ندرة الماء فإن مشاكل الحي لا تنته عند ما ذكرناه سابقا، إذ توجد سكنات غير مربوطة بالكهرباء والغاز، وللقضاء على هذا الإشكال يعتمد السكان على ربط منازلهم من جيرانهم في انتظار تدخّل مصالح "سونلغاز"، كما يحتاج الحي إلى التهيئة وترصيف شوارعه حتى تتمكّن السيّارات من دخول الحي الذي يبقى سكانه معزولين· للإشارة، فإن معظم العائلات تعاني الحرمان وأوضاعا مزرية، فرغم الشكاوَى العديدة في سبيل تحسين ظروفهم إلاّ أن السلطات بقيت دون حراك، وفي ظلّ عدم وجود قنوات صرف المياه الصحّي يزداد تردّي الوضع الصحّي بالمكان تفاقما، حيث أن الحالة الصحّية لسكان الحي تنذر بالخطر بسبب انعدام شروط النّظافة، ومن جهة ثانية فإن أجساد السكان عرضة لبرد الشتاء وحرارة الصيف الشديدة أمام تجاهل المسؤولين لضرورة انتشال السكان من هذا الواقع المعيشي الصّعب· وفي هذا السياق وفي خضّم هذا الزّخم ناشد سكان الحي والي الولاية التدخّل العاجل كونهم يثقون فيه وهذا بإيجاد حلول جذرية ومناسبة للحدّ من معاناتهم اليومية وبعث الرّوح في الحي من جديد، كما طالبوا أيضا الوالي بالضغط على المسؤولين المحلّيين لدفعهم إلى الاستجابة لما اعتبروه حقّا مهضوما·