شروط حفتر تهدد بإفشال محادثات جنيف ليبيا.. نحو المجهول ما زالت مناورات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر تضفي الشكوك على مستقبل الجولة الثانية من المحادثات العسكرية غير المباشرة التي تستضيفها جنيف بعد أن قبلت حكومة الوفاق إثر وساطة بالرجوع إليها. ق.د/وكالات في مستجدات ما يجري في جنيف قالت المصادر إن البعثة الأممية توقفت عن قبول مقترحات من الطرفين وفضلت أن تقدم مقترحا من جانبها يتضمن عدة بنود وافق على أغلبها الطرفان منها تبادل الأسرى وجثث القتلى. وأفادت بأن بنودا أخرى مثل عودة النازحين إلى مساكنهم في أحياء جنوبي طرابلس لا تزال محل جدل حيث طالب وفد الحكومة بخلو تلك الأحياء من مظاهر التسلح وانسحاب قوات حفتر إلى مراكز عسكرية خلفية وهو ما يرفضه ممثلو حفتر. وفي هذا الإطار نقل مصدر برلماني عن رئيس الوفد العسكري الممثل لحفتر اللواء المدني الفاخري قوله إن المقترح الأممي يناقش مسائل جانبية وإن الشرط الأساسي لاستمرار المحادثات هو خروج القوات التركية والمقاتلين السوريين وهو شرط يتماهى تماما مع تصريحات حفتر أمس لوكالة سبوتنيك الروسية بمناسبة زيارته المفاجئة لموسكو. وزعم حفتر أنه إذا لم تنجح حوارات جنيف بتحقيق الأمن والسلام لبلادنا وشعبنا ويتم إخراج المرتزقة ويعودوا من حيث تم جلبهم فبكل تأكيد القوات المسلحة ستقوم بواجبها الوطني والدستوري في حماية مواطنيها وسيادة الدولة وحدودها من الغزو التركي . وكانت تصريحات رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فايز السراج إثر قصف ميناء طرابلس الأسبوع الماضي قد حملت تكهنا مسبقا لما ستؤول إليه محادثات جنيف بقوله نعلم أن حفتر لا يريد سلاما إلا أن الأكاديمي الليبي خليفة الحداد يعتبر أن مواقف السراج مرتبكة بسبب الهوة التي تفصل بينه وبين مواقف المقاتلين على الأرض . ويرى الحداد في حديثه في قرار تعليق الحكومة لمشاركتها في محادثات جنيف قبل تعهد حفتر بالتزامه بقرار مجلس الأمن لوقف إطلاق النار خطوة صحيحة وورقة ضاغطة لكن عودتها إلى جنيف لا تعكس إلا انصياعها للضغوط الخارجية رغم أنها تملك عوامل قوة يمكن أن ترجح كفتها منها موقفها الميداني . وعن مستقبل المحادثات العسكرية يرجح الحداد أنها لن تفضي لشيء وأن حفتر استبق كل ما سيحدث بالنتيجة النهائية عندما وضع شرطا تعجيزيا يتمثل في خروج القوات التركية مضيفا أن خروج القوات التركية يعني بقاء طرابلس لقمة سائغة لحفتر وحلفائه الذين لم يتوقفوا عن إرسال الأسلحة والتعزيزات . ويلخص الحداد ما يحدث في حنيف بأنه مناورة من حفتر لكسب مزيد من الوقت وتكديس الأسلحة والدعم . أردوغان: لا نحاور حفتر فهو مرتزق وغير شرعي من جهته قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن بلاده لا تحاور اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر مؤكدًا أن الأخير مرتزق ووضعه غير شرعي وغير قانوني. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها أردوغان للصحفيين لدى خروجه من المسجد عقب صلاة الجمعة في مدينة إسطنبول تطرق فيها إلى تطورات الأزمة الليبية. وشدد الرئيس التركي أن رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج الذي تعترف به الأممالمتحدة والمجتمع الدولي هو الجهة الشرعية في ليبيا. وأوضح أن الجانب التركي يعقد لقاءاته مع حكومة السراج وليس مع حفتر لأن حكومة السراج هي الجهة الشرعية في البلاد. وأعرب أردوغان عن أسفه لدعوة الغرب لحفتر إلى ذات المكان الذي يدعون إليه السراج مبينًا بالقول: وهذا الفرق بيننا وبينهم . وتطرق الرئيس التركي إلى أن بلاده تقوم بتدريب قوات الحكومة الليبية فيما أبدى استغرابه من عدم مساءلة الغرب لقتال قوات فاغنر الروسية المؤلفة من 2500 مقاتل إلى جانب قوات حفتر. وأضاف أردوغان أن مليشيا سودانية تقاتل أيضا إلى جانب حفتر مشددا أن إجمالي عدد المقاتلين مع اللواء المتقاعد يصل إلى 15 ألف إرهابي. وأوضح أن قوات بلاده دخلت سوريا استجابة إلى نداء الشعب السوري وبموجب اتفاقية أضنة وتوجهت إلى ليبيا استجابة إلى نداء الشعب الليبي وبموجب مذكرة تفاهم حول التعاون الأمني والعسكري. وفي 27 نوفمبر 2019 وقع الرئيس أردوغان مذكرتي تفاهم مع السراج الأولى تتعلق بالتعاون الأمني والعسكري والثانية بتحديد مناطق الصلاحية البحرية بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.