تحول موقع "يوتوب" إلى ساحة مهمة للدعاة وعلماء الدين إثر إطلاق العشرات منهم قنوات خاصة لعرض ندواتهم ومحاضراتهم، ولتكون منبراً لتوضيح آرائهم الخاصة بعيداً عن رقابة القنوات الفضائية والإعلام. وعلى الرغم من أن غالبية هؤلاء الدعاة هم ممن سدت في وجوههم أبواب القنوات الفضائية، إلا أن عدداً لا يستهان به من كبار الدعاة وأصحاب برامج شهيرة طرقوا الباب ذاته رغبة منهم في المزيد من الظهور. وتعد قناة إمام وخطيب الحرم المكي الشريف الشيخ يوسف المعيقلي التي يبث فيها مقاطع من قراءته للقرآن الكريم، واحدة من أقدم القنوات على الموقع، إذ انطلقت في 29-01-2007 ولها حتى الآن 6.651 مشتركاً، أما قناة الشيخ محمد البراك التي انطلقت في العاشر من 2008 فلها حتى الآن 25.800 مشترك و584.550 زائراً. وحالياً باتت قنوات "يوتوب" المنتشرة بكثافة، منبراً مهماً من المنابر الإعلامية سريعة الوصول خاصة لدى الشباب، وهي تتميز بقلة التكلفة الإنتاجية وعدم حاجتها لإجراءات قانونية معقدة، فكل ما تتطلبه هو إنشاء قناة على موقع اليوتوب وبث المواد الإعلامية من خلاله، دون رقيب أو حسيب، وهو ما يعتبره البعض من أهم مساوئها. ملايين الزوار وتحظى مختلف قنوات الدعاة على يوتوب بملايين الزوار يومياً، ومن أكثر القنوات شعبية قناة الشيخ الدكتور محمد العريفي، التي انطلقت في24. 12. 2010 وخصصها لعرض خطبه وندواته وبرامجه، وبلغ عدد المشتركين فيها 8.633 وزارها 164.036 شخصاً. أما قناة الشيخ عبد المحسن الأحمد المخصصة لعرض خطبه والتي انطلقت مؤخراً فقد زارها حتى الآن 14.227 شخصاً. وانطلقت قناة الشيخ صالح المغامسي يوم 28-09-2010 ويشترك فيها 2.286 وزارها 69.789 زائراً. وفي نفس الشهر أطلق الداعية إسحاق الحويني قناته التي تحظى الآن ب4.083 مشتركاً و234.252 زائراً. ولا يقتصر الأمر على الدعاة السعوديين فقط, بل من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم، ففي عام 2009 أطلق محبو الشيخ محمد متولي الشعراوي قناة على الموقع لعرض تفسيراته للقرآن الكريم وبعض خطبة، وزارها حتى الآن 104.890 شخصاً وشاهدوا فيها نحو 1.546.795 مادة. ومن الدعاة الجدد الذين وجودوا في يوتوب متنفساً لهم الداعية ماجد أيوب، الذي أطلق في الربع الأول من عام 2007 قناتة التي تملك حالياً 23.238 مشتركاً. وخصص الداعية خالد ياسين لنفسه قناة يشترك فيها حالياً 3.143 عضواً شاهدوا فيها 36.010 مواد، أما الداعية محمد حسان فزار قناتة 1.720.169. ويعتمد غالبية أصحاب القنوات على جهود محبين لهم لتنسيق المواد، لكن الداعية عيضة النهدي يعتمد على ذاته كلياً في إعداد وإنتاج الفيديوهات التي يقدمها. كما أن هناك قنوات خاصة للداعية الدكتور عمرو خالد إضافة إلى مصطفى حسني والمنشد عبد السلام الحسني والمنشد عبد الفتاح عوينات,كما أن هناك عشرات القنوات العامة التي تعرض مواد متنوعة. متنفس للممنوعين ويؤكد الداعية الشيخ الدكتور يوسف الأحمد أن ظهور الدعاة على مواقع التواصل الاجتماعي أمر مهم، بعد أن سدت أبواب كثير من القنوات الفضائية أمامهم. ويقول ل"العربية.نت": "مشاركة أهل العلم في الإعلام الجديد واجب شرعي وضرورة لا تحتمل الانتظار, لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب شرعي، ولا يتم الوصول إلى قدر كبير من المجتمع في الداخل والخارج إلا من خلاله، وقد أثبت واقع الإعلام الجديد أنه أكثر تأثيراً في الرأي العام من الوسائل التقليدية كالصحافة الورقية أو الإلكترونية". ويتابع: "النصيحة واجبة لجميع الأمة في القضايا العامة والمشتركة، والتقنية الحديثة تجاوزت الوسائل التقليدية القديمة من بعض القنوات والصحف التي جرت عادتها على تغييب الحقيقة الشرعية والواقعية عن المجتمع". ويؤكد أن المجتمع يتقبل الفكرة بشكل كبير ويدعمها، ويضيف: "يتجه المجتمع بقوة نحو الإعلام الجديد، وهي مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر، والمواقع المرئية التفاعلية". ويشدد الدكتور الأحمد على أن منع كثير من الدعاة من الظهور الإعلامي التقليدي أجبرهم على سلك هذا الطريق، وهو يعترف أن هذا هو السبب وراء مشاركته في قنوات يوتوب. في المقابل، يحذر الداعية المعروف سعد السهيمي من لجوء بعض الدعاة للتحريض على الدولة أو بعض مؤسساتها، معتمداً على حرية الإنترنت، ويطالب بأن يكون الداعية أكثر حرصاً على الكلمة التي يقولها كي لا تسبب الضرر، وهو يرى أن المنع هو من جعلهم يلجأون لهذا الخيار. ويقول "المشكلة أن أكثر الدعاة لم يعد لهم ظهور في القنوات الفضائية لأنهم ممنوعون منها ولهذا باتوا يبحثون عن طرق جديدة للظهور فيها ولجأوا لليوتوب لإيصال بعض الرسائل التي لديهم". وتسهم سهولة إنشاء هذه القنوات وعدم الحاجة لأي تكلفة حقيقية في انتشارها بشكل كبير، وهو ما قد يكون له تأثير سلبي مستقبلاً كونها خارج نطاق الرقابة. * مشاركة أهل العلم في الإعلام الجديد واجب شرعي وضرورة لا تحتمل الانتظار, لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب شرعي، ولا يتم الوصول إلى قدر كبير من المجتمع في الداخل والخارج إلا من خلاله، وقد أثبت واقع الإعلام الجديد أنه أكثر تأثيراً في الرأي العام من الوسائل التقليدية كالصحافة الورقية أو الإلكترونية.