أكد الممثل الدائم للجزائر لدى منظمة الأممالمتحدة سفيان ميموني أن الإرهاب يبقى تهديدا عالميا إذ لا يوجد بلد في منأى عنه مضيفا إن هذه الآفة لها قدرة كبيرة على الحركية والتكيف والتجدد . وفي مداخلة له أمام مجلس الأمن بالأممالمتحدة الذي انعقد يوم 11 مارس الجاري برئاسة الصين تحت شعار: السلم والأمن في إفريقيا: مكافحة الإرهاب والتطرف في إفريقيا أوضح السيد ميموني أن هذه الآفة التي ما تزال تثير انشغالات دولية كبيرة بزرع الرعب وعدم الاستقرار في عديد مناطق العالم تتميز بقدرة كبيرة على الحركة والتكيف والتجدد . وأضاف ممثل الجزائر الدائم أن إفريقيا لم تكن في منأى من هذه الآفة وهي تعرب حسبه عن انشغالها حيال تزايد الهجمات الإرهابية في القارة لاسيما في غرب إفريقيا والساحل حيث تقوم الجماعات الإرهابية بتعزيز استراتيجيتها في التوظيف والتمويل. واعتبر السيد ميموني أن مكافحة هذه الآفة تتطلب اهتمامنا التام والدائم قبل أن يؤكد على أهمية تبني مقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف العنيف. ويجب أن تقوم هذه المقاربة على الجوانب الأمنية وترقية الشفافية والحكامة الراشدة علاوة على ضرورة معالجة الأسباب العميقة للإرهاب كالوقاية من الأزمات وتعزيز مؤسسات الدولة ومكافحة الفقر والفوارق والتطرف . وأوضح السفير الذي عرض تجربة الجزائر في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف أن الجزائر التي نجحت في التغلب على الإرهاب المتوحش هي اليوم في طليعة مكافحة هذه الآفة وتحافظ على مستوى يقظة عال والتزام شديد في هذا الصدد . وأضاف في هذا الشأن بقوله يجب التركيز على وضع سياسات واستراتيجيات وبرامج تنموية تقوم على مكافحة عوامل الإقصاء والتهميش وغياب العدالة الاجتماعية التي تستغلها في غالب الأحيان الدعاية الإرهابية بهدف التعبئة والتوظيف لصالحها . من جهة أخرى أكد ممثل الجزائر الدائم على دور الجزائر الإقليمي موضحا إن بلدنا رافع دائما من أجل مقاربة موجهة حيال الأعمال الهادفة والفعالة القائمة على الإشراف الوطني وتهدف بشكل خاص إلى مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود . واستطرد يقول لقد التزمت الجزائر في الساحل بمقاربة تشاورية مع دول هذه المنطقة من خلال عديد آليات التعاون كلجنة الأركان العملياتية المشتركة ووحدة الدمج والربط بمنطقة الساحل. إذ تساهم هذه الآليات في تعزيز التعاون في مجال الأمن بين دول الساحل من خلال تنسيق إجراءات المراقبة على الحدود وتعزيزها إضافة إلى التكوين وتبادل المعلومات الاستخباراتية والتجهيزات . ولم يفوت الدبلوماسي الجزائري الفرصة لإبراز مساهمة الجزائر في إطار الاتحاد الإفريقي. ففي هذا الصدد ذكر بأن الجزائر بصفتها بطلة الاتحاد الإفريقي في مسألة مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف في إفريقيا تقدم بانتظام لقمم الاتحاد الإفريقي تقارير حول التهديدات والنزعات الإرهابية بالقارة الإفريقية. وأشار إلى أن الجزائر قدمت كذلك للاتحاد الإفريقي مذكرة تحدد سبع ركائز يمكن للمنظمة أن تنظم حولها مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. وتتعلق هذه الركائز أساسا بتعزيز الإطار الإفريقي لمكافحة التطرف العنيف والإرهاب ومسألة المقاتلين الإرهابيين الأجانب وعودتهم أو حركتهم في إفريقيا وتجفيف منابع تمويل الإرهاب والوقاية من التطرف ومكافحته وترقية الأطر السياسية والمؤسساتية والقضائية الكفيلة بتعزيز الحكم الراشد وحقوق الإنسان ودولة القانون والعدالة الاجتماعية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية. وسلط الضوء على الإرادة التي يتم التحلي بها في القارة الإفريقية من خلال الاتحاد الإفريقي ومختلف مؤسساته وكذا البلدان المعنية مباشرة في مجال مكافحة الإرهاب مشيرا إلى مختلف مبادرات وآليات الأمن الجماعي القاري التي وضعت على غرار مسار نواكشوط ولجنة مصالح الاستعلام والأمن الإفريقية (سيسا) . وتوج نقاش مجلس الأمن حول موضوع السلم والأمن في إفريقيا: مكافحة الإرهاب والتطرف في إفريقيا بإعلان رئاسي يبرز أهمية مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب تراعي الحوكمة والأمن وحقوق الانسان والقانون الإنساني والتنمية والبعدين الاجتماعي والاقتصادي فضلا عن تشغيل الشباب والقضاء على الفقر.