تتواصل, يوم الأربعاء, بالجزائر العاصمة, في ورشات مغلقة, أشغال الإجتماع التاسع لنقاط الإرتكاز التابعة للمركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب (كاييرت), بإعتباره "منبرا هاما" لتقاسم التجارب و تعزيز التنسيق من أجل مكافحة هذه الآفة و"فرصة لتقييم التقدم الذي تم إحرازه في هذا المجال". وأكد محافظ السلم و الأمن بالإتحاد الإفريقي, إسماعيل شرقي, خلال كلمته في إفتتاح الأشغال أن هذا الإجتماع "الذي يعقد في ظرف يتميز بتزايد وتيرة النشاط الإرهابي في القارة الإفريقية و إتساع رقعته" يشكل "منبرا هاما" لتقاسم التجارب و تعزيز التنسيق من أجل مكافحة الإرهاب. وأضاف قائلا : "أعلم أن الدول الأعضاء ستواصل بذل الجهود لتحقيق هذه الغاية و بما ان الإنسان ينشد التحسين بطبعه فإن هذا الإجتماع يشكل فرصة أخرى لتحقيق أهدافنا", مشددا على أن "منع الإرهاب و التطرف العنيف و مكافتحهما يظل مصدر قلق أساسي بالنسبة للإتحاد الإفريقي الذي يؤمن جازما بأن مكافحة التطرف العنيف يجب أن يكون جوهر الجهود المبذولة لمواجهة أسباب المساعدة على إنتشار الظاهرة الإرهابية". من جانبه أكد القائم بأعمال المدير على مستوى المركز الإفريقية للدراسات و البحوث حول الإرهاب, إدريس منير لعلالي, خلال الإفتتاح, أنه "على الرغم من التقدم الجديربالثناء الذي تم إحرازه على مدى العقدين المنصرمين في التصدي لخطر الإرهاب على المستويات الدولية و القارية, إلا أن التهديد الذي يطرحه الإرهاب لا يزال منتشرا بمعدلات خطيرة". وأوضح أن "الأمر لا يقتصر على سيطرة الجماعات الإرهابية على بعض المناطق و الجهات و التحكم فيها و إرغام مواطنيها على الخضوع لقوانينها القاسية فحسب بل أظهرت الجماعات الإرهابية أيضا قدرتها على زعزعة إستقرار الدول أو أقاليم بأكملها", مشددا على أن هذا الإجتماع هو "فرصة لنا لتقييم التقدم الذي تم إحرازه و لإستنباط الدروس و البحث عن طرق للتحسين على الأصعدة الثنائية و الإقليمية و متعددة الأطراف". برنامج مكثف لتعزيز التنسيق الثنائي و الإقليمي و متعدد الأطراف في مكافحة الظاهرة وينظم هذا الإجتماع, الذي سيدوم ثلاثة أيام, بشكل مشترك من طرف المركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب ولجنة مصالح الإستعلام و الأمن الإفريقية (سيسا), بهدف تحليل المعطيات الراهنة المعلقة بالإرهاب على مستوى القارة الإفريقية وتعزيز التنسيق الثنائي و الإقليمي و متعدد الأطراف في مجال مكافحة الإرهاب. ويتضمن برنامج الإجتماع عددا من الورشات حول مواضيع مختلفة تشمل تقييم التهديد الإرهابي والجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والبحث في نقاط ضعف الدول و الجماعات الإقتصادية الإقليمية وكذا إستعراض الجهود المبذولة للتصدي للتهديدات. في اليوم الثاني يتدارس المشاركون سبل مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة العابرة للحدود وكذا الوقاية من التطرف العنيف في إفريقيا مع التطرق إلى ظاهرة المقاتلين الإجانب (المرتزقة). جانب آخر من البرنامج خصص لتقييم العلاقات بين نقاط الإرتكاز الوطنية والإقليمية بالإضافة إلى تنسيق الإجراءات و تعزيز التعاون في مجال التصدي للإرهاب و محاربته بما يشمل تبادل المعلومات و التحاليل وكذا إستعراض برنامج تطوير قدرات الدول و الجماعات الإقتصادية الإقليمية للتصدي للإرهاب و الجريمة العابرة للحدود. كما سيعكف المشاركون, في اليوم الأخير, على تقييم مدى تطبيق خطة عمل الإتحاد الإفريقي لمكافحة الإهاب في القارة على أن يتوج الإجتماع في يومه الأخير بإعتماد ملخص الإستنتاجات للإجتماع السنوي التاسع لنقاط الإرتكاز. ويشارك في أشغال الإجتماع مختصون من المركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب و لجنة مصالح الإستعلام والأمن الإفريقية و المجموعات الإقتصادية الإقليمية في إفريقيا فضلا عن أعضاء من التمثيليات الدبلوماسية المعتمدة بالجزائر و مختصين في مجال مكافحة الإرهاب لتقديم عروض حول مختلف المواضيع المتعلقة بهذه الآفة وتقديم توصيات من أجل مكافحتها بشكل أفضل. يشار إلى أن "نقاط الإرتكاز" الوطنية و الجهوية هي آلية لتنسيق الجهود بين البلدان الإفريقية من أجل مواجهة الإرهاب من خلال إصدار توصيات أو دراسات أواقتراحات ذات صلة بالظاهرة الإرهابية بإعتبارها (نقاط الإرتكاز) القنوات الرسمية التي تربط المركز الإفريقي للدراسات و البحث حول الإرهاب (كاييرت) مع حكومات الدول الإفريقية و الآليات الأمنية الإقليمية و القارية المعنية بمكافحة الإرهاب.