بقلم: جمال نصرالله* عندما تطرح سؤالا على أي مواطن جزائري (أين ترى مكمن الخلل في بلدك..وأي نوع من الإصلاح تريده؟! هل هو إصلاح اجتماعي اقتصادي ثقافي أم سياسي وديني) وأكيد أن الغالبية العظمى من الناس لا تحفظ سوى مقولة(العصا مِعوجّة من فوق) اي أنهم يريدون إصلاحا سياسيا صرفا.ويروا فيمن يحكمونهم على مدار عقود هم المتسببين الرئيسيين في مآسيهم...واللغط هنا هو أن الإصلاح السياسي لم يكن في يوم من الأيام إلا أحد المكملات (وهذا على وزن مكمل غذائي) لأن أصل الداء في هذا الوطن هو نمطية وتركيبة الإنسان الجزائري نفسه...ماهي العوامل التي أثرت فيه..كيف درس..كيف تربى وتكوّن وأين.وهذا الطرح يفيدنا في تبيان أن جوهر المشكلة في الآليات التعليمية والتكوينية التلقينية التي أفرزت لنا هذا المدير أوالمسؤول أو المكلف أو المعلم والأستاذ.وحتى الحارس والأمين والقابض. في ألمانيا مثلا أو ماليزيا أو الهند واليابان عندما رسموا منهجية جادة وهذا بعد تخلصهم النهائي من كل أنواع الإستطان.للنهوض ببلدانهم.توجهوا مباشرة للتعليم.فاقتطعوا مبالغ ضخمة وضخوا بها في هذا القطاع الحساس الذي يعني الإستثمار في العنصر البشري أولا وليس في الإسمنت والقرميد والبطاطا؟! وهو عكس ما نجده في أغلب بلداننا العربية والجزائر واحدة منها.حيث ظل التعليم بمختلف مراحله يعاني حتى لا نقول مشردا تائها وكأن به معاقا يتحرك منفوق عربة؟! بدءا من البرامج التعليمية وصولا إلى عمليات مواكبة العصرنة وأحدث التقنيات الخاص بالتأطير والتكوين والتلقين والتحصيل المعرفي. وإلى عهد قريب تداولت على مسامعنا كل أنواع الإصلاحات.من الإصلاح المالي والجبائي إلى الإقتصادي وحتى السياسي والذي خص كما هومعلوم بروز بنود ومراسيم جديدة جاءت على أنقاض أخرى تناولتها عدة نقاشات معترضة.لكن ريثما يحين دور الإصلاح التربوي حتى تقوم القائمة وتهتز الأهازيج من كل حدب وصوب ويكثر لغو الصيف والشتاء.وفي النهاية لا نعثر أو نلتمس إلا على جزئيات من فُتات... أي تغيير بعض النصوص المقررة داخل الكتب. في المقابل هناك فئة عريضة من مثقفي النخبة يطالبون منذ عقود بضرورة الإصلاح السياسي والذي مفاده أن المنظومة التي تحكم البلاد وجب تغييرها.لأنه حينما يتم هذا التطبيق آليا يحدث تغييرا في الرموز التي يمثلها ومازال المشهد السياسي الراهن. وعلى النقيض من ذلك ترى بعض الأطراف أن هذه النخب لا تنادي بذلك إلى لحاجة في نفس يعقوب أي أنها ترى نفسها مؤهلة لتبوأ المسؤوليات مزاحمين من سبقوهم لذلك؟! وكما أشرنا آنفا فإن كثير من الباحثين والمفكرين يروا بأن أصل الداء في المنبع الذي يشبّهونه بمنبع تدفق الماء الجاري.مشيرين إلى المدرسة.فعندما يتم تقويم التعليم وإصلاحه رأسا على عقب وبمختلف أطواره ومراحله ساعتها يمكنها أن نصل إلى صناعة مجتمع متماسك بمقدوره أن ينتج لنا مسؤولين نزهاء وأكفاء وأصحاب رؤى استشرافية.لا لشيءسوى أننا حزنا على الأرضية الخصبة وهي مجتمع مشبعُ بروح الديمقراطية والتداول على المناصب.واختيار الكفاءات المناسبة ووضعها في أماكن مناسبة.ومن هنا تستقيم الأمور ويفلح الإصلاح