لم تخفت في لبنان عاصفة التعليقات على مقابلة الفنان زياد الرحباني، وما ذكره عن إعجاب والدته المطربة فيروز بالأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، إذ تساءل البعض ما إذا كان الأخير يكن لها الشعور نفسه، وذلك عبر تداول تسجيل قديم له يفتي فيه بحرمة الاستماع لكل الأغاني، حتى الوطنية منها، إذا كانت تتطابق مع أغاني "أهل الفسق." ففي التسجيل الذي عرضه ناشطون على موقع "يوتيوب" يبدو نصرالله خلال مرحلة شبابه وهو يرد على سؤال أمام جمهور من المستمعين قائلا: "لما الاستماع إلى الأغاني حرام؟ لأن الأغاني هي جزء من حالة تمييع الأمة، الله مخطط لمجتمع غير مائع، هؤلاء الذين يستمعون إلى الديسكو وجون ترافولتا ترونهم قد باتوا بعد فترة مائعا بتسريحة شعره وطريقة سيره وملابسه وطريقة حديثه ولذلك حرّم الله الغناء من أجل أن يحفظ شخصية متزنة للإنسان." ويضيف نصرالله: "هناك نوع من الأناشيد الثورية هي حلال لأنها لا تميّع الإنسان، ولكن حتى هذه الأناشيد على نوعين، فهناك مثلا الشيخ إمام، أحضروه وقام بالغناء للمقاومة في الجنوب على العود، فما الفرق بين هذه الأغنية وأي أغنية ثانية؟ كل الفرق أنه عوض الحديث مع الحبيب يتحدث مع الجنوب، لكن من حيث الصياغة والأسلوب والروحية فهي واحدة، وهذا حرام." ويتابع الأمين العام لحزب الله: "على هذا الأساس ما هو متداول من الأناشيد ينطبق عليه قاعدة واحدة، لو أن لدينا أغنية أو نشيد فيه الله ومحمد وإسلام وجنوب ولكن وجدناها كالمتداول عند أهل الفسق والفجور وتوجب الطرب، فهي حرام، فأي أغنية، بصرف النظر عن مضمونها الفكري والثقافي والسياسي فهي حرام إذا كانت توجب الطلب وكانت روحها وأسلوبها متعارفا عند أهل الفسق والفجور فهي حرام." وإلى جانب التسجيل، تنبه متابعون لخطاب نصرالله الأخير أنه تطرق إلى ردود الفعل على ما صرح به الرحباني دون أن يذكر اسم فيروز بشكل مباشر قائلا: "واحد يختلف معك بالسياسة، هو سياسي، مفكر مثقف، فنان، أي شيء، ويحظى باحترام واسع؛ ربما قناعته تختلف عن قناعتك في الموضوع السياسي. يختلف معك، لكن بالعاطفة الشخصية ربما يحبك. الآن 'في ناس يحبون ناس' يختلفون معهم بالسياسة. مرة يحبه بسبب شخصيته، سلوكه، تضحياته، الخ، لكن نحن وصلنا إلى محل في البلد، إذا واحد قال أنا أحب فلاناً تخرب الدنيا. أين الحياديون في لبنان؟"