المهاجمة الالكترونية من أبرزها مخاطر الأنترنت تتربص بالأطفال * نحو إطلاق دليل لحماية الأطفال في الجزائر تموج شبكة الأنترنت بالكثير من المواقع التي تُشكل خطورة على الأطفال مثل المواقع الإباحية أو مشاهد العنف أو ما يُعرف باسم المهاجمة الإلكترونية. وتوجد باقة متنوعة من برامج الفلاتر التي توفر حماية للأطفال أثناء تصفح الأنترنت بالإضافة إلى وظائف حماية الأطفال في أنظمة التشغيل. غير أن هذه الوسائل التقنية لا توفر حماية مطلقة للأطفال. لذا ينصح الخبراء الآباء بمرافقة أطفالهم في أولى خطواتهم في عالم الأنترنت. نسيمة خباجة حماية الأطفال من مخاطر الأنترنت مسؤولية مشتركة يتولاها المجتمع بمشاركة الاسرة كركيزة اساسية وهناك مجموعة من برامج الحماية تُسمى ببرامج الفلاتر تقوم على فكرة القوائم البيضاء والقوائم السوداء . وأوضحت كيميل أن برامج القائمة البيضاء تسمح بالوصول إلى المواقع الإلكترونية التي قام الخبراء بتصنيفها على أنها مناسبة للأطفال في حين يتم حظر الوصول إلى جميع مواقع الويب الأخرى وبالتالي يتحرك الطفل في نطام محمي. وغالباً ما يتمكن الآباء من توسيع القائمة البيضاء من خلال إتاحة الوصول إلى بعض الصفحات الإلكترونية المختارة مثل المواقع الإخبارية وتقول كيميل خبيرة في التربية أنظمة القائمة البيضاء تناسب الأطفال حتى عمر 10 سنوات أما مع الأطفال الأكبر سناً فإن الموضوع محل جدل ومناقشة لأنهم يضطرون إلى الحصول على إذن مع كل صفحة يرغبون في زيارتها . القائمة السوداء لحظر المواقع المشبوهة إن أنظمة القائمة السوداء تعتبر هي الأكثر ملاءمة للأطفال الأكبر سناً حيث يمكنهم بشكل أساسي استدعاء جميع المواقع الإلكترونية باستثناء الصفحات التي تشتمل على محتويات إباحية أو مشاهد عنف ويتم حظر الوصول إلى مثل هذه المواقع. ويقول أخصائي الكمبيوتر أكسيل كوسيل نظراً لكثرة المواقع الإلكترونية فإن أنظمة الفلاتر هذه لا توفر حماية مطلقة للأطفال. علاوة على أنه يتم إضافة مئات الصفحات الإلكترونية الجديدة كل يوم . وهنا يتعين على الآباء التشاور مع الأبناء بشأن ضرورة مراقبة سجل مواقع الأنترنت التي يتم زيارتها. وغالباً ما تجمع برامج أمان الأطفال ما بين نظامي الفلاتر أو أنها تتيح إمكانية التحويل من القائمة البيضاء إلى القائمة السوداء أو العكس. بالإضافة إلى أنها تعمل في أغلب الأحيان عن طريق أنظمة الحظر الأوتوماتيكية التي تقوم بحظر المواقع الإلكترونية التي تشتمل على الكلمات الممنوعة التي تشير إلى المحتويات غير المناسبة لكنها لا توجد في القائمة. فلاتر خادعة تعتبر الفلاتر من الوسائل الجيدة جداً لكنها قد تقوم بحجب بعض المواقع الإلكترونية التي تكون مناسبة جداً للأطفال ويؤكد الخبراء أنه لا يوجد برنامج حالياً يوفر حماية مطلقة للأطفال زتوجد طرق لخداع أي فلتر. وحتى لا يتمكن الأطفال من إيقاف النظام بسهولة ينبغي تأمينه بواسطة كلمة مرور. وتنصح كيميل يُفضل بشكل عام إنشاء حساب مستخدم خاص لكل طفل على جهاز الكمبيوتر حتى لا يتوافر للأطفال حقوق مدير النظام بالتالي يتمكن من تغيير إعدادات جهاز الكمبيوتر . وأوضح الخبير الألماني كوسيل أن الشباب الأكثر خبرة في تصفح الأنترنت يمكنهم من الناحية النظرية تشغيل جهاز الكمبيوتر بواسطة نظام تشغيل خارجي مخزن على وحدة تخزين USB أو أسطوانة DV وبالتالي يتم تجنب وظيفة الفلتر. ولكن الآباء يمكنهم منع هذه الحيلة في نظام إدارة مكونات جهاز الكمبيوتر نظام الإدخال والإخراج الأساسي وللقيام بذلك يجب تغيير ترتيب الإقلاع بحيث يصبح القرص الصلب الداخلي في المرتبة الأولى. بالإضافة إلى ضرورة تحديد كلمة مرور لمنع وصول الأبناء إلى إعدادات نظام إدارة مكونات جهاز الكمبيوتر BIOS أو UEFI. ويتمكن المستخدم من الوصول إلى القائمة التي تتيح له القيام بذلك عن طريق الاحتفاظ بالزر F2 أو الزر Delete مضغوطاً بعد بدء التشغيل. الرقابة الاسرية ضرورية أشارت بريغيت كيميل إلى أن فلاتر حماية الأطفال لا يمكنها فعل أي شيء حيال محادثات الدردشة أو رسائل البريد الإلكتروني التي تشتمل على محتويات غير مناسبة للأطفال أو قد تُشكل خطورة عليهم. كما تتوافر في الوقت الحالي تطبيقات فلاتر مُخصصة للهواتف الذكية والحواسب اللوحية. ولكن الخبير الألماني كوسيل أوضح برامج حماية الأطفال على الأجهزة الجوالة لاتزال في مراحلها الأولى مشدداً على ضرورة مرافقة الآباء لأبنائهم أثناء تصفح الأنترنت خصوصاً عن طريق الأجهزة الجوالة. وبشكل عام ينبغي على الآباء عدم الاعتماد فقط على برامج حماية الأطفال وتقول كريستين لانغير من مبادرة راقب ما يفعله طفلك بالميديا بالعاصمة الألمانية برلين يمكن لبرامج الفلاتر أن تساعد الآباء من الناحية التقنية إلا أن التربية عن طريق الميديا لا يمكنها أن تحل محل دور الآباء على الإطلاق . ولذلك من الأمور المهمة مرافقة الآباء لأطفالهم أثناء تصفح الأنترنت لتوضيح العلاقات بين الموضوعات وتحذيرهم من المخاطر ومساعدتهم على حل المشكلات التي قد تظهر. وأشارت الخبيرة الألمانية إلى أن الأعداد الهائلة لمواقع الأطفال على الأنترنت يمكن أن تثقل كاهل الطفل بسهولة لذلك ينبغي على الآباء تحديد الصفحات الجيدة بمشاركة أطفالهم وبعد ذلك يمكن زيادة هذه المواقع تدريجياً أو إنشاء قائمة سوداء للمواقع غير المناسبة أو تحديد فترة زمنية معينة لتصفح الأنترنت ترقب اطلاق دليل لحماية الأطفال في الجزائر سيتم إطلاق قريب لدليل لفائدة الأولياء والمربين حول حماية الأطفال من مخاطر الأنترنت.و أوضح وزير البريد والمواصلات على هامش حفل إعلان نتائج مسابقة كتابة الرسائل الخاصة بالأطفال والتي نظمت بالجزائر العاصمة قائلا أن الدليل الذي أعدته الوزارة سيطلق عبر الأنترنت وهو موجه للآباء بغية تحسيسهم حول مخاطر استعمال الأنترنت من طرف أبنائهم وحتى يتعودوا على اللغة التي يستعملها الأبناء في الشبكة العنكبوتية . و أضاف بومزار في ذات السياق أن الدليل يسلط الضوء على هشاشة الأطفال والمخاطر التي تحيط بهم في عالم الأنترنت إضافة إلى الإطار القانوني الجزائري المنظم لحماية الأطفال عموما وفي شبكة الأنترنت على وجه الخصوص . من جهته أشار المدير العام لمجتمع المعلومات بوزارة البريد والمواصلات السيد مولود لحام إلى ان هذا الدليل تم إعداده بعد تفكير مطول واستنادا إلى تجارب لأطفال جزائريين مضيفا انه يصف سلوك الطفل في عالم الأنترنت ويوضح الهشاشة والمخاطر التي يتعرض لها مع الأخذ بعين الاعتبار مختلف الفئات العمرية كما يتطرق الدليل حسب لحام إلى اللغة التي يستعملها الأطفال للتواصل فيما بينهم عبر الشبكة وهي غالبا ما تكون كلمات مختصرة تمت الإشارة إليها دون أي تحفظ أو عوائق إيديولوجية يجب على الأولياء معرفتها حتى يبقوا مواكبين لكل جديد في هذا المجال وهو ما من شانه تعزيز قدرتهم على مواجهة الأخطار التي تحيط بأبنائهم في الأنترنت والوقاية منها وأضاف السيد لحام ان الدليل يتضمن أيضا جملة من الإرشادات والاقتراحات والسلوكات الواجب انتهاجها من طرف الآباء عند اكتشافهم لخطر محدق بالطفل في الأنترنت . و سيتم نشر الدليل عبر الموقع الالكتروني لوزارة البريد والمواصلات ووزارة التربية الوطنية وهيئات أخرى معنية بالطفولة مثل الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة.