راح ضحيتها أزيد من 1600 شهيد مستغانم تسترجع ذكرى محرقة أولاد رياح تحت شعار حتى لا ننسى جرائم الاستعمار أحيت فعاليات المجتمع المدني الذكرى ال175 لمحرقة أولاد رياح التي كانت قد اقترفتها فرنسا الاستعمارية في حق ساكنة منطقة أولاد رياح ببلدية النقمارية التابعة إقليميا لدائرة عشعاشة بجبال الظهرة بأقصى شرق ولاية مستغانم الذكرى التاريخية 175 المتعلقة بأبشع جريمة ارتكبتها القوات الفرنسية الغازية لبلادنا في مراحلها الأولى حيث وقع ضحيتها أزيد من 1600 شهيد من الشيوخ النساء والأطفال ممن احتموا بالمغارة للاختباء والاختفاء عن أنظار مجرمي الحرب الفرنسيين حيث أمر قائد القوات الجنرال بيجو وتنفيذا من قبل الكولونيل بيليسيي بارتكاب الجريمة التي تبقى وصمة عار في جبين فرنسا. ليلة19 من شهر جوان عام 1845 والتي تعد حسب المؤرخين من أفضع الجرائم المرتكبة في حق الإنسانية التي لا يجب أن تنسى بل على الجميع التأريخ لها وإحيائها وإبراز تفاصيلها لتظل الأجيال المستقبلية حاملة لتلك الصفحة السوداء من مخلفات الاستعمار الفرنسي ببلدنا طوال 132 سنة من الاحتلال. كما تجدر الإشارة إلى أن آثار تلك المحرقة لا تزال شاهدة إلى حد اليوم حيث تبرز مظاهر السواد على سقف وجدران مغارة قبيلة أولاد رياح كما هو حال البقايا من العظام والجماجم المتفحمة. علما أن الجريمة المرتكبة قد جاءت في غمار المقاومة الشعبية التي كان يقودها أهل المنطقة معبرين في ذلك عن رفضهم للغزو والاحتلال الفرنسي وحين اشتداد المعارك حسب المؤرخين فان العجزة من النساء والرجال والأطفال لجئوا إلى تلك المغارة للاختباء والاختفاء عن أنظار العساكر الفرنسيين حينها أمر السفاح بيليسي وهو احد قادة الغزو الفرنسي للجزائر جنوده بجمع كميات كبيرة من الحطب والتبن وضعت عند منافذ المغارة مع صد مدخلها ثم تفريغ كميات من مادة الكبريت السريعة الالتهاب لتضرم النيران بها حيث تحول المشهد المريب إلى محرقة مروعة بنشوب حريق مهول أتى على الأخضر واليابس لتتفحم أجساد العشرات من الشهداء بما قارب الألفين حسب المصادر التاريخية حيث لا تزال إلى اليوم بقايا الجماجم والعظام المحترقة بذات المغارة التي تظل معلم يوثق لجرائم اعتي الإمبراطوريات الاستعمارية في العالم وأبشعا. جمعيات المجتمع المدني أحيت المناسبة بزيارة الموقع للترحم على الشهداء واستذكار المحرقة المروعة التي تظل شاهدة عن مجازر فرنسا التي عليها أن تعتذر وأن تعوض العائلات والقبائل والعروش التي إبادتها عن بكرة أبيها على شاكلة قبائل أولاد رياح والصبايحية من خلال جرائمها التي لا تغتفر والمصنفة ضمن خانة جرائم الحرب وعلى غرار عشرات الجرائم المماثلة لها عبر ربوع الوطن.