في الوقت الذي ترتفع فيه درجات الحرارة الى مستويات قياسية، يزداد طلب المواطنين على المياه الباردة، والمشروبات والعصائر، لاسيما ان صادف تواجدهم خارج المنازل فترات طويلة، ونظرا لان الجسم البشير يحتاج الى كميات معتبرة من السوائل في الأيام التي تشهد ارتفاعا في درجات الحرارة، وخلال فصل الصيف عموما، غير انه ومع كل ما سبق، يصطدم كثير من المواطنين، بانعدام هذه المشروبات الباردة، على اختلافها، سواء كانت مياه معدنية او عصائر ومشروبات غازية، على مستوى بعض المحلات، رغم الطلب الكبير عليها، الامر الذي يؤثر سلبيا على يوميات المواطنين، وعلى صحتهم أيضا. يحتم بعض الباعة وأصحاب المحلات على المواطنين، اقتناء مياه او مشروبات ساخنة، لا ترقى الى مستوى متطلباتهم في مثل هذه الأجواء الحارة، ويمكن فهم الأمر ان كان هؤلاء، لا يغادرون منازلهم، او يقتنونها لاستهلاكها فيما بعد، بعد ان يكونوا قد وضعوها في ثلاجاتهم، لاستهلاكها لاحقا، لكن ما لا يمكن فهمه، هو سبب إقدام بعض أصحاب المحلات على عرض مشروبات متنوعة، دون ان تكون باردة. بعض المواطنين يقولون أن الأمر غير أخلاقي بالمرة، خاصة اذا ما تعلق ببعض العجزة أو الصغار او السيدات الحوامل، وغيرهم من الفئات الاجتماعية، وحتى بالنسبة للأشخاص العاديين ممن يتحتم عليهم استهلاك مشروبات باردة، في هذه الأيام الحارة جدا، علهم يستطيعون من خلالها، الحصول على قليل من البرودة والانتعاش التي تمكنهم من الاستمرار في المشي، و التواجد في مختلف الشوارع والطرقات لوقت أطول، وقضاء مختلف مصالحهم، حيث أن استهلاك المياه الساخنة، يشعرهم بمزيد من التعب والإرهاق، وكثير منها لا يمكن استساغته بالمرة. أما للباعة فوجهة نظر أخرى، تتعلق أساسا، بخوفهم من استهلاك كميات مضاعفة من التيار الكهربائي، نظرا للطب المتواصل على هذه المشروبات الباردة من جهة، وهو ما من شانه أن يكلفهم مبالغ مالية باهظة للغاية خلال فترة الصيف، نظرا للاستعمال الكبير للبرادات، التي يتم تخصيصها في العادة للمثلجات ومشتقات الحليب والاجبان وغيرها من المواد التي تتطلب حفظا في مكان بارد، إضافة إلى أن عرض المياه باردة، يتطلب تخصيص برادات منفردة لها فقط، ولذلك فان بعضهم يقوم بوضع كميات قليلة جدا، في البراد المتواجد لديه، إلى جانب العصائر و المشروبات الغازية الأخرى، رغم أن ذلك لا يغطي الطلبات المتزايدة للمواطن. وإلى جانب الاستهلاك المفرط للكهرباء نتيجة لذلك، فان بعضا منهم أيضا يخشى على أجهزة التبريد لديه من التف، نظرا للتشغيل الذي يكون مستمرا على مدار فترة طويلة، وهو ما قد يضعهم أمام احتمالات خسارة هم في غنى عنها. وبين هذا وذاك يبقى المواطن هو من يدفع الثمن في كل الأحوال، فيما يلجا كثيرون إلى حمل المياه الباردة و المثلجة معهم من منازلهم، علها تفيدهم في تحمل الأجواء الساخنة التي تميز هذا الشهر في الجزائر.