لا زال عمال مؤسسة (العامة للامتيازات الفلاحية) في إضراب متواصل منذ نحو شهرين تقريبا، احتجاجا على الوضعية التي آلت إليها مؤسستهم، وتأخر أجورهم منذ نحو أربعة أشهر كاملة، فيما يبقى المشكل الأساسي الذي يشتكي منه أكثر من 377 عامل موزعين عبر 10 مديريات جهوية، للمؤسسة الواقعة مقرها العام ببلدية بئر توتة بالعاصمة، هو عدم وجود مستقبل واضح للمؤسسة التي يشتغلون بها منذ عدة سنوات، بعد أن تقرر حلها، وإيقاف نشاطها، ثم قرار إعادة بعثها من جديد، مع وجود قرار آخر يتعلق بتحويل العمال، إلى مؤسسة جديدة تحت اسم (المؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية)، فيما تتقاذف كل هذه القرارات عمال المؤسسة هنا وهناك، المطالبين بالتسوية الفورية والجدية لوضعيتهم المعلقة بالمؤسسة، وصرف أجورهم المتأخرة، وغيرها من المطالب· وفي حديثه ل(أخبار اليوم) صرح السيد (محمد بوناب) منسق مندوبية العمال بالمؤسسة المذكورة، أن المشاكل بدأت منذ سنة 2008، بعدما تقرر حل المؤسسة، فيما اتخذت الوزارة المعنية ممثلة بوزارة الفلاحة قرارا بإدماجها في المؤسسة الجديدة، التي تحمل اسم (المؤسسة الجزائرية للهندسة الريفية)، غير أن القرارات المتخذة من مجلس الإدارة جاءت معاكسة تماما لقرارات الجمعية العامة، حيث نصت على تحويل العمال والعتاد وتجميد كافة التعهدات والمعاملات التي كانت تقوم بها المؤسسة، وهو ما تسبب في فقدها دخل مالي، وجعلها غير مخولة لإنجاز أية مشاريع مهما كانت، وكل ذلك - حسب نفس المتحدث- دون الرجوع إلى الشريك الاجتماعي، ودون الحوار مع العمال، وهو ما اعتبره المتحدث مخالفا للإجراءات القانونية السارية· ونفى نفس المتحدث أن يكون للإضراب تأثير على سير المؤسسة، لأن المؤسسة لم تكن في حالة نشاط أصلا، وكل أعمالها وتعاملاتها مجمدة فيما يبقى مطلبهم الأساسي هو تطبيق القرار الصادر والقاضي بإعادة بعث نشاط الشركة من جديد، أو الجلوس والتفاوض مع العمال والموظفين من مهندسين وإطارات وغيرهم، في حال ما تقرر تحويلهم إلى المؤسسة الجديدة، انطلاقا من قاعدة تشاور مبنية على احترام حقوق العمال كاملة، وعلى رأسها تسوية وضعيتهم المهنية وصرف رواتبهم المتأخرة، وتطبيق الزيادة في الأجور التي مسّت عددا كبيرا من القطاعات· وكان العمال قد قدموا بلاغات حول أجورهم المتأخرة لدى مفتشية العمل، فيما يقولون أنهم لن يترددوا في اللجوء إلى العدالة لأخذ حقوقهم في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، لا سيما وأن أغلبهم أرباب عائلات، ومسؤولون عن أسر بأكملها، وليس لديهم أي مصدر للدخل منذ أربعة أشهر كاملة، فيما نحن على أبواب العطلة الصيفية وشهر رمضان الكريم والدخول الاجتماعي المقبل، وكلها مناسبات تخلق رعبا كبيرا للعمال الذين لا يدركون كيفية استقبالها ومواجهتها وهم لم يستلموا أجورهم، ولا يدركون حتى مستقبلهم المهني بالمؤسسة التي يشتغلون فيها منذ سنوات طويلة·