المسجد الأعظم يُدشّن رسمياً يوم 1 نوفمبر للدين.. والتاريخ* * هيئة علمية وشركة كبرى لتسيير جامع الجزائر *سفيان عبد الجليل* يبدو واضحاً أن اختيار يوم الفاتح نوفمبر 2020 موعدا لتدشين جامع الجزائر أو مسجد الجزائر الأعظم ليس اختيارا اعتباطيا فألأامر يتعلق بمعلم ديني سامق ومفخرة للجزائر وبذلك فإن هذا الموعد يجمع رمزية الدين ممثلة في هذا الصرح التعبدي العملاق ورمزية التاريخ ممثلة في اليوم الذي اندلعت فيه ثورة الجزائر المجيدة في وجه الإرهاب الصليبي الفرنسي الذي أراد مسخ هوية الجزائر بعد اغتصاب أرضها.. رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون أعلن يوم الخميس بالجزائر العاصمة أن التدشين الرسمي لجامع الجزائر الأعظم سيكون في أول نوفمبر المقبل المصاف للذكرى ال 66 لاندلاع الثورة التحريرية. وقبل أن ينهي زيارة العمل التي قادته إلى جامع الجزائر الاعظم قدم رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون تعليمات لأعضاء الحكومة بضرورة انشاء هيئة علمية على أعلى مستوى للتكفل بالجانب الديني للمنشأة. وشملت التعليمات ايضا انشاء شركة كبيرة تأخد على عاتقها مسؤولية تسيير وصيانة مختلف مرافق الجامع. وكان السيد تبون قد وقف خلال زيارته عند مختلف محطات الجامع حيث طاف - بعد متابعة شريط توضيحي حول مراحل انجاز هذا المعلم الديني والثقافي والعلمي - بجناح الإمام أين تفقد النظام المضاد للزلازل الذي تم اعتماده في هذا المشروع. كما تفقد السيد تبون قاعة الصلاة حيث أدى ركعتين تحية للمسجد. وخلال ذات الزيارة تفقد رئيس الجمهورية منارة الجامع والمرافق الملحقة بها إلى جانب المركز الثقافي والمكتبة ودار القرآن. كما تفقد رئيس الجمهورية النظام المضاد للزلازل لجامع الجزائر الاعظم. واستمع السيد تبون لشروحات حول النظام المضاد للزلازل الذي يسمح بتقليل نسبة الشعور بالهزات الأرضية بنسبة 70 بالمائة بحيث تمتص الدعائم الموجودة أسفل الجامع الاعظم قوة الهزة الأرضية. ويتمتع هذا النظام الذي اعتمد لحماية هذا الصرح المعماري والثقافي من اي كوارث محتملة بضمان يصل إلى 80 سنة. ويخضع هذا النظام حسب القائمين عليه إلى مراقبة دورية للوقوف عند مدى جاهزيته. وقام رئيس الجمهورية بزيارة عمل وتفقد إلى جامع الجزائر الأعظم بالجزائر العاصمة أين كان في استقباله لدى وصوله إلى هذا الصرح الديني الضخم رئيس المجلس الشعبي الوطني سليمان شنين والوزير الأول عبد العزيز جراد إلى جانب كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية كمال بلجود وكذا المستشار برئاسة الجمهورية عبد الحفيظ علاهم والوزير المستشار الناطق الرسمي لرئاسة الجمهورية محند أوسعيد بلعيد ووزير الشؤون الدينية والأوقاف يوسف بلمهدي ووزير السكن والعمران والمدينة كمال ناصر. كما تضمن الوفد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله بالإضافة إلى والي الجزائر العاصمة يوسف شرفة وسفير جمهورية الصين الشعبية بالجزائر. هيئة علمية على أعلى مستوى وشركة كبرى لتسيير الجامع الأعظم شدّد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون على ضرورة إنشاء هيئة علمية على أعلى مستوى وشركة كبرى لتسيير هذه المنشأة التي سيتم تدشينها مطلع نوفمبر المقبل. وأعطى رئيس الجمهورية تعليمات لوزير الشؤون الدينية بضرورة إنشاء هيئة علمية على أعلى مستوى تتكفل بالجانب العلمي في هذا الصرح داعيا إلى الاستعانة بالمعاهد الكبرى في العالم شرط احترام المرجعية الدينية الوطنية الوسطية وكذا الاستعانة بإسهامات دولية من العالم الاسلامي ماعدا ما يتعارض مع توجهاتنا . كما أسدى الرئيس تبون توجيهات بضرورة التنسيق مع الوزير الأول للتعاقد مع شركة كبرى للتكفل بالصيانة والاعتناء بكل المرافق مستطردا بالقول أن الاعتناء ب ثالث مسجد في العالم بعد الحرمين يتطلب شركة تكون في مستوى الشركةالتي تسير أحد الحرمين . وأوضح أن مهام هذه الشركة التي ينبغي أن يكون في استطاعتها الاعتناء ب30 هكتارا بما فيها من مرافق ستخص الأمن والصيانة والتعليم مع منحها إمكانية المناولة مع شركات ناشئة للقيام بمختلف المهام. وبشأن الشخصية الوطنية التي سترأس هذا الصرح الديني أوصى الرئيس تبون بأن تكون شخصية تتمتع بالكفاءة الدينية والعلمية لأن الأمر يتعلق -كما قال- ب مجمع كبير يتضمن مسجدا ومعهدا ومكتبة ومصلحة لاستغلال وترميم المخطوطات وسيعرف استقطابا كبيرا . وبهذا الصدد أمر رئيس الجمهورية بأن يشمل الصرح العلمي على تكوين ما بعد التدرج بالنسبة للجامعات الجزائرية والدول الإفريقية مع تكوين الأئمة في مستوى عال . أكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم للإشارة فإن هذا الصرح الديني والعلمي والسياحي يمتد على مساحة 30 هكتارا خصص منها 400 ألف متر مربع لاحتواء 12 بناية متواصلة ومتكاملة. ويضم هذا المبنى الضخم المتواجد ببلدية المحمدية بقلب الجزائر قاعة صلاة كبيرة تتربع على مساحة 20.000 متر مربع وتتسع لأكثر من 120 ألف مصل وزينت هذه القاعة بشكل بديع وتحوي على دعائم رخامية مميزة ومحراب كبير تم انجازه من الرخام والجبس المتعدد الألوان ولمسات فنية تعكس الزخرفة الجزائرية الأصيلة. وتم تزيين قاعة الصلاة ومختلف مباني جامع الجزائر بفن الخط العربي على امتداد 6 كلم. ويعتبر جامع الجزائر أكبر مسجد في إفريقيا والثالث في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف في المدينةالمنورة كما يعد قطبا متعدد الوظائف يجمع طابعه المعماري بين العصرنة والبساطة. واعتمد التصميم الهندسي لجامع الجزائر الذي يعتمد على معايير مضادة للزلازل بقدرة امتصاص 70 بالمائة من شدة الزلزال على نمط تقليدي يتميز بحضور قوي للأعمدة مزينة بالرخام الناصع البياض التي تعد ركيزة المبنى. من جهة أخرى يضم المسجد أكبر مئذنة في العالم تفوق 265 متر ودعائم بعمق 60 مترا وتتشكل المئذنة من 43 طابقا خصص 15 منها كفضاء لاحتضان متحف يخص تاريخ الجزائر و10 طوابق كمركز للبحوث بالإضافة إلى محلات تجارية كما تم وضع في القمة منظار ليتمكن زوار الموقع من الاستمتاع بجمال خليج العاصمة. ويحتضن جامع الجزائر كذلك دارا للقرآن بطاقة استيعاب تقدر ب1500 مقعد موجه للطلبة الجزائريين والأجانب ما بعد التدرج في العلوم الاسلامية والعلوم الانسانية وتضم المدرسة قاعات لإلقاء الدروس وقاعة متعددة الوسائط وقاعة للمحاضرات وكذا إقامة داخلية. كما يتضمن الجامع بنايات أخرى على غرار مركز ثقافي يحتوى بهوا للعرض ومكتبة تستوعب 1 مليون كتاب. ويحتوي الجامع على فضاء مخصص لنزول المروحيات وحظيرة للسيارات تتسع ل4.000 سيارة مبنية على طابقين اثنين في الطابق السفلي لساحة كبيرة تحيط بها عدة حدائق وأحواض.