كشف تقرير جديد للجنة العلاقات الإسلامية الأمريكية "كير" أن ظاهرة "الإسلامافوبيا"، أو التمييز ضد المسلمين بناء على دينهم، تسجل ارتفاعاً داخل الولاياتالمتحدة، لكن استطلاعات لمؤسسات أخرى تقول إنه لا تغيير في نظرة الأمريكيين تجاه الإسلام. وأشار تقرير مؤسسة "كير" المعنون "نفس الكراهية.. بهدف مختلف"، والذي أُجري بالتعاون مع جامعة بيركلي في كاليفورنيا، إلى حالات التمييز التي تعرض لها المسلمون الأمريكيون أخيراً، وكذلك الجدل الذي دار حول بناء مسجد قرب موقع أحداث الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك، كما تعرض للقوانين "المضادة للشريعة" في 20 ولاية، والتي طرحت باستطلاعات الرأي التي أظهرت أن حوالي ثلث الأمريكيين يقولون إنهم يعارضون ترشيح مسلم للرئاسة. ويقول كوري سايلور، مدير الشؤون التشريعية في مؤسسة "كير": "لقد قربنا لمرحلة تصبح فيها الاسلامافوبيا ظاهرة مقبولة، لكن المشجع لغاية الآن هو أن المبادئ الأمريكية تدخلت في هذا الحالات ووضعت حداً لها". ويضيف أن "انتخاب أوباما، في مفارقة، كان له أثر سلبي أدى إلى زيادة الغضب الشعبي المتعلق بالإصلاح الصحي وغيره. وأدى هذا الغضب إلى ظهور الكثير من الجماعات التي تؤمن بتمييز البيض وكراهية الأجناس الأخرى، الأمر الذي انعكس سلباً على المسلمين". وأكد القائمون على البحث أن التحدث علناً وفي مناظرة بين مرشحين جمهوريين للرئاسة عن رفض البعض لتعيين مسلم في إداراتهم المستقبلية هو أمرٌ مقلق. لكن كارول دوريتي، الباحث في معهد "بيو"، الذي يجري استطلاعات بين الأمريكيين، يقول إنه على الرغم من أن الرأي العام الأمريكي تجاه الإسلام ليس إيجابياً، إلا أنه لم يتغير منذ منتصف العقد الماضي. ويتابع: "أظهرت الاستطلاعات رفضاً لبناء مسجد قرب موقع الأبراج، لكن ليس هناك أي عوامل أو أرقام تشير إلى أن هذا الرفض أثر على آراء الأمريكيين عن الإسلام بشكل عام، فقد كان الجدل مقتصراً على موقع معين". وأوضح استطلاع لمعهد "بيو" أن أكثر من 60 بالمئة من الأمريكيين يؤمنون أن من حق المسلمين بناء مساجد أينما أرادوا في الولاياتالمتحدة وبناء على نفس المعايير التي تطبق على أتباع الديانات الأخرى. وجاء الاختلاف الأكبر بين الأمريكيين حول نظرتهم تجاه الإسلام تبعاً لانتمائهم السياسي، حيث قال 66 بالمئة من المحافظين إن "الإسلام يشجع على العنف أكثر من الديانات الأخرى؟"، بينما أكد 61 في المئة من الديمقراطيين أنه "لا يشجع على العنف أكثر من أي دين آخر".