قال صناع فيلم موزلم الأمريكي الجديد، إن الفيلم يرصد أجواء التمييز التي يعاني منها المسلمون السود في الولاياتالمتحدةالأمريكية، معتبرين أنهم استفادوا من الجدل الذي أثارة بناء مسجد قرطبة قرب موقوع هجمات 11 من سبتمبر في لفت الأنظار للفيلم. وتم عرض الفيلم في ولاية ميشيغان التي يوجد بها عدد كبير من المسلمين للمرة الأولى في قاعات عرض مكتظة بالمشاهدين في مهرجان إيربان وورلد السينمائي في نيويورك الجمعة الماضية، قبل أن يتم طرحه للعرض التجاري. والفيلم يرصد أيضًا الحياة الأسرية للمسلمين السود في أمريكا، ويسلط الضوء على التحديات التي تواجه المسلمين، مثلما نجح فيلم افعل الصواب لسبايك لي في كشف العنصرية والحقائق القاسية التي تواجه الشبان السود في أمريكا قبل عقدين، ولقي نجاحا منقطع النظير. وقال قاسم بصير -مخرج الفيلم-: "آمل أن يخرج الناس من قاعة العرض، وهم يفكرون أكثر ويحاولون فهم ما نواجهه هنا، مضيفا أن رصد الفيلم لمشكلة التمييز يعكس تجربته الشخصية كأمريكي مسلم. وقال بصير إن عدم تناول السينما للمسلمين الأمريكيين كثيرا، ألهمه إخراج الفيلم. وأضاف "آمل أيضًا أن أقدم للمسلمين الأمريكيين فيلما يعكس صورتهم. أريده أن يكون شيئا يستطيع الجمهور أن ينظر إليه، ويقول (هذا يمثلني). ويجيء الفيلم وسط خلاف حاد بشأن اعتزام إنشاء مركز ثقافي إسلامي يضم مسجد قرطبة في نيويورك بجوار موقع برجي مركز التجارة العالمي، اللذين انهارا في هجمات 11 من سبتمبر 2001. ويقول القائمون على إنشاء المركز -الذي سيكون على مسافة قريبة من موقع مركز التجارة العالمي الذي دمر في هجمات 11 من سبتمبر أيلول وسيضم مسجدا- إنه يهدف إلى مد الجسور. ويقول منتقدون، إن الموقع المقترح لا يراعي ذكرى ضحايا هجمات سبتمبر ويجب تغييره. وقال ستيسي سبايك مؤسس مهرجان (إيربان وورلد): إن الجلبة التي أحاطت بفيلم (موزلم) أفادت من الجدل المثار حول المركز الإسلامي. ويروي الفيلم قصة طالب جامعي يدعى طارق في عام 2001، الذي يلعب دوره إيفان روس. ويحاول طارق الموازنة بين ديانته الإسلامية والحرية التي وجدها في الحرم الجامعي. وتكشف لقطات يعود فيها بالذاكرة إلى طفولته عن سنوات من التعرض لعمليات ترويع في المدرسة، ثم بعد أيام من عامه الأول بالجامعة تغير هجمات 11 من سبتمبر حياة طارق وعائلته. وقال روس -بطل الفيلم-: "يستطيع الناس أن يروا أن هذه العائلة مثلها مثل أية عائلة أخرى.. حين لا تكون لديك دراية بشيء يبدو خطيرا، وهكذا تبدأ الكراهية. وتزايد انعدام الثقة في المسلمين بالولاياتالمتحدة في الأعوام الأخيرة. وأظهر استطلاع للرأي أجراه منتدى بيو للأديان والحياة العامة نشر في أوت الماضي، أن عدد الأمريكيين الذين ينظرون بشكل إيجابي للإسلام يبلغ 30 بالمائة منخفضا عن 41 بالمائة عام 2005. ويقارن روجر جوينفر سميث -الذي يلعب دور والد طارق- بين (موزلم) وفيلم آخر شارك فيه هو (افعل الصواب). واستعرض الفيلم الذي عرض عام 1989 العلاقات بين الأعراق في بروكلين، وعرض قبل أيام من مقتل الشاب الأسود يوسف هوكينز بالرصاص في جزء إيطالي من المنطقة نفسها. وقال سميث (افعل الصواب) لا يزال له تأثير؛ لأن صانع الفيلم لم يتجنب التطرق إلى المشكلات.