طالب علماء الدين أبناء الأمة الإسلامية بإحياء ذكرى الإسراء والمعراج بالصلاة والدعاء، والعمل على نهضة الأمة الإسلامية ولمِّ شملها وتحقيق الأمن للمجتمع الإسلامي الذي تتعرض كثيرٌ من دوله إلى محن وشدائد. كما طالب العلماء بالدفاع عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والتكاتف والتعاون والوقوف يداً واحدة لإنقاذ المسجد الأقصى وحماية الأرض المقدسة ورد الحق لأصحابه. يقول الدكتور أحمد عمر هاشم عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس جامعة الأزهر الأسبق ل"الاتحاد" الإماراتية: تأتي ذكرى الإسراء والمعراج على الأمة الإسلامية هذا العام، وقد مرت بها بعض الأحداث والشدائد التي تذكرنا بالشدائد التي سبقت معجزة الإسراء، حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه يعانون أشد المعاناة من أعداء الإسلام من المشركين الذين تربصوا بهم الدوائر، فجاءت رحلة الإسراء والمعراج تفريجاً للكروب، وشرحاً للصدور، وقرباً من الله علام الغيوب، بعد الشدائد والمعاناة لتثبِّت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطمئنه، وتثبت قلوب المؤمنين الذين اتبعوه وتطمئنهم فيوقنون بأنهم على الحق، وأن دينهم الحق، وأن الله ناصر الحق لا محالة. ويرى أن ما يحدث ببعض دولنا العربية والإسلامية ، يأتي بعده الفرج والتأييد لأن النصر مع الصبر، والفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسراً، مشيراً إلى أن ذكرى الإسراء والمعراج، خالدة العطاء دائمة الدروس والتوجيه، ولا تنتهي دروسها وتوجيهها لأنها وردت في القرآن الكريم الذي يأخذ سمة الخلود والاستمرار. الذكرى العطرة وأضاف: في هذه الذكرى العطرة يجب على الأمة أن تقتدي برسولها صلى الله عليه وسلم حين واجهته الشدائد قبل الإسراء وواجهت أمته فلم يتبرموا ولم ييأسوا بل صبروا وصابروا ورابطوا وأخذوا بالأسباب، ومع الأخذ بالأسباب، كان مستمراً في التضرع إلى الله تعالى: «فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا» وقد أكثر الرسول من التضرع إلى الله عندما واجه الشدائد والأزمات وظل يصعدها أنفاساً طاهرة ضارعة إلى الله تعالى: "اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس يا أرحم الراحمين..." إلى آخر الدعاء المعروف. إصلاح الأمة ويرى المفكر الإسلامي الدكتور محمد عمارة أن إصلاح الأمة الإسلامية هو من أهم دروس الإسراء والمعراج، وتنقية الأمة وتصفيتها ضرورة ليظهر المؤمن الصادق من المنافق، والمحق من المبطل، من أجل أن يتوحد صف الأمة وتجتمع كلمتها، قال الله تعالى: «وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس» فكانت اختباراً وابتلاء ليظهر المحق من المبطل والمخلص من المنافق وكانت دعوة إلى الوحدة فربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى وبين دعوات الرسول والنبيين جميعاً، وقد أفاءت رحلة الإسراء والمعراج دروساً بالغة وكانت معلماً من معالم الإسلام تقوي ركيزة الإيمان والعقيدة في أرض الله وتظهر حقيقة الإيمان في قلوب الناس، فكانت بحق جديرة كلما أشرقت أيامها علينا، أن نستعيد وحدتنا، وأن نناشد أمتنا أفرادا وجماعات، وأمما وشعوبا وحكومات أن يكونوا يدا واحدة كما وجه الإسلام إلى ذلك. الإعجاز الإلهي ويكشف الدكتور محمد عمارة عن جانب من جوانب الإعجاز الإلهي في رحلة الإسراء والمعراج، مشيراً إلى انه تأكيد لمكانة القدس في الدين الإسلامي كعقيدة من عقائد الإسلام، ذلك لأن الرباط الذي صنعه الله سبحانه وتعالى وليس البشر بين الحرم المكي الشريف والحرم القدسي الشريف هو عقيدة من عقائد الإسلام. وهذه العقيدة وهذا الرباط بين القبلة الخاتمة وبين قبلة النبوات والرسالات، هي رمز لوحدة دين الله الواحد من آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا فالمسلمون انطلاقاً من وحدة الدين يؤمنون بكل النبوات والرسالات ويصلون ويسلمون على كل أنبياء الله والمرسلين. وقال إن القدس في العقيدة الإسلامية تمثل عقيدة دينية وليست مجرد أرض يمكن أن تغني عنها أرضٌ أخرى لأنها لها هذا البعد الديني الذي تمثل وتجسد في الفكر الإسلامي وفي الواقع الإسلامي وفي التاريخ الإسلامي وفي الحضارة الإسلامية على مر التاريخ منذ نزل القرآن منذ الإسراء والمعراج إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. الدروس الجليلة وللإسراء والمعراج العديد من الحكم الإلهية العظيمة والدروس الجليلة التي يصفها علماء الدين بالمعجزات التي يجب أن نتدارسها ونقتدي بها، فالإسراء والمعراج يقدم لنا نموذجا جيدا لوحدة الأنبياء جميعا كما يقول الدكتور مبروك عطية الأستاذ بجامعة الأزهر فصلاة النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء جميعاً هي وحدة لهم في دعوتهم فالكل جاء بالتوحيد الخالص من عند الله عز وجل، الأنبياء إخوة ودينهم واحد يقول تعالى: «وما أرسلنا قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون» فصلاة النبي عليه الصلاة والسلام بالأنبياء إماماً لها دلالة على أن النبوة والرسالة قد انقطعت فلا نبوة بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا رسالة «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين». ويوضح الدكتور مبروك عطية أن صلاة النبي بالأنبياء جميعهم ووقوفه أمامهم إماماً إنما هي رسالة لكل من لم يؤمن بمحمد ودعوته، رسالة تقول لكل من لم يصدق نبي الله: كيف بك لا تصدقه وقد صدقه نبيك الذي آمنتَ به بل وصلى خلفه أيضاً؟ فهو خاتم المرسلين وأكرمهم، وجاءت معجزة الإسراء والمعراج معلنة مقام رسولنا صلى الله عليه وسلم ومنزلته عند ربه وأنه الوحيد الذي أطلعه الله على آياته التي لم يرها أحد قبله ولا بعده وأنه الوحيد الذي حظي برؤية رب البرية سبحانه وتعالى، وتتجلى مكانته حيث كان في هذه الليلة إماما للأنبياء والمرسلين تطبيقا للعهد والميثاق الذي أخذه الله على الرسل منذ الأزل إذا جاءهم خاتم الأنبياء والمرسلين. بأن يؤمنوا به وأن ينصروه وأقروا وشهدوا وشهد معهم رب العزة سبحانه على ذلك كما جاء في القرآن الكريم: «وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين» فكانت إمامته للنبيين تطبيقاً لهذا الميثاق، كما كانت إمامته لهم إعلانا لعالمية الإسلام، ورابطة الإيمان التي تجمع جميع الرسل وأتباعهم على الحق. * كان رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون معه يعانون أشد المعاناة من أعداء الإسلام من المشركين الذين تربصوا بهم الدوائر، فجاءت رحلة الإسراء والمعراج تفريجاً للكروب، وشرحاً للصدور، وقرباً من الله علام الغيوب، بعد الشدائد والمعاناة لتثبِّت رسول الله صلى الله عليه وسلم وتطمئنه، وتثبت قلوب المؤمنين الذين اتبعوه وتطمئنهم فيوقنون بأنهم على الحق، وأن دينهم الحق، وأن الله ناصر الحق لا محالة. * إصلاح الأمة الإسلامية هو من أهم دروس الإسراء والمعراج، وتنقية الأمة وتصفيتها ضرورة ليظهر المؤمن الصادق من المنافق، والمحق من المبطل، من أجل أن يتوحد صف الأمة وتجتمع كلمتها، قال الله تعالى: «وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس» فكانت اختباراً وابتلاء ليظهر المحق من المبطل والمخلص من المنافق وكانت دعوة إلى الوحدة فربط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى وبين دعوات الرسول والنبيين جميعاً.