جرائم الحرب لا تنتهي ترهونة.. مدينة المقابر الجماعية أعلنت الهيئة العامة للبحث والتعرف عن المفقودين التابعة للحكومة الليبية الأحد اكتشاف 5 مقابر جماعية بمدينة ترهونة جنوبي العاصمة طرابلس التي تحولت إلى مدينة للموت فحسب مصادر ليبية رسمية ارتكبت مليشيا حفتر وقوات موالية لها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية خلال الفترة من أفريل 2019 حتى جوان 2020 خاصة في مدينة ترهونة وجنوب طرابلس . ق.د/وكالات قال عبد العزيز الجعفري الناطق باسم الهيئة العامة للبحث والتعرف عن المفقودين للأناضول إن فرق البحث تمكنت الأحد من اكتشاف خمسة مقابر جماعية وتم العمل عليها. وأضاف الجعفري أن عدد الجثث التي تم استخرجها من المقابر المكتشفة بلغ 12 وهي تعود لرجال. وأشار الجعفري أن إجمالي الجثامين التي تم انتشالها منذ شهر شهر جوان إلى الأحد بلغ 86 من بينهم أطفال ونساء. ولفت الجعفري إلى أن عمليات البحث لاتزال مستمرة في مدينة ترهونة خاصة في مشروع الرابط لأن أغلب المقابر الجماعية وجدت فيها. والمشروع عبارة عن أرض زراعية كانت تحت سيطرة مليشيا الجنرال الانفلابي خليفة حفتر. وعبر صفحته بفيسبوك قال عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني محمد عماري زايد: على حكومة الوفاق الوطني ومكتب النائب العام زيادة الجهد والعمل في توثيق هذه الجرائم واتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمعاقبة القتلة الجناة إحقاقا للحق حتى يكونوا عبرة لغيرهم . وأعاد اكتشاف المقابر جماعية في ضواحي مدينة ترهونة الليبية (غرب) بعد أكثر من 4 أشهر من تحريرها التساؤل حول حجم المأساة التي خلفها اللواء التاسع (الكانيات) في المدينة. * حفتر يرفض الكشف عن بقية المقابر الجماعية وتورطت مليشيات الانقلابي خليفة حفتر وعلى رأسها مليشيا اللواء التاسع في ارتكاب هذه الجرائم خلال عدوانها على طرابلس ما بين 4 افريل 2019 و5 جوان 2020. واتهم الجيش الليبي حينها مليشيات حفتر بارتكاب جرائم إبادة بشعة في حق عائلات بترهونة وطالب بتحقيق أممي في هذه الجرائم. ووجهت أغلب تهم المقابر الجماعية إلى مليشيا الكانيات لدورها في ارتكاب عدة مجازر خاصة بعد مقتل ثلاثة من قادتها (محسن الكاني وشقيقه عبد العظيم وعبد الوهاب المقري) في سبتمبر 2019 حيث قامت بتصفية عدد من الأسرى المدنيين والعسكريين قدرت الأممالمتحدة عددهم بأكثر من 30. وسعت مليشيا الكانيات عند تأسيسها بتصفية أفراد عائلات بأكملها على غرار عائلة النعاجي للهيمنة على المدينة وإخضاع العائلات الغنية والنافذة فيها. وعقب انسحاب مليشيات حفتر من ترهونة في جوان الماضي عبّرت البعثة الأممية للدعم في ليبيا عن القلق البالغ إزاء تقارير مروعة عن اكتشاف عدد من المقابر الجماعية معظمها في ترهونة مطالبةً بإجراء تحقيق سريع حول عمليات القتل خارج القانون . كما أبدت المحكمة الجنائية الدولية اهتمامها بالقضية وأكدت أن تحقيقاتها ستشمل الأحداث الأخيرة في ليبيا ومنها المقابر الجماعية في مدينة ترهونة . وقالت فاتو بنسودا المدعية العامة للمحكمة في بيان في 22 جوان إن مكتبها تلقى معلومات موثوقة بخصوص 11 مقبرة جماعية مزعومة تحتوي على جثامين رجال ونساء وأطفال . بينما أعلنت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشيليت في اوت الماضي عن تعيين ثلاثة محققين مستقلين لبعثة تقصي الحقائق في ليبيا. لكن لم يصدر لحد الآن تقرير شامل للمحققين الثلاثة عن المقابر الجماعية التي تم اكتشافها في ترهونة وجنوبي طرابلس. وفي وقت سابق طالبت عائلات مفقودين ومخفيين قسريا في وقفة احتجاجية بالكشف عن مصير ذويهم الذين اختطفتهم مليشيات حفتر والذين لا يقل عددهم عن 250 شخصا ومعاقبة المتورطين في هذه الجرائم. ولم تبد مليشيات حفتر أي تعاون مع فرق البحث والتحقيق الليبية أو الأممية للكشف عن بقية المقابر الجماعية سواء في ترهونة أو في الأحياء الجنوبية لطرابلس.