تحولت إلى تجارة رائجة عبر المحلات الكمامات تكتسح عالم الموضة تحولت الكمامات إلى قطعة ضرورية مع انتشار جائحة كورونا والتزمت بارتدائها مختلف الشرائح العمرية والاجتماعية نساء رجال وأطفال وفيما يلتزم الرجال بلبس الكمامات من النوع العادي راحت المنتميات إلى الجنس اللطيف يبدعن ويطورن في أشكالها وألوانها وطريقة تنميقها لتكون أكثر جاذبية فيما اكتفى الأطفال بكمامات ملونة تحمل صور الرسوم المتحركة. نسيمة خباجة بعد أن كان الكل يبتعد عن لبس الكمامة ويراها أنها تغير من الشكل إلا أنها أضحت في زمن وباء فتاك حاضرة بقوة على الوجوه فمن على وجوه الرؤساء والزعماء والشخصيات السياسية إلى مختلف الطبقات الشعبية واتحد العالم في لبس الكمامة بعد أن تحولت إلى شرط للوقاية ونصحت بها منظمة الصحة العالمية كحل متاح في ظل غياب اللقاح التي اجتهدت فيما بعد الدول لإيجاده وهو محل تجارب لتبقى الكمامة حاضرة إلى حين ترقب الجديد فيما يخص لقاحات كورونا. الكمامات تكتسح عالم الموضة بعدا أن كان القناع الواقي أو الكمامة مرفوضة في بادئ الأمر بسبب عدم الاعتياد على ارتدائها من طرف أغلبية الناس فرض وباء كورونا لبسها للاحتماء والوقاية من عدوى الوباء وتنوعت وتعددت أشكالها وألوانها وصارت تكتسح عالم الموضة من بابها الواسع بحيث تخصصت ورشات لخياطة أرقى واجمل الانواع المطلوبة خاصة من طرف الفتيات الباحثات عن الاناقة وصارت ترافق المتحجبات في لباسهن وتنجذب الفتيات إلى ارقى انواعها وصرن ينسقنها مع البستهن من باب الموضة . اقتربن من بعضهن لرصد آرائهن فأجمعن ان ارتداء الكمامة صار ملزما ورافقت الجميع قرابة العام ومن البديهي الخروج عن الروتين وتغيير شكلها ولونها وتنسيقها مع الالبسة. تقول الآنسة فيروز إنها في الاول ومع بداية ظهور الوباء لم تتخيل يوما انها سترتدي الكمامة لكن ومع الخطر وتزايد العدوى وجدت نفسها تستنجد بارتداء الكمامة مثلها مثل الآخرين اثناء الخروج لكنها خرجت قليلا عن الكمامات الطبية العادية ومع توفر أنواع جذابة ومختلفة الألوان صارت تنسق الكمامات حسب ألوان اللباس بعد أن صارت واجبة الحضور . وبالفعل هو ما لاحظناه على مستوى الشوارع ووسائل النقل بحيث تنوعت الكمامات واختلفت ألوانها على وجوه الفتيات وكانت تنناسق اكثر مع ألوان الالبسة فمن المزركشة إلى الحمراء والبنية إلى المنمرة وغيرها بحيث ابت الفتيات الا التنويع فيها والخروج عن تلك الكمامات المألوفة على غرار الطبية منها التي تباع على مستوى الصيدليات. الكمامات تغزو مواقع التواصل ظهرت الكمامات بأشكال مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعى حيث نجدها برسومات كارتونية وزهور وغيرها من الرسومات التي تناسب الفتيات والأولاد والتي تم تداولها للبيع بمواقع التسوق على الإنترنت والتي أشارت إلى إنها مصنوعة من القطن وتساعد على التنفس وقابلة للتنظيف ومريحة عند ارتدائها بالإضافة إلى الكمامات ذات المطبوعات المختلفة لأشخاص كارتونية مثل البقرة والفيل الضاحك ومجموعة من البوم على جذع شجرة وكمامات تحمل صور أرنب يحمل الحديد وغيرها من الأشكال الجذابة والمختلفة عن الشكل التقليدي للكمامة وصارت مواقع التواصل فضاء للبحث عن الكمامة الملائمة فظهرت كمامات عليها رسمة أرنب بالإضافة إلى رسومات كارتونية وكمامة عليها رسمة مجموعة من البوم وكمامة عليها رسم بقرة وكمامة بجلد نمر وتوجد أيضا كمامة مطبوع عليها جلد النمر اللون الذي تفضل ارتداؤه الكثير من النساء ويمكن ارتداؤها مع فستان أو جاكت أو سروال من نفس اللون وتوجد كمامة لونها أصفر مرسوم عليها فم ضاحك والتي تناسب الرجال والنساء والتي تضيف لمسة من البهجة وخفة الظل. يوجد أيضاً كمامة جلدية مصنوعة من اللون البنى ويمكن ارتدائها مع ملابس تتناسب مع لون الكمامة للحصول على إطلالة أنيقة إلى جانب كمامة على شكل برقع ويبدو أن الكمامة أعادت ارتداء البرقع مرة أخرى حيث ظهرت بمواقع التسوق كمامة مزخرفة تبدو شبيهة بالبرقع الذي كانت النساء في فترة الخمسينات والأربعينات من القرن الماضي ترتديه وتوجد أيضاً كمامة لونها أسود مزودة بعلامة شانيل الشهيرة والتي تتناسب مع ألوان الملابس المختلفة. الكمامة بين الرفض والقبول على الرغم من أهمية الكمامة في الوقاية من وباء كورونا الا ان ارتدائها يتراوح ببن الرفض والقبول بحيث راحت العديد من الدول إلى الزام شعوبها بارتداء الكمامات في إطار الإجراءات الاحترازية لتقليص انتشار الوباء من خلال فرض رقابة صارمة وانذارات وحتى فرض غرامات ووصلت الغرامة في الجزائر إلى مليون سنتيم في حال الامتناع عن ارتداء الكمامة لمَ يحمله السلوك من اضرار للآخرين فيما نجد شرائح واسعة تجاوبت مع ارتداء الكمامة للوقاية والحماية. أما عن الأطفال والكمامة فأقرت تعليمات بمنع الكمامة عن الأطفال الأقل من عامين خوفًا من خطر اختناقهم بها لكن من الصعب إقناع الأطفال الأكبر سنًا بضرورة ارتدائها ويميل الأطفال عادة لعصيان الأوامر خاصة في فترة المراهقة لكن هذا ليس السبب الوحيد حين ينظر الكبار لوجه أحد الأشخاص يستطيعون تمييز وجهه والتعرف عليه حتى وإن قام بتغطية جزء منه لكن الأطفال لا يملكون هذه القدرة قبل عامهم الرابع عشر إنما ينظرون لملامح الوجه كل على حدا ويفزع الأطفال عند رؤية الأشخاص يغطون جزءً من وجوههم ويفقدون القدرة على تمييز أصحاب هذه الأوجه فرفض الكمامة طبيعي لدى الأطفال وينصح بإبقائهم في أمان بالمنزل وعدم اصطحابهم للخارج أو فرض الكمامة بالقسوة عليهم. أما عن تزيين الكمامات فذلك يساعد الأطفال على تقبلها وانجذابهم اليها وصار حتى الكبار يميلون لاختيار الكمامات الملونة والمبهجة أو تزيينها بأنفسهم فنحن نتواصل مع بعضنا البعض بالكلمات وتعبيرات الوجه ومن الصعب تمييز تعابير الوجه مع غياب ملامح الفم والخدين وراء الكمامة مما يعيق التواصل الاجتماعي. ومنه نشأت فكرة تزيين الكمامات بالألوان المبهجة لتعويض غياب ابتسامة الفم ودخلت عالم الموضة من بابه الواسع . ونختم بكيفية حث الناس على ارتداء الكمامات فإن كان لديك أقارب أو أصدقاء يرفضون ارتداء الكمامات فإن الصراخ والتعنيف بأهميتها لن يجدي نفعًا وبالامكان حثهم على ارتداء الكمامات بلطف باتباع الخطوات الاتية: - تستمتع بعناية لأسباب رفضهم ارتداء الكمامة من الناحية النفسية هل هو غضب إحباط ذكرى أليمة. - تظهر احترامك لهم وتعاطفك وتذكر بعض الأشخاص قد تعيقهم حالتهم الصحية عن ارتدائها. - تناقشهم حول أهمية الكمامة ومخاطر الإصابة بالعدوى لتبقى الكمامة السلاح الوحيد للوقاية إلى حين توفر اللقاح المضاد للوباء.