نجحت ماليزيا في التوفيق بين هويتها الإسلامية ومواكبة العصر، فأصبحت أحد أكثر الدول الإسلامية تقدما في شتى المجالات. فلم تكد ماليزيا تبهر العالم العام الماضي بإنتاج برنامج "الإمام الشاب"، الذي يشبه العديد من برامج المسابقات الشهيرة لاكتشاف المواهب مثل "أمريكان أيدول" الأمريكي و"اكس فاكتورز" البريطاني, حتى جاءت هذا العام بتجربة جديدة، خاصة بالنساء تحت مسمى "الصالحة"، تهدف لاختيار أفضل داعية إسلامية عبر لجنة من الدعاة والعلماء, بحيث يتم التركيز في المسابقة على الثقافة الدينية للمتسابقة، إلى جانب ما تتمتع من قدرة للتأثير على الآخرين، وما تمتلكه من مهارات خاصة. وبدأ البرنامج الاختبارات في العاصمة كوالالامبور، لانتقاء المتسابقات اللاتي سيشاركن في البرنامج، ممن تتراوح أعمارهن بين 20 و30 عاما. وفي اليوم الأول لاختيار المتسابقات, توافد حشد من المحجبات برفقة أمهاتهن, ومن المقرر أن يبدأ بث البرنامج في أكتوبر القادم على "تلفزيون الحقيقة" في 13 حلقة. وحول الفكرة يقول ذو القرنين مختار, مدير تلفزيون الحقيقة: "إذا كان لدى الولاياتالمتحدة (أمريكان أيدول) لمساعدة المواهب والمتسابقين في الغناء, فإن برنامجنا يهدف لمساعدة المسلمات على أن يصبحن داعيات. كما استطعنا العام الماضي تقديم أفضل إمام شاب مسلم من خلال المسابقة ذاتها". وفي البداية تقوم لجنة الاختبار بامتحان المتسابقات في تلاوة القراءة وتجويده، ثم يطلب منهن ارتجال خطبة أو موعظة دينية مدتها ثلاث دقائق، بعدها تُطرح عليهن بعض الأسئلة المتعلقة بتقديم النفع للآخرين، والتي تشعرهن بمسؤوليتهن تجاه ضحايا الكوارث الطبيعية، وما يجب عليهن من مساعدة, ثم تختار اللجنة عشر متسابقات للاشتراك في برنامج "صالحة". جدير بالذكر أن برنامج "صالحة" يأتي في أعقاب ما حققه برنامج "الإمام الشاب" من نجاح العام الماضي على تلفزيون الحقيقة, والذي يتم عرض موسمه الثاني حاليا, بعد أن حاز على شعبية جارفة في جنوب شرق آسيا، التي يدين فيها أكثر من 240 مليون شخص فيها بالإسلام. ويبدو أن برنامج "صالحة" قد يحقق حلم أمي صوفيا أحمد التي طالما أرادت أن تكون داعية، تقدم النصح والإرشاد وتسوق النفع والخير للناس، وهي ماليزية شابة تبلغ من العمر 25 عاما وقد تعلمت تلاوة القرءان الكريم في مصر وتسعى للمشاركة في البرنامج التلفزيوني الجديد. وقبل إجرائها اختبار المشاركة في البرنامج, أشارت أمي صوفيا أن كثيرا من المسلمين قد يرفضون ظهور النساء في برامج تلفزيونية, مضيفة "بطبيعة الحال, هناك جدل كبير بشأن ما إذا كان من الملائم أن تتنافس النساء في برنامج تلفزيوني وأن يظهرن في وسائل الإعلام, إلا أن وسائل الإعلام قد تكون من أهم الأدوات لنشر الدين, لذا فإني أعتقد أنها فرصة طيبة بالنسبة لي". ولأن الإسلام يسمح للرجل والمرأة بدعوة المجتمع للدين الإسلامي، ووعظهم وإرشادهم, فقد كان من أهداف البرنامج كذلك، حسب ما قاله القائمون عليه في تلفزيون الحقيقة, إنهاء سيطرة الرجال على المجال الدعوي في معظم البلدان المسلمة. وحتى الآن لم يتم الإعلان عن الجوائز التي ستحصل عليها الفائزات في مسابقة برنامج "صالحة", وهل ستكون جوائزها مساوية لما حصل عليه الفائزون في برنامج "الإمام الشاب" العام الماضي, حيث نال الفائز أشرف جائزة وهي رحلة حج مجانية, بالإضافة إلى سيارة وكمبيوتر محمول, والفوز بمنحة دراسية إلى المملكة العربية السعودية وجائزة نقدية تقدر ب 6400 دولار أمريكي. * جدير بالذكر أن برنامج "صالحة" يأتي في أعقاب ما حققه برنامج "الإمام الشاب" من نجاح العام الماضي على تلفزيون الحقيقة, والذي يتم عرض موسمه الثاني حاليا, بعد أن حاز على شعبية جارفة في جنوب شرق آسيا، التي يدين فيها أكثر من 240 مليون شخص فيها بالإسلام.