جدل.. وتسابق حرب اللقاحات تستعر يتزايد الجدل والتساؤل بشأن تنافس الدول الغربية على إمدادات اللقاحات ولا سيما ما تصفها الصحافة البريطانية بأنها حرب لقاحات بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. وتوعدت الحكومة الألمانية المختبرات التي لا تحترم تعهداتها في تسليم اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى الاتحاد الأوروبي بإجراءات قانونية وسط تصاعد التوترات بسبب تأخير من جانب شركة أسترازينيكا (AstraZeneca) البريطانية. وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير في مقابلة مع صحيفة دي فيلت (Die Welt) الألمانية إذا تبين أن هناك شركات لم تحترم التزاماتها فسيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن التبعات القانونية وأضاف أنه لا يمكن لأي شركة تفضيل دولة أخرى على الاتحاد الأوروبي . في تلك الأثناء قال وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل غوف إن بلاده تريد أن يتلقى مواطنوها لقاح كورونا أولا قبل غيرهم. وتابع قائلا أحسب أن الاتحاد الأوروبي أقرّ بخطئه بعدما حاول التضييق على بعض صادرات لقاح كورونا إلى دول غير أعضاء في التكتل مستشهدا ببند في اتفاق البريكست. لم تستشرنا المفوضية الأوروبية ولم تشاور أصدقاءنا في أيرلندا الشمالية . وكان الاتحاد الأوروبي -الذي يواجه تأخيرا في تسلم لقاح أسترازينيكا- قرر منع تصدير اللقاحات التي يتم إنتاجها على أراضيه دون ترخيص مسبق. وقال فالديس دومبروفيسكس نائب رئيس المفوضية الأوروبية إن الغاية من القرار تأمين العدد الكافي من اللقاحات لمواطني التكتل لأن حماية وسلامة مواطني الاتحاد الأوروبي هي أولويتنا . غير أن بروكسل اضطرت للتراجع عن تهديدات وجهتها مساء الجمعة بتعليق المادة 16 من البروتوكول الخاص بأيرلندا الشمالية من اتفاق بريكست ووقف العبور الحر للقاحات عبر الحدود الأيرلندية. يشار إلى أن المملكة المتحدة تستورد لقاحات فايزر-بيونتك (Pfizer-BioNTech) من مصنع في بلجيكا. وطلب الاتحاد الأوروبي من مختبر أسترازينيكا اللجوء إلى المصانع الموجودة في المملكة المتحدة لتوفير الجرعات التي وعد بتزويدها للدول الأعضاء وهو ما من شأنه أن يؤثر على برنامج التطعيم البريطاني. من جهته قال ميشيل بارنييه كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف البريكست لصحيفة تايمز (The Times) إن على بروكسل ولندن الحفاظ على روح التعاون . *النسخ المتحورة لكن بالرغم من بدء حملات التطعيم في بلدان عديدة يتزايد القلق في الوقت الراهن بشأن ضراوة النسخ المتحورة من فيروس كورونا ومدى فاعلية اللقاحات في الوقاية منها. وأظهرت بيانات جديدة أن اثنين من لقاحات كوفيد-19 أقل فاعلية بكثير في جنوب إفريقيا مقارنة بأماكن أخرى جرى اختبارهما فيها. وقالت شركة نوفافاكس (Novavax) الأمريكية إنه على الرغم من أن لقاحها كان فعالا بنسبة 90 بالمائة تقريبا في التجارب السريرية التي أجريت في بريطانيا فقد انخفضت النسبة إلى 49 بالمائة في جنوب إفريقيا التي تفشت فيها سلالة جديدة من الفيروس. من جهتها أعلنت شركة جونسون آند جونسون (Johnson & Johnson) الأمريكية أن لقاحها الجديد فعال بنسبة 72 بالمائة في الوقاية من الأعراض المعتدلة أو الشديدة في الولاياتالمتحدة مقارنة ب66 بالمائة في أمريكا اللاتينية و57 بالمائة في جنوب إفريقيا.