زار فريق خبراء منظمة الصحة العالمية الذي يحقق في نشأة وباء كوفيد-19، أمس، سوقا في مدينة ووهان الصينية، كان البؤرة الأولى لفيروس كورونا. ومن ناحية أخرى، تشتد الخلافات بين دول كبرى في سياق ما وصفته وسائل إعلام غربية بأنه "حرب لقاحات". وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن خبراء منظمة الصحة وصلوا إلى سوق "هوانان" للمأكولات البحرية الذي أغلق منذ يناير من العام الماضي، ودخلوا إلى المكان المسيّج، في حين منع الحراس أشخاصا آخرين من الدخول.وفي إطار مهمته، قام الفريق الذي يتمتع بخبرة في علم الفيروسات والأوبئة والطب البيطري، بزيارة اثنين من مستشفيات المدينة في وقت سابق، وقالت منظمة الصحة إنهم ينوون زيارة مستشفيات أخرى وأسواقا، فضلا عن معهد ووهان لعلم الفيروسات.في غضون ذلك، يتزايد الجدل والتساؤل بشأن تنافس الدول الغربية على إمدادات اللقاحات، ولا سيما ما تصفها الصحافة البريطانية بأنها "حرب لقاحات" بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي. وعيد ألماني وتوعدت الحكومة الألمانية المختبرات التي "لا تحترم تعهداتها" في تسليم اللقاحات المضادة لكوفيد-19 إلى الاتحاد الأوروبي بإجراءات قانونية، وسط تصاعد التوترات بسبب تأخير من جانب شركة أسترازينيكا (AstraZeneca) البريطانية. وقال وزير الاقتصاد الألماني بيتر ألتماير في مقابلة مع صحيفة دي فيلت (Die Welt) الألمانية نشرت أمس، "إذا تبين أن هناك شركات لم تحترم التزاماتها، فسيتعين علينا اتخاذ قرار بشأن التبعات القانونية"، وأضاف أنه "لا يمكن لأي شركة تفضيل دولة أخرى على الاتحاد الأوروبي".في تلك الأثناء، قال وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني مايكل غوف إن بلاده تريد أن يتلقى مواطنوها لقاح كورونا أولا قبل غيرهم.وتابع قائلا "أحسب أن الاتحاد الأوروبي أقرّ بخطئه بعدما حاول التضييق على بعض صادرات لقاح كورونا إلى دول غير أعضاء في التكتل، مستشهدا ببند في اتفاق البريكست. لم تستشرنا المفوضية الأوروبية ولم تشاور أصدقاءنا في أيرلندا الشمالية".وكان الاتحاد الأوروبي -الذي يواجه تأخيرا في تسلم لقاح أسترازينيكا- قرر منع تصدير اللقاحات التي يتم إنتاجها على أراضيه دون ترخيص مسبق.وقال فالديس دومبروفيسكس نائب رئيس المفوضية الأوروبية إن الغاية من القرار تأمين العدد الكافي من اللقاحات لمواطني التكتل، "لأن حماية وسلامة مواطني الاتحاد الأوروبي هي أولويتنا".غير أن بروكسل اضطرت للتراجع عن تهديدات وجهتها مساء الجمعة بتعليق المادة 16 من البروتوكول الخاص بأيرلندا الشمالية من اتفاق بريكست، ووقف العبور الحر للقاحات عبر الحدود الأيرلندية.يشار إلى أن المملكة المتحدة تستورد لقاحات فايزر-بيونتك (Pfizer-BioNTech) من مصنع في بلجيكا. وطلب الاتحاد الأوروبي من مختبر أسترازينيكا اللجوء إلى المصانع الموجودة في المملكة المتحدة لتوفير الجرعات التي وعد بتزويدها للدول الأعضاء، وهو ما من شأنه أن يؤثر على برنامج التطعيم البريطاني.من جهته، قال ميشيل بارنييه كبير المفاوضين الأوروبيين في ملف البريكست، لصحيفة تايمز (The Times)، إن على بروكسل ولندن "الحفاظ على روح التعاون". تعليق تطعيم معتقلي غوانتانامو من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تعليق خطة لإعطاء معتقلي غوانتانامو لقاحات مضادة لكوفيد-19، بعد أن أثار الإعلان عنها موجة استياء داخل الولاياتالمتحدة.وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي -في تغريدة على تويتر- "لم يتم إعطاء اللقاح لأي معتقل في غوانتانامو"، مضيفا "نحن نعلق المضي قدما بالخطة في الوقت الذي نراجع فيه بروتوكولات حماية القوات. نبقى ملتزمين بمسؤوليتنا في الحفاظ على سلامة قواتنا".في غضون ذلك، بدأت دول عربية وإسلامية حملات تطعيم ضد فيروس كورونا، بعد حصولها على الشحنات الأولى من اللقاحات.وأطلقت الجزائر حملة تطعيم في ولاية البليدة، حيث كان الوباء قد تفشى أول مرة في مارس/آذار الماضي، مستخدمة لقاح "سبوتنيك-في" (Sputnik-V) الروسي.وكان المغرب قد دشن الخميس الماضي حملة تستهدف تطعيم 80% من سكان البلاد على مراحل.أما في باكستان، فقد فتح مركز للتطعيم ضد كورونا في مدينة كراتشي، حيث انطلقت حملة تطعيم على الصعيد الوطني. النسخ المتحورة لكن بالرغم من بدء حملات التطعيم في بلدان عديدة، يتزايد القلق في الوقت الراهن بشأن ضراوة النسخ المتحورة من فيروس كورونا، ومدى فاعلية اللقاحات في الوقاية منها.وأظهرت بيانات جديدة أن اثنين من لقاحات كوفيد-19 أقل فاعلية بكثير في جنوب أفريقيا، مقارنة بأماكن أخرى جرى اختبارهما فيها.وقالت شركة "نوفافاكس" (Novavax) الأميركية إنه على الرغم من أن لقاحها كان فعالا بنسبة 90% تقريبا في التجارب السريرية التي أجريت في بريطانيا، فقد انخفضت النسبة إلى 49% في جنوب أفريقيا التي تفشت فيها سلالة جديدة من الفيروس.من جهتها، أعلنت شركة "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson) الأميركية أن لقاحها الجديد فعال بنسبة 72% في الوقاية من الأعراض المعتدلة أو الشديدة في الولاياتالمتحدة، مقارنة ب66% في أميركا اللاتينية، و57% في جنوب أفريقيا.