قضت مساء أول أمس محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو بإدانة الإرهابي الخطير أمير سرية بني دوالة المكني القشقاش، بالإعدام غيابيا، رفقة إرهابيين آخرين، ويتعلق الأمر بالمدعوين (ط· إيدير) و(ب· مزيان)، وذلك لتبنيهم العملية الانتحارية التي استهدفت مقر الدرك الوطني ومفرزة الحرس البلدي ببلدية بني عيسي ببني دوالة بتاريخ 25 جويلية من السنة الفارطة، وتوبعوا قضائيا بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد وحيازة متفجرات، والهدم بواسطة مواد متفجرة لبناية ذات منفعة عامة، في حين قضت ذات المحكمة بتبرئة كل من المدعوة (خ· وسيلة) التي كانت على علاقة عاطفية مع أحد الفارين، و(ب· إسماعيل)، (ش· مسينيسا) من جناية تشجيع أعمال إرهابية وجنحة عدم الإبلاغ· تفاصيل القضية المفصول فيها تزامنت وتاريخ عرس أحد المتهمين الموقوفين وهو المدعو (ش، مسينيسا) الذي تنقلت الجماعات الإرهابية على متن سيارته للتخطيط للعملية الانتحارية، والذي صرح بأن الارهابي (ط· إيدير) حضر للعرس رفقة صديقته (خ· وسيلة) وطلب منه المركبة على أساس استرداد دين كان بينهما، وجاء بواسطة خاله المدعو (ب· مزيان) ما جعله يسلمها له بدافع الثقة، وأنكر تماما تورطه في جناية تموين الجماعات الارهابية بالمؤونة أو تشجيعها أو تزويدها بالمعلومات، في حين اعترف المدعو (ب· اسماعيل) أنه كان يرى باستمرار الإرهابي القشقاش وهو يحمل سلاحا رفقة إرهابيين آخرين، وقد أرغمه في إحدى المرات على إعطائه معلومات حول عمه الذي يشغل منصب رئيس مفرزة الحرس البلدي، والذي تعرض لاعتداء من طرف الجماعات الارهابية· وأوضح المتهم أنه قام بإخبار الضحية فور انصراف الجماعة الإرهابية، وكان قد أبلغهم بمعلومات صحيحة تحت طائلة التهديد، ولم يعاود لقاءه قبل العملية الانتحارية· أما المتهمة (خ· وسيلة) البالغة من العمر 28 سنة فقد اعترفت صراحة بأنها كانت تقوم بكراء المركبات من الوكالات المختصة في ذلك، سواء لحاجتها هي أو بطلب من عشيقها المتواجد في حالة فرار، وكانت تلبي طلباته على أساس أن رخصته سحبت منه بقسنطينة لمدة 3 سنوات، وكانت هي من تتولى قيادة المركبة، وكانوا يتنقلون على متنها للشواطئ أو جبال تيكجدة أو بجاية وغيرها من أجل الاستجمام، دون أن تراودها شكوك بانتمائه للجماعات الإرهابية، نافية نفيا قاطعا تورطها في تشجيع الأعمال الإرهابية أو تزويدهم بالمؤونة وغيرها· وصرحت بخصوص السيارة المستعملة في التفجير الانتحاري الذي هز بنى عيسي، أن عشيقها لم يخبرها بما حدث رغم أن العملية استعملت فيها سيارة قامت باستئجارها· وتبين من خلال التحريات أن المركبة المفخخة والحاملة لكميات معتبرة من المتفجرات، تابعة لوكالة كراء السيارات بمدينة تيزي وزو، وبعد الاطلاع على عقد الكراء تبين أنه مقيد باسم المتهمة التي أحيلت على الحبس المؤقت للاشتباه في تورطها· ممثل النيابة العامة لدى محكمة الجنايات التمس إنزال عقوبة السجن النافذ ما بين 5 و10 سنوات للمتهمين الموقوفين، وعقوبة الإعدام للإرهابيين الفارين، وبعد المداولة القانونية قضت المحكمة ببراءة المتهمين الثلاث الموقوفين وبإعدام الإرهابيين الفراين· تجدر الإشارة إلى أن الانفجار الذي هز مبنى مقر فرقة الدرك الوطني ببني عيسي فجر 25 جويلية من العام الماضي، قد خلف مقتل حارس بلدي وخسائر مادية معتبرة في المبنى المستهدف وتلك المجاورة له، وتأسس في القضية 55 ضحية و11 شاهد·