مختصون يدقون ناقوس الخطر الوجبات السريعة.. قاتل صامت وإدمان جديد يبدو أن الفتح الكلي للمطاعم ومحلات الفاست فود والتخفيف من إجراءات الحجر الجزئي وإلغاء البيع المحمول والسماح للزبائن بالدخول واستعمال الطاولات سوف يجعل الإقبال كبيرا على الأكل والوجبات السريعة وهو ما لوحظ فعلا يومين بعد فتحها كليا للزبائن بحيث سجلنا الإقبال الكبير عليها عبر الشوارع الكبرى مما يؤكد أن الجزائريين أصبحوا مدمنين أكلات سريعة في الوقت الذي أجمع فيه المختصون على أنها سم قاتل. نسيمة خباجة مع تغير أساليب وأنماط الحياة اليومية في مختلف المجتمعات انتشرت اليوم وبشكل كبير وواسع ظاهرة مطاعم الوجبات السريعة التي أصبحت جزءا مهما في حياة الكثير من الجزائريين وخصوصا الطبقة العاملة التي تقضي ساعات طويلة خارج المنزل هذا بالإضافة إلى طلاب المدارس والمراهقين والوجبات السريعة أو ما يسمى أيضا الأكل الجاهز وكما تشير بعض المصادر هو مصطلح يطلق على الوجبات التي من الممكن أن تحضر وتقدم بسرعة فائقة. مثل شطائر الشاورما والبرغر والسندويتشات والمخللات والفطائر والبيتزا وقطع الدجاج المقلية مع مشروب غازي أو كأس من العصير وشرائح البطاطس المقلية وغيرها من المأكولات الأخرى التي تباع في المطاعم أو المتاجر بالإضافة إلى جودة منخفضة في التحضير مع تقديمها للزبائن على شكل مغلف أو مغلق لإمكانية أخذها خارجاً. مضاعفات صحية خطيرة ولهذه الظاهرة التي تنامت بشكل سريع بسبب الدعايات والحملات الترويجية في وسائل الإعلان المختلفة العديد من النتائج والأضرار السلبية الصحية والاجتماعية فهذه الوجبات وبحسب بعض المتخصصين تحتوي على كميات كبيرة من الدهون والسكريات والبروتينات التي تكون سببا في زيادة الوزن والسمنة التي يعاني منها الكثير كما انها قد تتسبب في حدوث الكثير من الأمراض الأخرى كتصلب الشرايين وأمراض القلب وفقر الدم وارتفاع نسبة الكولسترول كذلك أمراض العمود الفقري وأمراض السرطان كذلك تصيب الأفراد بمرض السكري وخصوصاً عند تناول هذه الوجبات ومعها المشروبات الغازية. ويرى بعض المتخصصين ان أكثر الناس إقبالاً على هذه الوجبات هم الأطفال والمراهقون الذين صارت الوجبات السريعة جزءاً من عاداتهم اليومية. وأوضحت باحثة أمريكية أن تناول السكريات والأطعمة السريعة والدهون بكثرة يغير سلوك الأطفال وأن الوجبات السريعة تدفع إلى خمول العقل وكسله وعلى ترهل الجسم! كما كشفت الدراسات أن ما يحصل عليه الجسم من الدهون الموجودة بكثرة في الساندويتشات السريعة ووجبات الشوارع يسبب أضراراً بالغة بالمخ ويؤذي قدرة الذاكرة لأن هذا الغذاء يمنع وصول الجلوكوز إلى المخ بكمية كافية. وتكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومكسبات الطعم يؤثر على كيمياء المخ ويسلبهم الإرادة فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة تماماً مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان. هذا بالإضافة إلى أضرارها الاجتماعية لكونها قد تكون سببا في إضعاف العلاقات الأسرية. كلى الأطفال في خطر توصلت دراسة بريطانية حديثة إلى أن الأطفال الذين يتناولون الوجبات السريعة من المطاعم مرة في الأسبوع أو أكثر يعانون من تراكم الدهون على الكلى وتزيد عوامل الخطر لديهم للاصابة بامراض القلب. وأوضحت الدراسة الصادرة في دورية أمراض الطفولة والتي شملت أطفالا في التاسعة والعاشرة من عمرهم أن الأطفال الذين يتناولون الوجبات السريعة عادة ما يستهلكون سعرات حرارية أكثر وفيتامينات أقل من أقرانهم الذين لا يترددون على مثل هذه المطاعم إلا نادرا أو لا يتردون عليها على الإطلاق. وقالت المشرفة على الدراسة أنجيلا دونين أن الاستهلاك المتكرر للوجبات السريعة قد يزيد مخاطر تعرض الأطفال في المستقبل لأمراض القلب والسكري من الدرجة الثانية بسبب زيادة الكوليسترول (ال.دي.ال) ودهون الجسم . وقالت دونين وهي باحثة في جامعة سان جورج بلندن: مطاعم الوجبات السريعة تتزايد وكذلك الاستهلاك فأكثر من نصف المراهقين يتردد أنهم يتناولون هذه الوجبات مرتين على الأقل في الأسبوع . الأكل السريع أخطر من التبغ على صعيد متصل قال محقق تابع للأمم المتحدة إن الوجبات غير الصحية تشكل تهديدا للصحة العالمية أكبر من بيع التبغ الذي تتزايد القيود عليه وإن على الحكومات أن تتحرك سريعا لفرض ضرائب على المنتجات الغذائية الضارة. وفي بيان صدر لدى افتتاح القمة السنوية لمنظمة الصحة العالمية دعا البروفسور البلجيكي اوليفيه دو شوتر إلى بذل جهود لبدء مفاوضات بشأن اتفاقية عالمية للتعامل مع وباء السمنة. وقال الوجبات غير الصحية تمثل الآن تهديدا للصحة العالمية أكبر من التبغ. ومع اتفاق العالم على وضع قواعد منظمة لتقليل مخاطر التبغ فإنه يجب الإتفاق الآن على اتفاقية إطار جريئة بشأن الوجبات الملائمة. ويشغل دو شوتر منصبه كمحقق خاص بشأن الحق في الغذاء منذ 2008 ورأس في وقت سابق الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان ومقره باريس. ويرفع دو شوتر تقاريره إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ومقره جنيف. وفي عام 2005 بدأ بعد مفاوضات طويلة تحت مظلة منظمة الصحة العالمية تنفيذ اتفاقية للأمم المتحدة بشأن السيطرة على التبغ تهدف إلى تقليل ما يسببه من وفيات ومشاكل صحية. وفي تقرير إلى مجلس حقوق الإنسان عام 2012 قال دو شوتر إن اتفاقية مشابهة بشأن الغذاء يجب أن تشمل فرض ضرائب على المنتجات غير الصحية ووضع لوائح تنظيمية للغذاء الذي يحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والملح والسكر وأن تكبح إعلانات الوجبات السريعة. بحسب وكالة رويترز. وفي بيانه الذي صدر عبر مكتب مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان قال دو شوتر إن أي محاولة لترويج وجبات أفضل ومحاربة السمنة لن تنجح إلا إذا وضعت الأنظمة الغذائية التي تدعمها بطريقة سليمة. وأضاف أن الحكومات تركز على زيادة توافر السعرات الحرارية لكنها لا تبالي في الغالب بنوع السعرات المعروضة وسعرها والمستهدفين بتوفيرها وكيف يجري تسويقها. وقال إن مثل هذه الإجراءات أساسية لضمان حماية الناس من الحملات الشرسة للمعلومات المضللة. تخلصوا من الإدمان يعتبر مصطلح الوجبات السريعة مفهوم شامل ويتضمن إلى حد كبير أي شيء يضيف السعرات الحرارية والدهون والسكر إلى المواد المغذية وتطول القائمة التي تتضمن الأطعمة والمشروبات غير الصحية وتتضمن مشروب الصودا الذي يسبب أذية كبيرة فضلا عن الوجبات المالحة الخفيفة والعديد من السلع المخبوزة المعدة تقليديا والوجبات السريعة والأغذية المعلبة. ولا يعتبر علاج هذه الظاهرة بمثابة مشكلة كبيرة إذ أن المشكلة الحقيقية تكمن في تناول الأنواع السيئة من الطعام والتي تسبب ضررا كبيرا على القلب وأعضاء الجسم الأخرى. وقد تشعر بالعجز أحيانا للتوقف عن العادات السيئة في تناول الأطعمة السريعة المحببة إليك. ولكن لحسن الحظ باتباع بعض الخطوات الرئيسية قد تتمكن من مساعدة نفسك على خفض السعرات الحرارية غير المرغوب فيها وتحسين صحتك على المدى الطويل. وفي هذا السياق هل يبدو أي من هذه الأعذار مألوفا إليك؟. - لا أتناول الكثير من الوجبات السريعة: حاول الحفاظ على تقرير يومي مكتوب يتضمن أنواع المأكولات التي تناولتها خلال اليوم. ويوجد العديد من المواقع الحرة والتطبيقات التي من شأنها أن تقوم بحسابات السعرات الحرارية التي تتضمنها أنواع الطعام. - الوجبات السريعة طعمها أفضل من الطعام الصحي: ورغم أنك قد ترغب بتناول السكر والأشياء المالحة إلا أنك يجب أن تتذكر أنك لم تولد بهذه الطريقة. ولا يمكن للطفل أن يشعر بطعم الملح إلا لدى بلوغه الستة أشهر وبما أن هذا الطعم نتعلم أن نتذوقه فليس من المستغرب أيضاً أن لا نتعلم تذوقه. - لا أعرف من أين أبدأ: ولا يتطلب الأمر أكثر من ستة أسابيع من تناول الطعام الصحي للتخلي عن إدمانك على الوجبات السريعة. - ليس لدي الوقت لطهو الطعام: يوجد الكثير من الوصفات الصحية والكثير منها تحضيرها سهل. وفي الواقع تتضمن الوجبات الصحية مكونات أقل ووقت أقل للتحضير فضلاً عن أن الأشخاص الذين يحضرون طعامهم يصبح لديهم عادات صحية مع مرور الوقت. - لست مستعدا للتخلي عن الوجبات السريعة تماما: غالباً ما يكون من الأفضل ممارسة الاعتدال بدلا من التوقف تماما عن تناول وجبات الطعام السريعة. وخلاصة القول تتمثل بضرروة تجنب القيام بالعادات المتطرفة إذ يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة أن عدم تناول بعض الأطعمة هو أفضل من الإصرار على تناولها. ويجب أن تتذكر أن روح العزيمة تساعدك دائما على التخلي عن تناول الوجبات السريعة.