لا مياه أو كهرباء.. وبنية تحتية مدمرة غزة.. الموت تحت الأرض وفوقها بعد أكثر من أسبوع من الحملة العسكرية العنيفة للاحتلال على قطاع غزة أصبح أكثر من 350 ألف فلسطيني يواجهون كارثة حقيقية جراء انقطاع الخدمات الأساسية من المياه والكهرباء والتداعيات الخطيرة للضرر الذي أصاب شبكات الصرف الصحي. ق.د/وكالات حذرت شركة توزيع الكهرباء في غزة من توقف محطة توليد الطاقة الوحيدة عن العمل كليا خلال يومين أو 3 جراء نفاد الوقود ومنع الاحتلال إدخال الوقود عبر معبر كرم أبو سالم التجاري المغلق منذ اندلاع الحرب. وتعرضت جباليا ومناطق واسعة من شمال القطاع لغارات جوية عنيفة ومكثفة استهدفت البنية التحتية وألحقت أضرارا جسيمة فيها وتشكل خطرا حقيقيا على حياة آلاف السكان المدنيين بحسب رئيس بلدية جباليا النزلة المهندس مازن النجار. وقال النجار إن الدمار أصاب نحو 30 من البنية التحتية في جباليا النزلة وجراء ذلك مكث سكان 10 آلاف منزل ليومين بلا مياه ولا يزال ألفا منزل بلا خدمات بسبب عدم رد الاحتلال على طلبات التنسيق للبلدية عبر المنظمات الإنسانية الدولية من أجل التحرك لإصلاح الأضرار وإعادة الخدمات. وأكد أن فرق البلدية تواجه مخاطر حقيقية خلال عملها في الميدان لإصلاح الأضرار والقيام بمهامها الخدمية الحيوية وإذا طالت فترة الحرب لأيام قادمة فإن حياة الآلاف في خطر حقيقي بفعل أزمة المياه والمخاطر الناجمة عن تسرب مياه الصرف الصحي وتجمع النفايات الصلبة وسط التجمعات السكانية. *تدمير ممنهج من جانبه يرى مدير عام المشاريع في وزارة الحكم المحلي زهدي الغريز أن من يعدم خطوط المياه يتعمد قتل البشر . وينتهج الاحتلال سياسة تدمير ممنهجة للحياة المدنية في قطاع غزة عبر تركيز قصف البنى التحتية رغم أنها تحصل -أولا بأول عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر- على إحداثيات كل مشروع يتم تنفيذه في القطاع وفقا للغريز. وأكد الغريز أن الحرب المدمرة أعادت البنية التحتية في مناطق الكثافة السكانية العالية في غزة وخان يونس وجباليا 30 عاما للوراء بخسائر أولية تقدر بأكثر من 100 مليون دولار. وأوضح الغريز أن 350 ألف فلسطيني في مدينة غزة -منهم 250 ألفا في مناطق غرب المدينة التي تتركز عليها الغارات الجوية الصهيونية- يعانون من انهيار الخدمات الأساسية ويواجهون أزمة مياه حقيقية ووقوع الكارثة أمر حتمي إذا استمر العدوان. وفي خان يونس -كبرى مدن جنوب القطاع- تسبب تدمير الخط الرئيسي الناقل للصرف الصحي في تسرب من 3 آلاف إلى 4 آلاف متر مكعب منها يوميا في الشوارع الأمر الذي يهدد بكوارث صحية. ويشن الاحلال حربا عنيفة على قطاع غزة أسفرت عن 200 شهيد من بينهم 59 طفلا و35 امرأة ونحو 1305 جرحى بحسب وزارة الصحة. ورصدت جهات رسمية في غزة تضرر أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية منها 800 وحدة دمرت كليا فضلا عن دمار هائل في شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.