بقلم: رشيد حسن* اسمحوا لي في هذا المقال ان اخرج من جاذبية القضية الفلسطينية.. إلى الهم العربي وبالتحديد إلى الحرب المائية الدائرة رحاها ضد مصر.. وتقوم بها اثيوبيا .. وكيلة عن القوى المعادية اسرائيل واميركا .. كرأس حربة.. والهدف واضح.. وضوح الشمس في رابعة تموز.. وهو اضعاف مصر.. والقضاء على دورها وثقلها القومي العربي.. واشغال المنطقة كلها بحروب وهجرات لا تنتهي.. تصب كلها في مصلحة العدو الصهيوني..!! والسؤال لماذا تطوعت أثيوبيا بشن هذه الحرب الخطيرة جدا وفي هذا التوقيت ضد مصر ؟؟ ولماذا قامت بنقض اتفاقية المياه التي وقعت عام 1929 برعاية بريطانيا.. وحددت حصص المياه لكل من الدول الثلاث ؟؟!! نجزم ان عوامل عدة وراء هذه الحرب واهمها : انهاء دور مصر في القارة الافريقية.. وتنصيب اثيوبيا كزعيمة للقارة السوداء.. وبتوسيع دائرة البيكار قليلا.. فان الكشف عن ممولي سد النهضة وعن اسماء الدول التي قدمت الخبرة والاستشارات الهندسية وفي مقدمتها العدو الصهيوني يؤكد الهدف الرئيس للعدو الصهيوني وهو انهاء دور مصر وصرفها بالمطلق عن الانشغال بالقضايا العربية واشغالها بنفسها.. وهذا بدوره يحيلنا إلى الحقيقة الاهم وهي: ان اتفاقية كامب ديفيد لم تجر العدو إلى مربع السلام الحقيقي.. بل استغلها العدو لإضعاف مصر وجرها إلى حارج التاريخ والجغرافيا.. وزرع العديد من فيروسات خلايا التجسس لابقاء المجتمع المصري تحت الميكروسكوب الاسرائيلي. وبكلام اكثر تحديدا.. فان الوضع المصري والوضع العربي المنهار.. المأزوم.. هو من شجع اثيوبيا ودفعها لممارسة ابشع انواع الحروب ونعني تعطيش مصر ومنع شريان الحياة الممتد منذ الازل بالوصول إلى ارضها والى ملايينها المائة ويزيدون.. وتحويلها إلى صحراء قاحلة بعد ان كانت جنة الدنيا..!! قرارات وزراء الخارجية العرب كشفت هشاشة الموقف العربي وحجم الانهيار العربي.. فهذه الدول لم تجرؤ على سحب سفرائها من اديس ابابا ردا على العدوان الاثيوبي على مصر.. ولو كانت صادقة في تاييدها.. وشجاعة في موقفها لاشترطت على اثيوبيا وقف تعبئة السد لعودة سفراء الدول العربية..!! خبراء في الشأن الافريقي يجزمون ان النوايا العدوانية لم تخطر مطلقا على بال قادة اثيوبيا السابقين.. وخاصة انهم ليسوا بحاجة إلى كميات امطار اضافية..فلديهم من الانهار والبحيرات ما يسد حاجتهم..! وانهم بالمحصلة لن يقدموا على امر خطير كهذا يشكل عدوانا خطيرا على استقرار مصر..!! ونعود ونسال هل تقبل مصر بالامر الواقع..وتتجرع كاس السم الاثيوبية.. والذي يشكل سابقة خطيرة تزلزل مصر واستقرارها ومستقبلها ؟؟.. ام تلجأ إلى الدفاع عن امنها واستقراها وحياة الاجيال.. نتمنى ذلك فلم تترك لها اثيوبيا خيارا اخر..انها معركة وجودية.فجريان النيل ومصر توأمان لا ينفصلان.