مراصد إعداد: جمال بوزيان أخبار اليوم ترصد آراء أطباء حول أخطار سلالة دلتا ضرورة التباعد الاجتماعي وارتداء القناع الواقي والكِمامات تتزايد أخطار كوفيد 19 بكل السلالات إن في الجزائر أو خارجها وقد ارتفعت نسبة الوفيات والمصابين.. وقد رفعت أخيرا نسبة التأهب لمواجهة الوباء ومنع انتشار العدوَى.. سألنا أطباء عن السلالات المنتشرة أخيرا دلتا بليس في الهند وألمانيا وبريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسياوكندا وسويسرا ومصر وتونسوالجزائر وغيرها وعن اختلافها وأعراضها مقارنة بالسلالات السابقة وعن قدرة اللقاحات المُنتَجة سابقًا على مُقاوَمة الوباء بسلالاته الجديدة ونسب التلقيح على المستوى الوطني والعربي والعالمي والتدابير الجديدة بعد قرار الحكومة وطلبنا من الأطباء بعث رسائل طمأنة للمواطنين بعد الذعر الذي تعرضوا جراء ظهور السلالات المتحورة في الأغواط وغيرها والاقتراحات من أجل وقاية مثمرة. الدكتور رمزي بوبشيش طبيب : بالتلقيح نشكل الحصن المنيع الجماعي ضد فيروس كوفيد 19 مع دخول فصل الصيف عادت جائحة كورونا لتضرب بقوة وخصوصا في تونس وليتوهج عدادها بعد الارتفاع الكبير في عدد الإصابات وتسجيل دخول سلالات جديدة الى أرض الجزائر ذات خطر عال إضافة لوجود سلالات محلية ذات تأثير ضعيف مقارنة بالسلالة الجديدة الهندية المتحورة دلتا التي أنهكت الهند ومنظومتها الصحية. إذ سجلت الجزائر عديد الإصابات من السلالة المتحورة دلتا لتصل إلى عشرات الحالات وذلك بعد تسجيل أول حالة في شهر ماي بحسب ما صرح به معهد باستور.. كما تم تسجيل سلالة دلتا من النوع الثاني في الجزائر وتعد أقل ضررا وعدوانية من النوع الأول للسلالة. السلالة الجديدة المتحورة الهندية التي تم العثور عليها والمسماة بسلالة أو متحور دلتا من فيروس كورونا التي تسببت في انهيار المنظومة الصحية الهندية تعد أكثر عدوى من الفيروس التاجي الأصلي وخطِرة جدا حتى على من يتمتع بمناعة جيدة أو من هم في عمر الشباب وأقل من 40 سنة.. هذه السلالة التي تحورت في الهند ليتم بعدها انتشارها الواسع في عدة بلدان كبريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكيةوروسيا ولتصل أيضا الجزائر. أعراض مختلفة.. أعراض الفيروس كوفيد 19 الناتجة عن السلالة الجديدة المتحورة الهندية دلتا تختلف عن أعراض كوفيد الكلاسيكي التي ألفناها إذ تسبب هذه السلالة في ظهور أعراض كسيلان الأنف الحاد والتهابات الحلق وآلام المفاصل إضافة لكثرة الإسهال والقيئ وآلام البطن والتهابات ملتحمة العين وحالات الارتباك والتشويش في الانتباه إضافة لكل هذا وجود أعراض الفيروس التاجي الأصلي من حمى والتعب والسعال.. وفي الحالات الشديدة من سلالة دلتا يمكن أن تؤدي إلى جلطات أوردة الساقين وصولا إلى الغرغرينا أو إلى حالات مرض الفطر الأسود التي انتشر في الهند مما قد يؤدي إلى استئصال العين أو جزء من الوجه والفك حتى لا تنتشر إلى الأوردة والشرايين وتهدد حياة المصاب بها. في الغالب أصبحت هذه الأعراض الجديدة من السلالة الجديدة المتحورة الهندية تصيب الشباب إضافة إلى أنها يمكن أن تصيب الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أو الاشخاص ممن أصيب من قبل بالسلالة الكلاسيكية من الفيروس التاجي. بخصوص قدرة اللقاحات المتوفرة على مقاومة الوباء بسلالاته الجديدة وخصوصا منها سلالة دلتا فإن العلماء في روسيا مثلا لا يعتزمون تغيير لقاح سبوتنيك فبحسب غينزبورغ مدير مركز غاماليا المنتج للقاح فإن هذا اللقاح يحمي بشكل فعال من السلالة الهندية لأنه يستهدف البروتين الأساسي لفيروس كورونا الذي لم يتغير.. كما ذكرت شركة مودرنا الأمريكية لصناعة الأدوية أن دراسة معملية أظهرت نجاح لقاحها لفيروس كورونا في مقاومة متحور دلتا الذي ظهر أول مرة في الهند مع انخفاض طفيف في الاستجابة مقارنة بالسلالة الأصلية من فيروس كورونا . وقالت موردنا: إن اللقاح أنتج الأجسام المضادة لجميع السلالات التي خضعت للاختبار لكن سلالة واحدة ظلت أدنى في جميع الحالات من حيث نشاط تحييد اللقاح ضد سلالة الفيروس الأصلية التي وُجدت أول مرة في الصين. فعالية.. وأظهرت البيانات أن اللقاح كان أكثر فاعلية في إنتاج الأجسام المضادة لسلالة دلتا المتحورة منه لسلالة بيتا التي رُصدت أول مرة في جنوب أفريقيا.. وفي جنوب أفريقيا التي اختارت لقاح جونسون آند جونسون قالت رئيسة مجلس الأبحاث الطبية في جنوب أفريقيا إن بيانات دراسات معملية كشفت أن لقاح جونسون آند جونسون المضاد لمرض كوفيد-19 فعال مع السلالة دلتا المتحورة التي تمثل العدد الأكبر من الإصابات بالمرض في جنوب أفريقيا..وذكرت جليندا غراي خلال مؤتمر صحفي: كل البيانات التي اطلعنا عليها تؤكد الاستجابة المناعية الجيدة والفورية والمستدامة ضد السلالة دلتا ونرى استمرارية مدهشة تصل إلى 8 أشهر في الاستجابة المناعية للقاح جونسون آند جونسون الذي يعطى على جرعة واحدة . وتستخدم جنوب أفريقيا لقاحي جونسون آند جونسون وفايزر في حملتها للتطعيموفق أرقام مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها فإن الولاياتالمتحدة الأمريكيّة تمكنت من تطعيم أكثر من نصف سكانها مما يجعلها الدولة الحادية عشر الأكثر تطعيما في العالم بحسب أرقام نشرتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية. وحتى الآن تلقى 50.3 بالمئة من الأمريكيين جرعة واحدة على الأقل من اللقاح وبلغ عدد الجرعات المعطاة للأمريكيين 294 مليونا جرعة توزعت على 164 مليون شخص. عالميا.. كانت دولة بوتان هي الدولة الأعلى تطعيما في العالم من حيث نسبة السكان متلقي اللقاح حيث تلقى 63 بالمئة من سكان الدولة الآسيوية اللقاح بحسب مجلة فوربس الأمريكية. وقالت فوربس: إن بوتان وصلت إلى هذه النسبة الكبيرة بسبب مشاركة المسؤولين والمتطوعين وإرسال جرعات لقاح إلى بعض المناطق النائية سيرا على الأقدام أو عن طريق المروحيات. وتحتل مالطا المرتبة الثانية عالميا حيث تلقى 62 بالمئة من السكان التطعيم وهو ما يكفي لتعلن حكومتها تحقيق مناعة القطيع ويمتلك الكيان الصهيوني المحتلثالث أعلى معدل تطعيم في العالم بنسبة 60 بالمئة من السكان وتتقدم سبع دول أخرى على الولاياتالمتحدةالأمريكية من حيث نسب التلقيح وفقا لصحيفة نيويورك تايمز وهي بالترتيب دول المالديف (58 في المئة) المملكة المتحدة (58 في المئة) منغوليا (57 في المئة) البحرين (55 في المئة) كندا (55 في المئة) تشيلي (54 في المئة) والمجر (52 في المئة). أما عن وضع عمليات التطعيم في العالم العربي تأتي المغرب في المرتبة الأولى بتقديم جرعات لقاح كورونا التي وصلت إلى إجمالي 14.4مليون جرعة وتليها المملكة العربية السعودية (14.3 مليون) ثم الإمارات العربية المتحدة (12.9 مليون) ومصر (2.58 جرعة) وقطر (2.57 مليون). وبحسب إحصائيات OurWorldinData تعد السودان من بين الدول العربية ال10 الأقل بعدد جرعات لقاح كورونا حيث وصلت إلى إجمالي 358.2 ألف جرعة وتليها سلطنة عُمان (296.8 ألف) والصومال (134.1 ألف) وليبيا (106.5 آلاف) واليمن (104 آلاف). أما في الجزائر وبعد 5 أشهر من بداية العملية التي بدأت بلقاحي سبوتنيك واسترا زينيكاثم لقاح سينوفارم الصيني فقد تم تطعيم ما يقارب مليوني مواطن في حين استلمت الجزائر أكثر من 2.5 مليون جرعة من مختلف اللقاحات المضادة لكوفيد-19 وحسب عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد وباء كورونا البروفيسور رياض مهياوي: ... الجزائر ستستلم قبل نهاية شهر يونيو 4 ملايين جرعة من مختلف اللقاحات . تدابير جديدة مع دخول الجزائر للموجة الثالثة من وباء كورونا وانتشار السلالة الهندية بمتحور دلتا النوع الثاني شرعت الجزائر في إقرار عدة تدابير جديدة منها تمديد الحَجَر الصحي عبر 14 ولاية من الترابالوطني وتمديد إجراء الحَجَر الجزئي المنزلي مدة واحد وعشرين يوما علاوة على إجراء الحَجَر الجزئيسيكون تطبيق تدابير الوقاية الرامية إلى القضاء على كل موجة جديدة من الوباء خاضعا لمراقبة صارمة. ويتعلق الأمر في المقام الأول بتعزيز الإجراء الذي يحظر عبر التراب الوطني جميع أنواع التجمعات للأشخاص والتجمعات العائلية وحفلات الزواج والختان وغيرها من المناسبات. وفيما يخص تنقل وحركة الأشخاص سيتم تكثيف الرقابة من قبل المصالح المختصة فيما يتعلق بالامتثال للبروتوكولات الصحية الخاصة بوسائل نقل الركاب ولاسيما الالتزام بارتداء القناع الواقي والتباعد الجسدي من خلال تحديد عدد المسافرين مع تطبيق العقوبات الجزائية والإدارية المنصوص عليها في التنظيم بكل صرامتها. كما سيتم تعزيز الرقابة فيما يتعلق بالالتزامات التي تقع على عاتق الإدارات والمؤسسات التي تستقبل الجمهور من حيث الالتزام خصوصا بارتداء القناع الواقي وفرض التقيد به فضلا عن التزام المسيّرين بالسهر لاسيما على التقيد الصارم بارتداء القناع الواقي. وعلى مستوى المَحالِّ التجارية التي تشهد حالات من التراخي تم تكليف مصالح وزارة التجارة باستئناف عملياتها الرقابية على مستوى المحلات والأسواق برفقة القوة العمومية والقيام فورا بغلق المحل التجاري وسحب سجله التجاري دون الإخلال بتطبيق العقوبات المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما ضد المخالفين. وفيما يخص الأسواق العادية والأسواق الأسبوعية سيتم تعزيز نظام الرقابة من قبل المصالح المختصة من أجل التحقق من مدى الامتثال لتدابير الوقاية والحماية. ويجب تطبيق العقوبات المنصوص عليها في التنظيم المعمول بهما ضد المخالفين بكل الشدة التي يمليها خطر الوضع. ويتعين على مصالح الرقابة أن تكون غير متساهلة وتطبق العقوبات الإدارية والمالية المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما ضد المخالفين. من جهة أخرى تم تكليف وزارة الشؤون الدينية بالعمل لاسيما في اتجاه الأئمة والجمعيات الدينية للتذكير بالضرورة الملحة للتقيد بالبروتوكولات الصحية بدقة على مستوى المساجد. فضلا عن ذلك وبمناسبة عيد الأضحى المبارك الذي يعّد مناسبة تكثر فيها التجمعات والاجتماعات الكبيرة على مستوى فضاءات بيع الأغنام قامت المصالح المختصة بعمليات مراقبة من أجل التحقق من تطبيق البروتوكولات الصحية واحترام تدابير الوقاية. كما سيتم إطلاق حملات توعوية تستهدف المواطنين لدعوتهم إلى التحلي باليقظة أمام المخاطر التي تشكلها الزيارات والتجمعات العائلية والتي تظل تشكل عوامل جدية لانتقال العدوى. إجراءات كافية.. في نظري بصفتي ممارسا للصحة العمومية إن هذه الإجراءات والتدابير كافية ووافية للوقاية من الفيروس والتقليل من آثار الموجة الثالثة شرط التقيد الصارم بهذه التدابير من قبل المواطنين إضافة إلى عدم تساهل السلطات المعنية بتطبيق هذه التدابير مع المخالفين وتشديد العقوبات وهذا للحفاظ على الصحة العامة وحصر بؤر الفيروس ولتفادي انتشارها.. أبعث برسائل طمأنة للمناطق التي انتشرت فيها السلالات المتحورة وأن التطبيق الصارم للتدابير التي أقرتها الحكومة يمنع تفشي السلالة الجديدة في هذه المناطق بشكل أسرع وخصوصا تفادي التجمعات التي تعد منبعا للفيروس وعنصرا أساسيا لتشكيل بؤر الفيروس. من أجل وقاية مثمرة ننصح بالتركيز على عنصرين مهمين أولها التباعد الاجتماعي مع ارتداء القناع الواقي والكِمامات وثاني عنصر هو الإسراع والإقبال على عمليات التلقيح والتطعيم وتلقيح أكبر نسبة ممكنة من السكان كاف لخلق مناعة جماعية كافية للحد من سرعة انتشار الفيروس وتشكيل بؤر جديدة دون الخوف من اللقاح أو آثاره فبالتلقيح نشكل الحصن المنيع الجماعي ضد الفيروس فالتلقيح لا يمنع بالإصابة بالفيروس بالقدر ما يخفف من مضاعفاته على جسم المريض والتقليل من نسب دخول المرضى لمصالح الإنعاش.. كما أدعو لجان الأحياء والمجتمع المدني عموما وخطباء المساجد والإعلاميين والصحفيين وكل من له تأثير في المجتمع إلى مواصلة أعمالهم وتكثيفها بهدف تعبئة وتوعية المواطنين بضرورة التقيد بالتدابير المانعة وحث السكان خصوصا كبار السن منهم وأصحاب الأمراض المزمنة على المشاركة على نطاق واسع في عملية التلقيح.