وزير الخارجية يضع النقاط على الحروف الجزائر ترفض التدخل في الشأن التونسي لعمامرة: تونس ستتجاوز هذه الفترة من حياتها المؤسساتية الرئيس المصري يستقل لعمامرة.. س. إبراهيم أبدت الجزائر رفضها الصريح للتدخل في الشأن التونسي حين أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة أن ما يحدث في تونس الشقيقة هو شأن داخلي ونحترم سيادة تونس مشيرا إلى أن الجزائر تقيم اتصالات مع قياداتها ولديها قناعة أن الشعب التونسي سيتجاوز هذه الفترة من حياته المؤسساتية. وقال رمطان لعمامرة -على هامش ندوة عقدها مع نظيره المصري سامح شكري في إطار زيارته لمصر- ما يحدث في تونس الشقيقة شأن داخلي ونحترم سيادتها ونتضامن مع شعبها ونقيم اتصالات مع قياداتها . وأضاف في السياق ذاته لدينا قناعة بأن الشعب التونسي قادر على تجاوز هذه الفترة من حياته المؤسساتية وعلى اتخاذ ما يراه مناسبا من إجراءات من اجل وضع مسيرة تونس السياسية والمؤسساتية على السكة الصحيحة ليتسنى لهذا البلد الشقيق مواصلة عطائه للمنطقة ولكافة القضايا التي نجد أنفسنا في خندق واحد مع تونس ونعمل من اجل تحقيق نفس الأهداف المبنية على نفس المبادئ. لعمامرة يلتقي السيسي.. وهذا ما دار بينهما استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج السيد رمطان لعمامرة صباح يوم الأحد من قبل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حيث نقل إليه رسالة من أخيه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون بخصوص علاقات الأخوة والتضامن التاريخية التي تربط البلدين. وكان وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج قد شرع مساء السبت في زيارة عمل إلى جمهورية مصر العربية بصفته مبعوثا خاصا لرئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. ومثل اللقاء مناسبة لتسليط الضوء على تمسك قادة البلدين بتعميق الشراكة الاستراتيجية الجزائرية -المصرية وعزمهم المشترك على العمل سويا من أجل استعادة السلم والاستقرار في جوارهم المباشر وما بعده. وكلف الرئيس السيسي السيد لعمامرة بنقل تحياته الحارة والأخوية إلى السيد رئيس الجمهورية وتمنياته للجزائر وشعبها الشقيق بدوام التقدم والازدهار. كما تم التطرق إلى الوضع في العالم العربي وآفاق إضفاء ديناميكية جديدة في آليات العمل العربي المشترك بهدف تجاوز حالة عدم الاستقرار الحالية والتوصل إلى تسوية عادلة ونهائية للقضية الفلسطينية. في هذا السياق التزم الطرفان بالعمل سويا بشكل وثيق من أجل تهيئة الشروط السياسية لإنجاح القمة العربية المقبلة المنتظر عقدها بالجزائر. من جهة أخرى أعرب الطرفان عن ارتياحهما للخطوات المشجعة التي اتخذتها الأطراف الليبية وجددا التزامهما بدعم السلطات في تنفيذ العملية السياسية التي ستسمح بإنجاح الانتخابات المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر من العام الجاري. ولهذه الغاية اكد الطرفان على توحيد جهودهما مع جهود جميع دول جوار ليبيا بمناسبة الاجتماع الوزاري المزمع عقده في الجزائر قريبا كما تم الاتفاق على اتخاذ إجراءات منسقة لدعم عملية المصالحة في ليبيا. كما عقد الوزير لعمامرة جلسة عمل مع الأمين العام لجامعة الدول العربية السيد أحمد أبو الغيط تناولت المشاورات والوضع السياسي والأمني في الوطن العربي وكذا جهود حل الأزمات والنزاعات التي تؤثرعلى استقرار المنطقة وآفاق تنشيط العمل العربي المشترك وكذا التحضير للاستحقاقات المقبلة بما في ذلك القمة العربية التي سيتم عقدها في الجزائر. وفي هذا الاطار شدّد الجانبان على ضرورة تعزيز الشراكة الأفريقية-العربية فيما يتعلق بالقضايا والتحديات الإقليمية والدولية التي تواجه المجموعتين. سد النهضة.. موضوع عالمي أكد وزير الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة ونظيره المصري سامح شكري عمق علاقات التعاون التي تربط بين البلدين في شتى المجالات والتنسيق المشترك حيال مختلف القضايا محل الاهتمام المشترك. وقال لعمامرة الذي يقوم بزيارة إلى مصر خلال ندوة صحفية عقدها مع نظيره المصري في ختام مباحثاتهما مساء السبت بالقاهرة إنه ينقل رسالة مودة وإخاء من رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. موضحا أن الرسالة تؤكد على الالتزام بتعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في ضوء الروابط التاريخية التي تجمع بين البلدين. وأضاف أن الرئيس الجمهورية كلفه في بداية مهامه أن تشمل جولته عددا من البلدان الشقيقة والصديقة وأن تكون مصر من بينها على اعتبار المسائل المطروحة فيما يتعلق بالشراكة الإستراتيجية وعدد من الملفات الأخرى في المغرب والمشرق العربي والقارة الإفريقية محل تنسيق وتشاور مع مصر الشقيقية . وفي رده على سؤال حول زيارته إلى إثيوبيا والسودان قبل قدومه إلى القاهرة وتصور الجزائر للخروج من مأزق سد النهضة وأكد وزير الخارجية - أن الجزائر تعتقد أن الظرف والوضع فيما يتعلق بالعلاقات بين دول حوض النيل خاصة مصر وإثيوبيا والسودان تمر بمرحلة دقيقة . وابرز ان اهتمام الجزائر بهذا الموضوع باعتباره أساسي بالنسبة لدول شقيقة وصديقة مؤكدا موقف الجزائر الثابت وحرصها على آلا تتعرض العلاقة الاستراتيجية والمتميزة بين الجانبين العربي والإفريقي لمخاطر نحن في غنى عنها . وشدد على اهمية وصول هذه الدول الشقيقة إلى حلول مرضية تحقق حقوق وواجبات كل الأطراف لتسود الشفافية المطلقة في هذه العلاقة وتجعلها مبنية على أسس قوية. وقال لعمامرة إن سد النهضة موضوع عالمي اجتمع من أجله مجلس الأمن الدولي و ينظر له في عدة منابر باعتباره قضية مهمة فلابد أن نكون فكرة كاملة وأن نسهم بآراء وأفكار في هذا الأمر .واكد رغبة الجزائر - دائما وأبدا – عندما تتوافر الشروط والمناخ الملائم أن تكون جزءا من الحل في جميع الملفات الكبيرة الوجودية التى تهم أشقاءنا مشيرا يقول أننا نستمع ونبلغ قيادتنا بمواقف الأشقاء في الدول الثلاث . ماذا عن لبنان؟ فيما يخص الأوضاع في لبنان أكد لعمامرة أن الجزائر كانت جزءا من الترتيبات التي قامت بها الجامعة العربية مع الأشقاء في لبنان والتي كللت بتوقيع اتفاقية الطائف مضيفا أن هناك الكثير من التفاعلات بين عناصر الشعب اللبناني في تشكيل حكومة تقود البلاد لمستقبل أفضل. وحول تطورات الأوضاع في ليبيا وإجراء الانتخابات نهاية هذا العام أوضح وزير الخارجية أن الساحة الليبية تشهد تقدما مقارنة بالمحن التي مرت بالشعب الليبي وقد يكون الشعب الليبي وصل لمرحلة انتفاضة العقول والوعي بأن مستقبل ليبيا ملك للشعب الليبي كما أن لدول الجوار عليها مسئولية خاصة كاملة تجاه ليبيا. وأعرب عن امله في أن تكون الانتخابات الليبية المقررة سبيلا لعودة الاستقرار والأمن في البلاد لافتا إلى أن هذا المظهر الإيجابي يتطلب الصبر واليقظة من أجل توفير شروط النجاح والخروج من الفترة المأساوية. ومن جهته قال وزير الخارجية سامح شكري في هذا السياق إن مصر والجزائر لديهما اهتمام بالغ بالأوضاع في ليبيا باعتبارهما دولا مباشرة للجوار الليبي وتربطهم روابط تاريخية وإخاء ولدى مصر والجزائر قلق بالغ للضغوط الواقعة على الليبيين ونعمل على استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا لصالح الشعب الليبي. وأعرب عن تفاؤله بأن يؤدي منتدي الحوار الليبي لخروج ليبيا من أزمتها وأن تعزز الانتخابات في ليبيا من الاستقرار والأمن والسيادة على الأراضي الليبية مؤكدا ان مصر تتطلع لمزيد من التعاون مع الجزائر لاستعادة الاستقرار في ليبيا والعمل من خلال دول مباشرة للجوار لتدعيم الدولة الوطنية الليبية وعملها لمصلحة شعبها. وأكد وجود تنسيق بين مصر والجزائر بشأن الأوضاع في ليبيا إضافة لمخاطبة شركاء آخرين لديهم اهتمام بالشأن الليبي. واشار وزير الخارجية المصري إلى إنه عقد جلسة مباحثات ثنائية مع نظيره السيد لعمامرة أعقبها جلسة أخرى موسعة بحضور وفدي البلدين حيث جرى تناول سبل تعزيز العلاقات وأبرز القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك. وأضاف السيد شكري انه جرى الاتفاق على استمرار التشاور والاتصالات بما يعود بالنفع على شعوبنا وعلى الاستقرار في المنطقتين العربية والإفريقية مشيرا إلى أن العالم والمنطقة يتعرضان لتحديات كبيرة بما في ذلك تلك المتعلقة بجائحة كورونا التي عطلت برمجة التحكم في الآفاق.