تعرف تجارة الكلاب رواجا في السنوات الأخيرة، حتى أنّ الكثير صار مهووسا بهذه الحيوانات الأليفة، فيعاملها وكأنها فرد من أفراد الأسرة، فيدللها في تربيته ويجعلها في مرتبة عالية، وكل ذلك يرتبط باستعمالها. لا تمر من شارع من الشوارع، إلاّ وعثرت على شخص على الأقل، يجرّ معه كلبا، قد يكون كلب حراسة أو آخر، لكنّ المؤكد أنّ ظاهرة اقتناء الكلاب والخروج بهم إلى الأماكن العمومية صارت معممة على كل المناطق والأحياء، فقد صارت موضة أن يربي الشخص كلبا، حتى لو لم يكن قادرا على إطعامه والتكفل به، المهم أن يريه لأصدقائه ويفتخر به، كما لو كان يملك سيارة أو دراجة نارية أو شيء من ذلك. لكن استعمالات تلك الحيوانات تختلف من شخص لآخر، فهناك من يقتنيها فقط للحراسة، خاصّة إن كان يسكن في بيت أو حي مشبوه يرتاده اللصوص وقطاع الطرق، ويصبح الكلب بالتالي، وكل وسائل الحيطة والحذر ضرورة حتمية وليس مجرد أمر شكلي، حيث يشتري البعض كلب »ديبورمان« أو»بيرجي« أو ربما »بيتبول« كلها تصلح لأن تكون كلاب حراسة خاصّة إن كانت مدربة بشكل جيد. كما أن هناك من يستعمل تلك الكلاب في الاعتداء على الغير، والتعرض للناس وسلبهم أموالهم وممتلكاتهم، وحتى إخافتهم أحيانا، حتى أن الكثير من العصابات صارت تعتمد على الكلاب، للانقضاض على البيوت والمنازل وضحاياها، وهو ما يحدث عادة في الأماكن الخالية، حيث ترصد مجموعة من الأشرار شخصا قادما لتهدده وتطالبه بأن يعطيها ما يملكه، فإن قبل فهو ذلك، وإلا فإنها تحرض كلابها عليه، ولأن الشخص عادة لا يغامر في حال إذا ما رأى كلبا، خاصة وأنه لا ستطيع مقاومته وقد يعرض حياته إلى خطر الموت أو الإصابة بعاهة مستديمة إذا لم يرضخ للكلب وأصحابه، فهي طريقة آمنة للعصابات التي لا تريد الدخول في مناوشات مع الضحية، ولا تريد أن تلجأ إلى استعمال السكين أو أي سلاح أبيض آخر فتفضل بالتالي أن تقود تلك الكلاب، والتي يتم تدريبها في الغابات عبر مدربين مختصين في تربية الكلب. وكم من قضية مرت من المحاكم لأشخاص استعملوا الكلاب في الاعتداء على الغير، وقد تكون تلك الكلاب ضالة، وغير ملقحة وبالتالي يزداد خطرها على الضحيّة، وقد تودي بحياته، وعادة ما ينفق صاحب الكلاب الملايين سنويا في إطعامها، لهذا وإلى وقت قريب كانت تربية هذه الحيوانات حكرا على العائلات الثرية، والتي تستعمله في الحراسة، لكن في السنوات الأخيرة زاد الإقبال على هذا الحيوان وصار البعض يفضلون تربيته ولو كان ذلك على حساب ميزانيتهم المحدودة، بل إنّ البعض صار يجلبه من أوروبا والدول الغربية بأسعار خيالية تفوق أحيانا سعر الدراجة النارية. كما أنّ الكثير يرون في الكلب دليلاً على الرفاهية والغنى، حيث تشتري بعض الفتيات كلاب »الكانيش« للتباهي والخروج به إلى الأماكن العمومية، يقلدن الفتيات الغربيات والمسلسلات والأفلام التي تصور العائلات البرجوازية تملك على الأقل كلباً في البيت، بل إن بعضهن يستعملنه لاصطياد الشبان الذين عادة ما يعاكسونهن بالتقرب من الكلب.